2013-03-23, 16:32
|
رقم المشاركة : 12 |
إحصائية
العضو | | | رد: هذه خصوصيتي...ما مساحتها؟ |
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أستاذ من أجل الحقيقة
شكرا الأخت الفاضلة صانعة النهضة على الموضوع القيم الذي يستمد راهنيته و جدواه من مدى وقعه في نفوس الأفراد وتأثيره في معاشهم اليومي.
الخصوصية ليست تعريفا أو مفهوما محددا بمواصفات بقدر ما هو ثقافة وسلوك يتحدد ببيعة الأشخاص و خلفياتهم وأسلوب عيشهم، لذلك قد يبدو لعجوز ستينية أن سؤال عن عدد أولاد الغريبة الجالسة أمامها أمرا طبيعيا، لكنه قد يبدو للغريبة المقصودة بالسؤال أمرا مستفزا يقتحم خصوصياتها، فالأولى لها نمط اجتماعي حددته مواصفات تربيتها ومحيطها ونظرتها للأشخاص و لأمور الحياة غير الثانية التي لربما اعتادت في تربيتها على حدود لا تتعداها ولا يتعداها غيرها في التعامل اليومي.
الخصوصيات أيضا تتحدد حسب المجموعات الاجتماعية أقصد ما هو خصوصي لدى الفرد يتحدد بطبيعة العلاقة مع الآخر، فخصوصية الزوجة بالنسبة لزوجها لنوعية العلاقة البشرية التي تحتم مساحة قليلة من الخصوصية وهي ليس بمعنى السر أو الكتمان او الريبة بقدر ما هي خصوصية الفرد من حيث هو كائن له وجوده الخاص وله قدر من الثقة والاحترام العميق للزوج أو الزوجة، الحقيبة الشخصية مثلا خصوصية لربما غير ذات أهمية لكنها تبقى خصوصية ، كذلك من العيب والعبث البحث في سترة الزوج ولو صدفة او دون قصد مسبق لأنها تبقى خصوصية.
خصوصيات المراهق أصعب الخصوصيات التي يجب ان تحترم لأنها تشجيع على ثقته بنفسه وبأهله و تحفيز ضمني على مبادرته بالحديث لوالديه بدل المراقبة وإن كانت أبوية لأن المراهق يريد إثبات ذاته و إحترام خصوصياته هو فرصة نمنحها له لإثبات ذاته إيجابيا .
شخصيا أجد أن خصوصية ابني وخصوصية زوجتي هي أولا احترام لنفسي ولهما معا، وكما لهما خصوصيات لدي مساحة خصوصيات واسعة أحترم من يحترمها.
هذه مساهمتي أرجو أن تكون لبنة متواضعة في صرح هذا الموضوع القيم. أخي الكريم ...وأستاذي العزيز من أجل الحقيقة:
حقا تختلف حدود وطبيعة الخصوصية من جيل لآخر ،ومن فئة عمرية أو اجتماعية أو ثقافية ... لأخرى،ولعل خصوصية المراهق هي الأخطر والأصعب لأنها هي مفتاح العلاقة الناجحة بينه وبين والديه أو عدمها.وكلما احترم الوالدين خصوصياته كلما احترمهما وانفتح عليهما وتصاحب معهما وانفتحت شهيته على كشف خباياه لهما وكشف بعض خصوصياته لهما عن طيب خاطر.
وطبعا كلما أحس بتضييق الخناق عليه من جانبهما والتدخل في كل صغيرة وكبيرة وكشف خصوصياته ...كلما لجأ للكتمان والكذب وتغليف الحقائق ...والأخطر إبعاد خصوصياته عن البيت سواء كانت أسرارا أو أمورا مادية كهدايا ورسائل وخواطر ومذكرات شخصية...وحين يصل الأمر لهذا الحد يفقد الأبوين السيطرة على ابنهما وتتعمق الهوة بينهم،وينبني جدار وحجاز نفسي يكون عائقا لتواصل ناجح...
رؤية ثاقبة وتحليل صائب بارك الله فيك، إذ زاد موضوعي ألقا وأهمية
لا تنس ...فمرورك وبصمتك يعني لي شيئا كبيرا.
تحيتي... | التوقيع | أيها المساء ...كم أنت هادئ | |
| |