سألت (شوقي) على من بحت أشعـارا
ومن شمائل من عــطــرت أسفـــارا؟
من يا ترى غرست في العلم نخلتـــــه
وأورقت سعفـــا يــــزدان أنــــــوارا ؟
أجابني : ليس يرقى الشعـــر أغنيـــة
إلا بمن ســـالت الأقـــــلام أفكـــــارا
للــه در محـــــاريـــب بكــت مطـــــرا
من فرقة جاوزت من حرهــا نــــارا
إن المحـــاريب إن شاخــت دعائمهــا
ظلت تحن لمحـــو الجهـل أعمــــارا
" " " " " " "
إن المعلــــم شمس لا أفــــــول لـــــه
ولم يزل يقتل الظلمــــاء مغــــــوارا
يا من سبى (أم كلثوم) كــــواكبهـــــا
وظل في كلمات الطـــرس أقمــــــارا
(طوقان) قدما و(إليا) توجــــاه أبــــا
حتى النبي ، بعيد البعث قــد صـــارا
يا من هدى بالهدى فلـــذات أكبـــــدة
وفاق شم الذرى شأنـــــا وأقــــــدارا
ما عظمته التعابيـــر التــــي كتبــــت
إلا لأن عظيمـــا منـــه مــا غـــــــارا
" " " " " " "
شنفت لوحا من الأخشـاب معدنـــــه
ضادا وجيمـا وألوانــــــا وأزهــــارا
صغت الأناشيد ألحانا علـــى وتـــــر
أنــت المغــرد لا من لاك مزمـــــارا
نسجت سطرا من الأفراح في مقـــل
عطشى لنور الحجا،ما دمن أبصـارا
كنت الأمير ومازلت الأميــر علــــى
عـرش الدواوين ما خلفــت أبـــرارا
فاشمخ بربعك كالأعـــلام قــاطبــــة
إن العظيم ليرضى البـــــدر مقـــدارا
" " " " " " "
نقشت في مسمعي أسرار تربــيـــة
تبقى على القلب ما عمـرت تذكــارا
جعلت أصبع كفي خير من رقصــت
له الحروف ، فكم تنسـاب أنهــــارا
رأبت صدعا بفهم الدرس موطنـــه
دقائــق بعــدهــا ما عــدت محتـــارا
بددت غفوة جهل كنــــت أحــرســه
بشمعة لـم أقدس غيـــرهـــا جـــارا
إني علـى صـدره علقــت أوسمــــة
واخترته ملكـا ،ما اختــرت عشتارا
" " " " " " "
لولا المدرس مازلت الذي جهلـــت
أيامه العيــب والممنـــوع والعـــارا
أكرم به حكمة أحنى الزمــان لهـــا
هاما، وأكــرم به غيثــــا ومــــازارا
فعتـــرة المرء أمجــــــاد معطــــرة
ومحتــد عبــــق مـــا زال أخبـــــارا
إن الشذا حيثما فاحـــت أطـــايبـــه
وجدته يمــــلأ الأرجـــــاء جلنـــــارا
حفظا لذكراه دوما، هكــــذا علنــــا
سألت (شوقي) على من بحت أشعارا؟