2013-03-16, 19:49
|
رقم المشاركة : 2 |
إحصائية
العضو | | | رد: تسعة أعشار حسن الخلق في التغافل | تحية طيبة
من أجمل ما قرأت في منتدى الأسرة. بارك الله فيك على القطف القيم.
التغافل شيمة النبلاء الكاظمين للغيظ، وهو رهافة إحساس بالآخر المخطئ وتقدير لظروفه والتماس الأعذار له، وسيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم القدوة الناصعة في حسن التغافل ، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم احسن الناس وجها واحسن الناس خلقا ، فلم يكن فاحشا ولا متفحشا ولا صخابا بالاسواق ولا يجزئ بالسيئه السيئه، ولكن يعفو ويصفح وماانتصر من مظلمة ظلمها قط مالم ينتهك من محارم الله شيئا فأذا انتهك من محارم الله شيئا كان من اشدهم في ذلك غضبا وماخير بين امرين الا اختار ايسرهما مالم يكن اثما وماضرب بيده شيئا قط ولا عبدا ولا امرآه ولا خادما الا ان يجاهد في سبيل الله وقال انس رضي الله عنه ( خدمت رسول الله عشر سنين فما قال لي اف قط وما قال لي لشئ صنعته لم صنعته ولا لشئ تركته لما تركته).
وهذه إضافة مني إسهاما في الموضوع القيم.
قال أبو علي الدقاق: جاءت امرأة فسألت حاتماً عن مسألة ، فاتفق أنه خرج منها صوت في تلك الحالة فخجلت ،فقال حاتم : ارفعي صوتك فأوهمها أنه أصمّ فسرّت المرأة بذلك ، وقالت : إنه لم يسمع الصوت فلقّب بحاتم الأصم. انتهى. [ مدارج السالكين ج2ص344 ] .
هذا الأدب الذي وقع من حاتم الأصم يمكن أن نسميه " أدب التغافل " ، وهو من أدب السادة ، أما السوقة فلا يعرفون مثل هذا الآداب ، ولذلك تراهم لدنو همتهم يحصون الصغيرة ، ويجعلون من الحبة قبة ، ومن القبة مزاراً ، وهؤلاء وإن أظهروا في الإحصاء على الآخرين فنون متنوعة من ضروب الذكاء والخداع ، ولكنه ذكاء أشبه بإمارات أهل الحمق والترق الذين تستفزهم الصغائر عند غيرهم ، ولا يلقون بالا للكبائر عند أنفسهم،و أمثال هؤلاء لا يكونون من السادة في أقوامهم الذين عناهم الشاعر بقوله:
ليس الغبي بسيد في قومه **** لكن سيد قومه المتغابي | التوقيع | الاساءة العميقة لا تحتاج الرد في غالب الأحيان، فالصبر الجميل يفرغها من محتواها عاجلا أم آجلا. أستاد من أجل الحقيقة | |
| |