التعليم بالمغرب الى أين ؟ - منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

2013-04-09, 10:28

رقم المشاركة : 1

abo fatima

نائب مدير الإشراف

إحصائية العضو

abo fatima غير متواجد حالياً

التعليم بالمغرب الى أين ؟

عبد الحق الفروكي

الاثنين 8 أبريل 2013

لم يعد بالإمكان غض الطرف على مايجري في فصول التعليم ببلادنا ، لا يمكن الإستمرار في هذه المهزلة التربوية التي تجري بأقسام من المفروض أنها تكون أجيال المستقبل قادرين على تحمل مسؤولية السير بهذه البلاد الى الأمام نحو مستقبل يحمل بصيصا من الأمل في عالم تتنافس فيه الأمم نحو الفوز بإنسان يتميز بكافاءات عالية في الإبداع والإختراع والمهارة مع حب العمل والإنتاجية والجدية والرغبة في تقديم الأفضل والإلتزام وتحمل المسؤولية، حتى يعوض بذلك النقص الذي تواجهه هذه الأمم في الموارد الطبيعية وفي الموارد المالية ، لإن غنى الشعوب في مواردها البشرية القادرة على تحويل التراب الى معدن نفيس ، وتحويل لاشيء الى كنوز لا حد لها ولا حصر .
فهل ما يجري داخل فصولنا التعليمية في المدارس العمومية وحتى الخصوصية ، يمكن أن ينتج إنسانا يتصف بالصفات السابقة ؟
أم أن المسرحية الهزلية التي نساهم فيها جميعا ، كل من موقعه ، تكون جيوشا من البشر تشكل عبئا ثقيلا على الأسر وعلى الدولة وعلى المجتمع برمته ؟
بشر يتصف بالعنف ، بالغش بالبحث عن الأسهل ، بطلب مساحيق تجميل لعاهات من المستحيل إخفاؤها مهما ارتفع سعر تلك المساحيق ،
وغدت الساعات الإضافية الليلية من مظاهر الكذب على النفس وعلى العقل ، وأصبحت ظاهرة رفع معدلات المراقبة المستمرة من بين المساحيق الكاذبة التي استعملها أباطرة الساعات الإضافية ، ومافيا المؤسسات الخصوصية الباحثة عن الربح المادي دون أن تعير الجوانب التربوية أي اهتمام ، بل ساهمت الأسر بحدة كبيرة في الزج بهذه المؤسسات في متاهات النقطة ثم النقطة فالنقطة مهما غلى سعرها ، ولعبت المعاهد العليا التي تفرض معدلات عالية شرطا من أجل اجتياز المباريات أو من أجل قبول الطلبة الجدد ، دور قاطرة هذا التهافت على النقط بجل الوسائل ، بمال أو بأحرز دقيقة متقونة الصنع والكتابة ، أو بتسخير تقنيات تكنولوجية عالية ، ودائما مهما غلى سعرها ، وبتمويل وتحفيز من الأب ومن الأم على السواء .
وكأن الكل يساهم في ارتكاب أكبر جريمة في تاريخ أجيال هذه الأمة ، بوعي أو بدون وعي بإصرار أو بدونه ، لكن الجريمة مرتكبة والضحية أو الضحايا بادون للعيان .
وكل يرمي المسؤولية على الآخر ، وأصبحنا نساهم في خراب هذه البلاد بالتضحية بشباب وشابات يردن التعلم لكن بعقل ناقص ، أي بإعاقة تكونت على مر مراحل المستويات التعليمية ، بداية بكارثة مرحلة الإبتدائي مرورا بمعضلة المرحلة الإعدادية ، وانتهاء بمهزلة الثانوي ، أما حقيقة التعليم العالي فتلك قصة أخرى سيحاسبنا عليها التاريخ فيما سيأتي من مسقبل هذه البلاد إذا كان لها مستقبل ، لإن أمة بموارد بشرية تكونت بمساحيق ، لا بد أن تتفاجأ أو تصرخ صرخة المندهش من حقيقة حاولت أن تخفيها بأكاذيب اتخذت عدة نعوث ، المخطط الإستعجالي ، مدرسة النجاح ، التعليم بالأهداف ، مقاربة الكفايات . .. كل يلغي بلغاه ،وكأننا في مختبر لتكوين فئران ، وليس في مجال لخلق كفاءات بشرية نحن في أشد الحاجة اليها وبأقصى سرعة ممكنة .
لماذا لم يتمكن تعليمنا من تحقيق الجودة الكفيلة بتكوين منتوج تربوي قادر على خلق كفاءات بشرية تفيد وتستفيد ، ترفع من مستوى معيشتها من جهة وتساهم في الرفع من مستوى التنمية البشرية لهذه البلاد ،؟ لماذا تبذير المال العام في تعليم رديء الى هذا المستوى ؟ أين هي الإرادة السياسية الحقيقة الغيورة المواطنة الحقة ، الرامية الى الإستفادة من أهم ثروة توجد بهذه البلاد وهي الثروة البشرية ؟ لماذا التظاهر بأننا نعلم أبناء هذا الوطن وفي الحقيقة نحن نكتفي بتصفيفهم في صناديق تدعى الفصول الدراسية برقم يصل الى 56 تلميذ في الفصل الواحد ، لساعات معينة خلال اليوم ، حتى لا يخرجوا للشارع ويشكلوا خطرا على الأمن العام للبلاد ؟
كيف يمكن أن نتشدق بأننا نتوفر على تعليم الرئيس الأمريكي أوباما أو أبو أباما لا يتوفر علية ، في الوقت الذي تتأخر فيه بداية انطلاق الموسم الدراسي الى أواسط أو أواخر أكتوبر في كل موسم دراسي ؟
لماذا نكذب على أنفسنا وعلى المواطنين وهناك أقسام لم تدرس بعض المواد خلال موسم كامل ، لأن الجهة المسؤولة لم تتمكن من توفير بعض الأساتذة في تلك المواد ؟
ما هذا التعليم الأعرج الذي نعطيه لمكونات أساسية لهذا المجتمع ، وهم فلذات أكبادنا عندما نحرمهم من حقهم في الزمن التربوي فإذا مرض أستاذ لا يعوض ، إذا تمتعت أستاذة برخصة الولادة لا تعوض ، إذا كانت المؤسسات التعليمية بعيدة عن المدار الحضري يحرم التلاميذ من العديد من الأساتذة ، وصل العدد في بعض الأحيان داخل ثانوية واحدة الى 36 أستاذا لمدة أكثر من شهرين ، بدعوى رفض الأساتذة الإلتحاق بتلك المؤسسات لأنها بعيدة ؟
لماذا نشتكي من العنف المدرسي ونحن المسؤولون عنه ، عندما نستهزئ بأبنائنا ونضحك على أذقانهم ، ونكون منهم أناسا هامشيين ، معقدين ، فاقدين الثقة في أنفسهم في أسرهم في مجتمعهم في وطنهم ، ويتوقون الى مغادرة هذه البلاد في أول فرصة تتاح لهم ، حلمهم أصبح في بلاد أخرى غير هذه البلاد ؟
كيف قزمنا النتائج التربوية في أرقام عدد الحاصلين على الباكلوريا أوفي أرقام عدد المتمدرسين ، الذين يصل عددهم حوالي 6 ملايين خلال هذه السنة ؟ رقم ضخم لكنه فارغ من أي محتوى ، لا يعني شيء إذا كانت البضاعة فاسدة أو شبه فاسدة أو ليست لها أية قيمة في سوق العمل ، حتى أصبح الحاصلون على دكتورة الدولة لا يتمكنون من حصول على عمل سوى كمدرسين في سلك ابتدائي في مدارس خاصة بأجرة زهيدة جدا .ما هذا المنتوج الذي تنتجه مدارسنا ؟
أما آن الأوان أن نرأف بهذه الأجيال التي تضيع من بين أيدينا ونحن نتفرج في حين ونتأسف في حين ، ونبكي في أحيان كثيرة ؟ الا يمكن أن نتخذ العبرة من الربيع العربي ، حيث إذا كانت بلادنا قد خرجت بأقل أضرار ممكنة في المرحلة الأولى ، فإن هذه الأجيال التي نهمشها ونستمر في تهميشها بالشكل الفضيع سوف تحاسبنا حسابا عسيرا في مرحلة قادمة ، التي لن تكون بعيدة إذا ما استمر التعامل مع الفئات الشابة بهذا الشكل اللامبالي أو الإنتقائي .
إذا كان ما سبق مبالغ فيه فلماذا أبناء الأعيان والوجهاء والقادة السياسيين يدرسون في مدارس البعثات الفرنسية او الأمريكية او الإسبانية ، اليس لهم الثقة في التعليم الذي يجربون فيه أبناء هذه الأمة ، لكن أبناءهم لا يمكن أن تجرى عليهم اية تجربة ، لأنهم من فئة ليس كفئة باقي الشعب وبالتالي فهي تستحق تعليما نموذجيا لا يوجد الا في مؤسسات البعثات القادرة على تكوين أبناء يعدونهم لكي يرثونهم في الإستمرار في نهب هذه البلاد وحتى لا ينافسهم أبناء الشعب في الوظائف العليا وفي المناصب السامية ، إذا ما وفروا لهم تعليما مماثلا . إن الخوف من أبناء الشعب يصل الى حد التضحية بأمة كاملة ، حتى يستفيد ثلة من أبناء فلان وفرتلان .
إن تحقيق تعليم قادر على تلبية طلبات المجتمع المغربي ، المتمثلة في جودة كفيلة ببناء انسان يتمتع بمكونات وقدرات ومهارات تتيح له المساهمة في بناء هذا الوطن ، واسترجاع الثقة في بلده وفي سياسييه وفي مسؤوليه ، يتطلب إرادة سياسية حقيقية وجريئة ، مع تضافر جهود مكونات المجتمع برمته ، دون الحاجة الى مرجعيات أجنبية نأخذ منها تجارب بعيدة كل البعد عن ثقافتنا وعن تقاليدنا وعن المكونات الأساسية لمجتمعنا .
مع تحميل المسؤولية لكل المتدخلين في العملية التعليمية واشراكهم في ورش وطني كبير ، يكون عنوانه العريض" لنساهم جميع في انقاد تعليمنا ومن خلاله تعليم أبنائنا ".
دون ذلك فغرق السفينة أصبح وشيكا ولن ننتظر طويلا حتى نؤدي ثمن إهمالنا باهضا ، ولن تستطيع المقاربة الأمنية ، مهما كانت قوية ، من إسكات صوت ضحايا التعليم بهذه البلاد .
فكفى من حلول ترقيعية فاشلة ، ومن مساحيق كيماوية ضارة ، ولنتخذ قرارا كفيل بإنقاذ أبناء هذا الوطن ، الذي يمكن أن يتسع للجميع ، إذا لم يسحق الطرف الأكبر لفائدة الطرف الأصغر .

عبدالحق الفروكي
رئيس إتحاد المجتمع المدني
المحاميد أسكجور

: منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=636857

التوقيع

2013-04-09, 19:02

رقم المشاركة : 2

nasri001

أستـــــاذ(ة) مشارك

إحصائية العضو

nasri001 غير متواجد حالياً

رد: التعليم بالمغرب الى أين ؟

كل مل قيل هنا سبق قوله و بصيغة أكبر. كلنا عرينا عيوب تعليمنا و حذرنا من الهاوية التي يتجه صوبها. و كلما تكلمنا أو تكلم غيرنا سارعوا الى وضع المساحيق. كنت أتمنى أن يلجأ المتدخون ذووا الأريحية و ذووا الغيرة على هذا الوطن العزيز الى اجتراح الحلول و ليس تشريح الواقع. أعتقد أن اكل أصبح يعي خطورته و المسار الذي يتجه اليه. شكرا لك أستاذي على هذه المقالة الرائعة علها تحرك الساكن.


	للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :