جزاكم الله خيرا اخواني الافاضل بلابل السلام واحمد امين المغربي ونجمة مغريبة و crocodile
وبارك الله فيكم وشكرا جزيلا لكم لتواجدكم الكريم وردكم الطيب وبارك الله فيكم ووفقكم واعانكم وسدد خطاكم ويسر لكل خير وهدى اقوالكم واعمالكم
وشكرا جزيلا لكم اخي العزيز crocodile على اضافتكم وتوضيحكم وبارك الله فيكم
وعودة الى قولكم
اننا لا يمكننا ان نحصر الله في زمان او مكان فهو قول غير صحيح اطلاقا
اما قولكم ان الله موجود في كل مكان فكذلك قول غير صحيح وهو من اقوال غلاة الصوفية الذين يقولون بالاتحاد والحلول
ورغم انني ساضطر الى الخروج على موضوع النقاش " الموسيقى " فاعتقد انه من الضروري معرفة مسالة مكان وجود الله لأنه من عقيدة كل مسلم ومسلمة ومما يجب علينا معرفته ومن الايمان الواجب بالله تعالى
إن هذه مسالة قد تم التنازع فيها منذ القدم فما السبيل لحل مثل هذا التنازع في نظركم اخي الكريم crocodile؟
نحن نتبع من كان قوله متفقا مع كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وقد أخبرنا الله عز وجل ماذا نفعل إن تنازعنا في شيء أو اختلفنا في شيء
يقول الله تعالى :
{فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر }
وقال تعالى:
{ومن يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظاً} .
وقال أيضاً:
{ فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليماً} .
وقال جل ذكره:
{فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم} .
فهذه الآيات وغيرها من الآيات تدل على أمر واحد وهو أننا إذا تنازعنا في شيء فلنحكم فيه كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وقول صحابة رسول الله رضوان الله عليهم وجميع ائمة المسلمين المشهود لهم بالصلاح والتقوى
وقضية اين الله وتواجده قضية اتفق عليها الصحبة والتابعون وائمة المسلمين ولم ياتي الاختلاف والتنازع الا عندما أتت كتب المنطق وعلم الكلام وترجمت إلى العربية فأخذ الناس بالتأويـل فبدأ الواحد منهم يفسر ويتأول ويصول ويجول في آيات الله وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد لا يقف على كلام السلف في ذلك فيقوم ويجتهد!!
أين الاجتهاد يا أخي إذا كان هناك نص والقاعدة المعروفة في الأصول
(لا اجتهاد في مورد النص)
فالصحابة والتابعين لهم كانوا أقرب زمانا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأثبت إيمانا وأصدق كلاماً وأقوى عقيدة وأحسن فهماً وتأويلاً فهل نأتي ونتكلم في أمور قد تكلموا بها وشرحوها لعامة المسلمين وأئمتهم فهل هم أرسخ في العلم أم نحن ؟!
والقول الصحيح في هذه المسالة هو
أن الله في السماء
وهو جواب أهل السنة والجماعة والسلف الصالح والمقصود بكلمة (السماء) يراد بها العلو والسمو أي أن الله في الأعلى ولا يراد التحجيم والتحييز وحاشا لله أن يكون كذلك فالله عز وجل لا سماء تظله أو تقله وهذا مخالف للعقل والفطرة
والنصوص من الكتاب والسنة عديدة تثبت علو الله على كائناته واستوائه على عرشه
قال تعالى:{ تعرج الملائكة والروح إليه } المعارج 4
وقال تعالى :{ إليه يصعد الكلم الطيب } فاطر 10
وقال تعالى :
قال تعالى: { بل رفعه الله إليه} النساء158
وقال ايضا
{ إني متوفيك ورافعك إليّ } آل عمران 55.
وقال عز وجل
(أأمنتم من في السماء) الملك16،
الى غير ذلك من الايات
اما الاحاديث النبوية الصحيحة فكثيرة اكتفي منها بهذين الحديثين :
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :
الراحمون يرحمهم الرحمن تبارك وتعالى، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء
وقوله عليه الصلاة والسلام
(إن الله تعالى حيي كريم يستحي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفراً خائبتين)
وكذلك ماثبت في الحديث الصحيح الطويل الذي يتحدث عن الروح الخبيثة والروح الطيبة حينما تتوفى وهذا الحديث رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:...... فينطلق به إلى ربه) أي أن الروح الطيبة تصعد إليه تعالى ثم يأمر عز وجل بكتابة عبده في أعلى عليين.
اما اقوال ائمة المسلمين فعديدة ومتواترة تؤكد ان الله في السماء ومستو على عرشه بذاته حقيقة لا مجازا استواء يليق بعظمته وجلاله ولا يشبه احدا من مخلوقاته
ليس كمثله شيء وهو السميع البصير
ويحضرني هنا قول امامنا مالك رحمه الله عندما كان يحدث في مجلس الحديث، فجاءه رجل وهو يحدث، وقال: يا مالك،
( الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ) كيف استوى؟
فوقف الإمام مالك -رحمه الله- مليا، سكت وأطرق رأسه حتى علت الرحواء -يعني: تصبب عرقا من شدة هذا السؤال عليه-
ثم رفع رأسه وقال:
الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وما أراك إلا رجل سوء.
فأمر به أن يخرج من مجلسه (من مجلس الحديث) ويبعد.
فالاستواء معلوم معناه في اللغة العربية، معناه استوى: استقر وعلا وارتفع وصعد واستقر، العلماء لهم أربعة معاني في الاستواء: استقر وعلا وصعد وارتفع. وهذه المعاني الأربع تدور عليها تفاسير السلف في لفظ الاستواء،
فالله -تعالى- مستو على عرشه حقيقة في هذه المعاني الأربعة، على وجه يليق بجلاله وعظمته، الكيفية غير معلومة، ما نعلم كيف استوى، لكن نعلم المعنى، معنى استوى: استقر علا وصعد وارتفع. والكيف مجهول، والإيمان به واجب؛ لأنه كلام الله، والسؤال عنه بدعة، ما يسأل عن الكيفية.
وتقبلوا اخي الكريم فائق تقديري وامتناني ومودتي