2013-01-20, 22:13
|
رقم المشاركة : 1 |
 إحصائية
العضو | | | 
|  لماذا يُحْـــرِمُ منخرطُو مؤسسة الأعمال الاجتماعية للأشغال العمومية من منحة الحــجّ ؟؟؟
|  |
لماذا يُحْـــرِمُ منخرطُو مؤسسة الأعمال الاجتماعية للأشغال العمومية من منحة الحــجّ ؟؟؟
19 يناير 2013 الساعة 19 : 14
مغاربة بريس
لحسن عدنان
لم يكن يخطر ببال أحد صدورُ مثل هذا القرار في هذا التوقيت بالضبط...
حتى المتشائمون، ولن يتشاءم أحد يُمني النفس بحج بيت الله الحرام، لم يتوقعوا أن يطوف ببال القائمين على مؤسسة الأعمال الاجتماعية اتخاذ قرار غريب كهذا، في وقت حرج جدا كهذا، وبدون سابق إشعار ولا تهيئة للرأي العام داخل صفوف المنخرطين.
تصوروا منْ يُطلب منه أداء واجبات الحج، وهو كان ينتظر منحة قدرها 25000 درهم، ثم يقال له على التـــو: لقد صدر قرار بإلغاء هذه المنحة؟ كيف يتقبل الأمر؟ هل يمكن إصدار عقوبات قاسية كهذه ثم تسمى قرارات بعد ذلك؟
لقد كان الأمل تطوير الخدمات الاجتماعية، والحفاظ على الخدمات التي أصبحت تقليدا راسخا، وفكرة مسلما بها من طرف الجميع. لكن يبدو أن هناك من يفكر بشكل مخالف لمجموع المنخرطين، ويرى ما لا يرون، وينظر بغير العين التي بها ينظرون ، ويرسم أهدافا لا يستطيع المنخرطون البسطاء أن يفكروا، مجرد تفكير، في مدى جدواها وأهميتها.
نعم، إن هدف مؤسسة الأعمال الاجتماعية للأشغال العمومية، شأنها شأن باقي المؤسسات الاجتماعية لباقي القطاعات الحكومية، هو مساعدة الموظفين المنخرطين وتقديم الخدمات الاجتماعية لهم في مختلف المجالات، وخاصة السكن والصحة والتعليم...إلخ. وهذه الخدمات ليست ترفا إضافيا أو مجرد كماليات فوق الحاجة. هذه الخدمات ضرورة ملحة لتخفيف بعض العبء عن الموظفين ،و لمن لا يعرف بعدُ في أية فئة أو خانة يضعهم، نقول صادقين: هُم صنف من أصناف (المعذبين في الأرض)، ورأفة بهم لا داعي لاستعمال الترجمة الأخرى لكتاب "فرانز فانون" ،(ملعونو الأرض)، لأن الموظفين وهبوا جهودهم وأوقاتهم وأعمارهم لخدمة الصالح العام. ولا فائدة أن تتعالى أصوات النقد والتجريح لإلقاء التهم ذات اليمين وذات الشمال، فما يقال من تعريض وتجريح يصلح في حق فئة ضئيلة العدد، وإلا فانظروا إلى الوجوه الشاحبة وإلى السحنات الحزينة (Faciès) لتعلموا أي هموم تلك التي تقض مضاجع هؤلاء الموظفين، وأية صعوبات تعترض حياتهم.
***********************************************
أولا : للموظف قبران .. قبر مستحيل وقبر ممكن ..ولكن..!
نعم إن الحديث عن السحنات الحزينة (Faciès) مقصود. ونستسمح الجيولوجيين في استعارة هذا المصطلح لأنه يصف بحق مسار الموظف ونهايته. إن الموظف في مساره المهني، والحديث هنا عن الأغلبية الساحقة، يخضع في تطوره لما تخضع له الطبقات الجيولوجية.
تغير بطيء لا يمكن أن تكون له دلالة إلا بالتحقيب الجيولوجي ... أقصد ملايين السنين.
فلكي تتشكل طبقة سمكها بضعة أمتار يتطلب الأمر آلاف بل ملايين السنوات احيانا.
ولكي يصعد الموظف أيضا بضعة سلاليم أو بضعة درجات أحيانا قد يقضي عمره المهني كله دون تحقيق هذا الهدف البسيط. علما أن المقابل المادي لكثير من "السلاليم" لا يتجاوز بضع مئات من الدراهم، في وقت تعدو أثمنة المواد الضرورية في حلبة غير منتهية وفق متتالية هندسية رهيبة.
فاللهم رحماك بالعباد... وبالموظفين.
ولا يقولن قائل : أنت تبكي لحال الموظفين، فما ذا يقال عن غيرهم ممن لا دخل لهم ولا عمل قار ولا أي شيء؟
فأما القول البديهي والسريع : ليس لهم، وللموظفين ، إلا الله . فلا ملجأ إلا إليه سبحانه.
والقول الثاني : لا فرق بين "مذبوحة ومسلوخة" ... ولا فرق بين من يبيت في العراء، وبين من يبيت في بيت لا سقف له إلا السماء. كلهم سيموتون بردا، مع فارق بسيط في لحظة الموت، قد لا يتجاوز الثواني أو الدقائق القليلة.
لكل هذه الأسباب، فإن سقف مَطالبِ الموظف أصبح واطئا جدا. يريد بيتــا ولو في حدود 60 مترا مربعا. وهو قبر الدنيا كما يقول المغاربة. لكنه القبر المستحيل ... لأن دونه خرطُ القتاد، وسنواتٌ من الديون وشد الحزام والتهمة بالربا الحرام ...وكل أنواع المنغصات خاصة في الأعياد والمناسبات، حيث يكون الموظف المدين مطالبا بإعادة جدولة ما عليه لكي يستطيع مواجهة واقعه المرير.
هذا الموظف المغربي البسيط -هو شأنه شأن جل المواطنين- متدين بطبعه، ويحلم أن يكون مسك الختام حجة مباركة لبيت الله الحرام. وهذا منتهى الأمل والانسجام مع الإمكانيات المتاحة. فلا سياحة ولا عطل في الجبل أو على الشاطئ، ولا تفكير في جواز السفر لمغادرة البلاد ولو في نزهة قصيرة لأقرب بلد من المغرب.
يريد أن يحج عساه "ينور قبره النهائي" ويلقى رب العباد وهو راض عنه. ولأنه لا يستطيع أن يحقق هذا المراد، استطاع بعد سنوات من المطالبة والاحتجاج، أن يضمن نصيبا لا بأس به من نفقات الحج، على شكل منحة من مؤسسة الأعمال الاجتماعية للأشغال العمومية ( منخرطوها من قطاعات مختلفة: التجهيز والنقل، التكوين المهني، وقطاع الماء المنضوي تحت وزارة الطاقة والمعادن والماء والبيئة ...) ، لكن المنحة تحولت "محنة" هذه السنة. لأن المنخرطين المرتبين في السلم 8 فما فوق ...نصيبهم ، هذه السنة الحرمان "بضربة معلم" .. صفر درهم إلى اليسار . هكذا دون أي تفسير أو تبرير أو إقناع للمنخرطين بهذا القرار. وأما المرتبون في السلم 7 وما دونه، فتم خصم 5000 درهم من مبلغ المنحة لتصبح 20000دره بدل 25000 درهم كما كان من قبل.
سؤال: نفترض أن الموظف المرتب في السلم 10 و11 من الأغنياء ... وهو افتراض خاطئ بالطبع. فما هو الفرق بين موظف محجوز في السلم السابع ورفيقه في الهم صاحب السلم 8 والجار الأقرب في الزنزانة رقم 9 بتعبير إخواننا وسادتنا رجال التعليم ؟ ما الفرق بين المذبوحة والمسلوخة ؟ لماذا مثلُ هذه القرارات التي تجرح المشاعر وتسبب الضنك في مثل هذا الوقت؟ من كان وراء هذه القرارات التي لا يوافق عليها أي منخرط ؟
أتألم كإنسان لحال من منَّى النفس بحج بيت الله الحرام هذه السنة وكله يقين أن المنحة التي قدرها 25000درهم تحصيل حاصل. وأتألم لحاله كمسلم لأنني أعرف مدى شوق المسلمين لذلك المقام. وأتألم له كمنخرط في نفس المؤسسة لأننا حلمنا ذات يوم بتنويع الخدمات، وها نحن نفاجأ بوقف الخدمات.
قد يقال : هو خطاب عاطفي ... أقول صادقا : يا ناس ...هو الحجُّ.. وليس مشروعا آخر. ومن حق كل مسلم أن يحلم بإتمام هذا الركن الخامس من أركان الإسلام .والحج مشاعر وفيوضات وأشواق وأحاسيس ... هكذا أتصور الأمر كما يتصوره كل مسلم. ليس الحج جدالا في الأرقام ومبلغ وقيمة المنح، ولا رفث ولا فسوق في الحج. كل منحة ، مساعدة من الإدارة أو تضامن بين المنخرطين، قيمتها من قيمة الهدف.
كأن الموظف لا يراد له بناء بيت هنا ، ولا حج بيت الله الحرام هناك، ولا أن يمني نفسه بقيم التضامن والتآزر، عساه يبني بيتا يوم المعاد. أعذروني مرة أخرى فعواطفي وتعاطفي مع من هم أقرب مني فوق كل اعتبار.
ومع ذلك، دعونا نتحدث حديث القانون وحديث الشرع، من باب الرأي الحر لا من باب الفتوى المقيدة.
***********************************************
ثانيا :الحج لمن استطاع إليه سبيلا، وهل قرار الحرمان من المنحة قانوني؟
أعرف أن الجواب السريع الذي قد يبادر إليه كل من يؤيد مثل هذا القرار، أو من يقف وراء هذا القرار ( وعلى أي لا يُعرف لحد الآن من صاحب الفكرة، ولا من هي الهيئة التقريرية المسيرة للمؤسسة التي أصدرت هذا القرار ؟) : إن الحج ليس فرض عين، وهو في نهاية الأمر لمن استطاع إليه سبيلا..
ولا أحد يجادل في أن هذا هو الصواب، فليس مفروضا أن يرهق المسلم نفسه ماديا أو بدنيا كي يحج .وإن كان مثل هذا الجواب يبطن شيئا آخر: الأصل هو العجز وعدم الاستطاعة. ما قدروا الله حق قدره . ولا كرموا الإنسان حق التكريم.
وإلا هل "عدم الاستطاعة" قدر لا مفر منه ؟ ألا يمكن التفكير في وسائل جديدة وسبل سالكة بحيث تصبح مثل هذه الاستطاعة ميسورة وممكنة ؟
لنضرب أمثلة توضح أن "غير المستطيع" قد يصبح مستطيعا حين تكون النوايا حسنة والعقول شغالة والنفوس طاهرة...
نعم، ليس هذ تنميقا للكلام... ولكن هي الحقيقة المرة التي يجب تأملها كي نستخلص الدروس الحقيقية. ولكي نعلم أنفسنا دائما التفكير الإيجابي الذي يرى في خدمة الآخر إنجازا، ولا ينغلق على الذات يمجدها ويعتبرها مصدر التفكير الصحيح.
نقول لمن يفكر بأن دوره يتمثل فقط في سن قانون "كم أشياء قضيناها بتركنا لها" تحت مبرر أننا لا نستطيع، نقول له : هناك زوايا أخرى رحبة جدا للنظر. من قال أن العين المريضة وحدها هي نافدتنا على ضوء الشمس الساطع؟ ومن قال إن الفم المريض هو مرجعنا لكي نعرف هل الماء عذب فعلا أم غير صالح للشرب أصلا؟
ننظر من حولنا إلى الاختراعات التي أتى بها العقل البشري، الطائرة ومختلف وسائل النقل، والكراسي المتحركة، ومختلف التقنيات السمعية البصرية... وقس عليها آلاف الاختراعات. هذه الوسائل والاختراعات "ضاعفت" الاستطاعة البشرية آلاف المرات.
فالمريض الذي يعجز عن السفر أصبح باستطاعته فعل ذلك بواسطة الطائرة. وذوو الاحتياجات الخاصة ،بواسطة الكراسي المتحركة وغيرها من الوسائل، تحقق حلمهم وأصبحوا قادرين على الحج والطواف بالكعبة . والأميون يستطيعون الآن تعلم أركان الحج عن بعد مستثمرين الوسائل السمعية البصرية .... و ...و ... عشرات الأمثلة.
هذه اختراعات "السادة" الغربيين ليغيروا قوانا وقدراتنا واستطاعتنا كي نقوم ونواجه أعباء الحياة. ولكي نحج وقد استطعنا فعلا لحج بيت الله الحرام، بوسائلهم ولهم الشكر، سبيلا وسبيلا وسبيلا....
كــم هي السبل عديدة إذا ؟ وكــم هي الطرق سالكة أيضا؟ وكم هي الوسائل متنوعة ومتجددة لرفع الحرج والعنت عن كل من تهفو روحه لحج بيت الله الحرام؟
إذا كنا غير قادرين على تطوير هذه الوسائل( فللتقنيات وللصناعات أربابها وأهلها)، أفلسنا قادرين على التفكير في طرق جديدة وتدابير ناجعة كي نبقي على هذه المنحة وكي نزيد في قيمتها لكي نخفف عن المنخرطين الراغبين في أداء الحج ؟ أليست هناك أفكار أخرى تكون مجدية للجميع؟ لماذا التفكير بطريقة واحدة، تلك التي تقضي بالحرمان ... بل والحرمان المفاجئ هذه السنة؟
***********************************************
وكان لنا مُديرٌ، وقال ذات اجتماع: الحمدُ لله على منحة الحج. والشكرُ لكل من ساهم في إخراج هذه الفكرة لحيز التطبيق... كان رجلا طيبا في تفكيره وكان قلبه أشد بياضا.... زاد حالما: لا بد وأن نفكر مستقبلا في مساعدة المعتمرين أيضــا.. لله ذرك يا سيدي كم هي أشواق الحج عارمة. وكم هي الذكريات بعيدة.
لقد فكر غيرك... وأوقف منحة الحج أصلا. فمن نتهم ؟
أنا أتهم طريقة التفكير الوحيدة، والاستبداد بالرأي، والرؤية في حدود الأنف.
في كل الأحوال، لا أتهم الشيطان ...
وأستغفر الله من الشطط في القول وفي الخيال.
مع كل تعاطفي مع من حرم من محة الحج هذه السنة، أقول لهم : أطرقوا كل الأبواب ... فإن لم تفتح، فباب السماء مفتوح لا يُغلق.
ونهمس في آذان من فكروا في هذا القرار : لستم موفقين بتاتا ... والرجوع عنه هو بداية التوفيق.
كلام عاطفي.. نعم. ولكن ليس بوسعي قول سواه ...
فاللهم نسألك التوفيق لحج بيتك الحرام وبعواطف صادقة ومشبوبة.
|
: منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=618718 |
|
|  |
فعاليات صيف 2011 على منتديات الأستاذ :
مسابقة استوقفتني آية
|
ورشة : نحو مفهوم أمثل للزواج
