2013-03-07, 13:46
|
رقم المشاركة : 5 |
إحصائية
العضو | | | رد: مناهجنا الدينية هل هي مواكبة لعصرنا الحاضر؟ |
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمر أبو صهيب
الخطاب الديني عموما و مقررات التربية الإسلامية خصوصا في بلدنا تعاني من ركودا يتعارض مع مرامي الشريعة الإسلامية التي تهدف إلى ترقية الإنسان و تطهيره و السعي نحو تقدمه في شتى مناحي حياته و تضمن له رضى ربه في آخرته . فالخطاب الديني يرزح تحت وطأة التعصب المذهبي الذي يبنى على غلق باب الإجتهاد تحت ذرائع أوهى من بيت العنكبوت و يستغل لأهداف سياسية و إيديولوجية معينة ... و هذا يتنافى مع مبادئ الشرع الحنيف الذي يجعل الهذف الأسمى عبادة الله وفق ما جاء في كتاب الله عز و جل و ما بينه لنا نبيا محمد صلى الله عليه و سلم و فهمه و طبقه صحابته الأخيار و دأب عليه التابعون و تابعيهم بإحسان إلى يوم الدين و سار على نهجه أئمة الهدى كمالك و الأوزاعي و الشافعي و أحمد و النعمان و ابن المبارك ... بينما في مناهجنا الدراسية تبقى مادة التربية الإسلامية مادة تأثيثية فحسب هدفها خدمة ما تمت الإشارة إليه أعلاه و لا تبتغي ربط الإنسان بدينه الحقيقي و تقوية روابط العبد بمولاه بصدق و إخلاص . أما البرامج الإعلامية في قنواتنا و إذاعاتنا فحدث و لا حرج تجعل المرء يخجل من نفسه و يتساءل هل عجزت نساء المغرب أن يلدن إلا هذه النماذج من العلماء ؟ و لكن العارف لحقيقة الأمور يعرف أن في بلدنا علماء و طلبة علم و قراء في أعلى مستوى و لكن يحجبون عن الواجهة و يمنعون من الظهور لأمر في نفس المسؤولين عن ذلك
رأيك أخي عمر كعادته زاد الموضوع قيمة وأهمية من خلال لمسك للخلل الذي أوصل الخطاب الديني في بلدنا لحالة الركود والجمود والبعد عن واقع الناس وانشغالاتهم واهتماماتهم.
وقد أحببت بدأ الحديث عما ختمت به مداخلتك...البرامج الإعلامية الدينية في قنواتنا الفضائية،أو حتى الراديو...برامج كل ما يمكن القول عنها أنها تهم عقلية العصور الوسطى وتطرح قضايا العهود الحجرية...برامج رتيبة،هزيلة في محتواها وطرق عرضها وخطابها،بعيدة عن اهتمامات وتطلعات الناس...مما يجعل الناس يغلقون جهازهم أو يبحثون عن برامج في قنوات أخرى علها لا تنغص عليهم يومهم...
برامج إن عبرت عن شئ فعن المستوى الهزيل الذي وصل إليه الخطاب الديني الرسمي للدولة. للأسف.
وما أثارني في مداخلتك أستاذي - وأضحكني- تعليقك عن المغربيات اللواتي عجزن عن ولادة علماء أكفاء.......لأذكرك فقط -من باب الدعابة- أن بطون النسوة بريئة من مثل هذه العقول ...المرأة إنما تلد مولودا على الفطرة ، وعوامل تكريس السياسات وغسل الأدمغة وشحنها هي التي تكرس في عقولهم الجمود والركود والخوف والهروب من تحمل مسؤولية التجديد والإجتهاد والإبداع...
ومما يزيد الأمر تأزيما ...أن الخوض في الحديث عن المؤسسة الدينية الرسمية والخطاب الديني، من الممنوعات ...حتى أصبح الجميع يتغاضى الطرف ويبلع ريقه خوفا من أية تبعات .
ولكننا اليوم كمجتمع مدني نبحث لبلدنا عن الرقي والتطور والسير للأمام ،لايمكننا الصمت عند مواقع الخلل...خصوصا المجال الديني المرتبط بسياسة التعليم،فالمنظومة التعليمية عليها أن تعيد النظر في استراتجيتها بخصوص القطاع الديني وكيفية تطويره وموافقته للعصر حتى تتمكن المنظومة من ترسيخ القيم والأخلاق الفاضلة في المجتمع وبالتالي القضاء على كل ألوان العبثية والعنف والإختلالات السلوكية...
جزيل الشكر أخي عمر على تفاعلك مع الموضوع ،وتقديري لرأيك الثاقب
وتحيتي...
| التوقيع | أيها المساء ...كم أنت هادئ | |
| |