أزمة القيم في المجتمع انعكست على مكانة و دور الأستاذ فيه
إن قيماً مثل الأمانة و العطاء و التضحية و الإخلاص أصبحت عملة نادرة
وقلّما يُفهم من يتّصف بها فهماً صحيحاً
إنّ ريادة دور الأستاذ في المجتمع كمربّي و ناشر للفضائل و القيم النّبيلة
و منبع لنشر المعرفة و تعليم مبادئ العلوم لم يعد مسموحا لها أن تكون
إن تقزيم دور الأستاذ و محو مهمّته الأساسية هو مخطّط ممنهج و مدروس
من معالم هذا المخطّط:
الحملات التشهيرية المستمرة في وسائل الإعلام المختلفة.
الحرص و تعمّد إهانته بطرق و وسائل مختلفة.
تشتيت النقابات المهنية و ربطها بالأحزاب السياسية لتغفل عن دورها الحقيقي في حماية جسم الأسرة التعليمية و الحرص على مصالحها الاعتبارية قبل المادية.
اجترار حقوقه المادية وتعمّد خلق الفئوية في الترقيات و التسقيفات و الامتحانات و جعله يُمضي زمنه الوظيفي في حالة من القلق
و الاضطراب و انعدام الثقة و الأمان و العدالة.
خنق عمله بالتدخل المستفز في التفاصيل الدقيقة للمقررات و توزيعها و طريقة عرضها ومكونات المراقبة المستمرة
و تكريس التبعية الحرفية للمذكرات و المراسيم التي تنزل فوقياً بطريقة: آمر و مأمور
مما يناقض مبدأ الخلق و الإبداع و حسن التصرف و التكيف مع الوضعيات المختلفة للمتعلمين و الفصول الدراسية
و يناقض مبدأ الحرية الذي هو شرط أساسي في فنّ التعليم و الفعل التربوي عموماً
عدم احترام العلم و العلماء في المجتمع عموما و عدم الاكتراث لهما و إهمال مكانتهما و دورهما
اللامبالاة بضرورة الانتقاء المتأنّي و الدقيق للوالجين للحقل التعليمي و عدم الاعتناء بمواكبتهم من حيث التكوين المستمر الفعلي
و التأطير الحقيقي و الفعّال و المناسب
إن هذا لقليل من كثير و لعلّ كل زائر سيجد أشياء و أشياء يضيفها لما قلناه مما سيتحضره من الواقع المرير
الذي يتخبط فيه كل ضمير حي في التعليم
فانتبهي يا أسرة التعليم