تحية خالصة للجميع
لديننا الحنيف الإسلام عيدان سنويان، الأضحي والفطر، يتوجان عبادتان من أركان الإسلام الخمسة الأساسية، الصيام وحج بيت الله الحرام. يمكن تشبيههما كما يبدوان، وكأنهما احتفال بعد الانتصار.
ومن حكمته عز وجل أيضا أن خلق للمسلمين عيدا أسبوعيا، يتمثل في يوم الجمعة، أفضل أيام الأسبوع.
هذه هي أعياد الإسلام أو ما اصطلح عليه العيد في الإسلام ولا أعياد غيرها يمكن مسبها للإسلام.

ولكن اعتاد الناس الاحتفال بأعياد أخرى تختلف باختلاف الثقافات وبطرق متنوعة تتماشى ومحددات كل ثقافة على حدة. وقد يكون الاحتفال بها سابق العهد عن الإسلام، ومن ذلك الاحتفال بعيد الميلاد... وما إلى ذلك.

وهذه الأعياد أعياد في مفهومها اللغوي الذي من المفروض أنه سابق للإسلام، وهو الموسم أو كل يوم فيه جمع أو تذكار لذي فضل أو حادثة مهمة. قيل أنه سمي عيدا لأنه يعود كل سنة بفرح مجدد.

فهل الإسلام يمكن أن يحرم على الفرد الفرح بذكرى اليوم الذي خرج فيه إلى الدنيا؟ إن كان هذا بالفعل صحيحا، فمن الممكن أن يقرأ منه أن في الإسلام حرمان للإنسان من السعادة، التي يعتقد أنها المسعى الوحيد الذي يسعى إليه كل إنسان على وجه الأرض في حياته (كل بطريقته الخاصة بكل ما يمكن أن تشمله من حيثيات). وهذا أمر مستحيل في حق ديننا.

ماذا يضيف أو ماذا ينقص احتفال الإنسان بعيد ميلاده أو تهنئته لغيره بذلك من إسلامه أو من إيمانه؟

نفترض أن شخصا أوروبيا دخل الإسلام. ألف الاحتفال بعيد ميلاده منذ ولادته. وتلك ثقافته.
احتفال هذا الشخص بعيد ميلاده لا يقصد منه إلا الفرح بذكرى خروجه إلى الدنيا وليس تعبدا أو غير ذلك.
فهل هذا الأوروبي المسلم عليه أن يقتلع عن جزء من ثقافته حتى يصبح مسلما؟ مع أنه ليس فيها ما يمس ثوابت الإسلام.

في الحقيقة الأمر ليس بهذه البساطة التي يبدو بها، بل من الممكن أن يحيل إلى إشكاليـــــات ضخمة وعويصة.
منها: إشكالية الإسلام و الثقافات التي يفد عليها
إشكالية الإسلام و قبول الآخر (من الجانب المعاملاتي)
إشكالية الخلط بين الإسلام والثقافة التي نبت منها
وما إلى ذلك

أتمنى أن لا أتهم مرة أخرى بمحاولة إثارة الفتنة مجانا
والسلام عليكم جميعا