2013-02-07, 20:29
|
رقم المشاركة : 17 |
إحصائية
العضو | | | رد: وقفة عند أسرار الولاية | البدعة الاولى هي تفسير الخمس في ارباح المكاسب والبدعة الثانية هي ولاية الفقيه في المجتهدين . ان الزعامات المذهبية التي تولت امور الشيعة الدينية بعد الغيبة الكبرى بسبب فتح باب الاجتهاد ولا زالت هي الماسكة بزمام العقيدة الشيعية حتى هذا اليوم كانت وراء هاتين البدعتين . اما ولاية الفقيه فيكاد يكون من المتفق عليه عند علماء المذهب الشيعي انها تشمل ارباح المكاسب والغنائم معا. الا ان تفسير الغنيمة بارباح المكاسب ظهر بعد الغيبة الكبرى بقرن ونصف في الكتب الشيعية . اما ولاية الفقيه فهناك من علماء المذهب من عارضها ولكن لها انصارها. الا ان المجمع عليه عندهم ان نوعا من الولاية التي تشبه صلاحية القضاة في تعيين الوصي على المجنون والطفل القاصر تكون من صلاحيات المجتهدين . وقبل ان نتحدث عن البدعتين الملصقتين بالامام المهدي لا بد من اعطاء صورة واضحة عن الفكرة الاجتهادية عند الشيعة وعلاقة الشيعة بالامام المهدي حسب ما صوره علماء المذهب . . يستند علماء الشيعة الامامية على فتح باب الاجتهاد بمرسومين صدرا عن الامام المهدي قبيل غيبته ، والمرسومان وان كانا يختلفان في المضمون الا انهما يتفقان في المفهوم وهما : 1- المرسوم الاول : " واما من الفقهاء من كان صائنا لنفسه . حافظا لدينه . مخالفا لهواه . مطيعا لامر مولاه فللعوام ان يقلدوه . " 2- المرسوم الثاني : " واما الحوادث الواقعة فارجعوا الى رواة احاديثنا. على هذين المرسومين ( حيث اولهما يختص بالمجتهدين والثاني يختص بعوام الشيعة ) يعتمد علماء المذهب بفتح باب الاجتهاد وعدم الاخذ بآراء الاموات من الفقهاء وعليهما يستند المجتهدون في وجوب التقليد على عوام الشيعة. وبعد الغيبة الكبرى تصدى لشؤون الشيعة الدينية علماء المذهب واحدا تلو الآخر ولم تنقطع القيادة المذهبية بين المجتهدين والعامة وان شئت قل بين - القاعدة والقمة حتى كتابة هذه السطور وذلك بسبب فتح باب الاجتهاد ووجوب تقليد العوام لرأي المجتهدين . اما الفرق الاسلامية الاخرى فسدت هذا الباب لصعوبات بالغة تعترض العمل الاستنباطي ، اللهم الا السلفية حيث انهم لم - يسدوا باب الاجتهاد على انفسهم ، وفقهاء السلفية يجتهدون في الفروع الفقية التي لا نص فيها وتخضع لادلة الاستنباط من الكتاب والسنة والاجماع والقياس . اما علماء الشيعة فاستبدلو! القياس بالدليل العقلي واتخذوه الاصل الرابع من اصول الاستنباط ومن اغرب الامور ان فقهاء الشيعة ينسبون انفسهم الى المذهب العقلي في استنباط الاحكام الشرعية ولكنهم في الحقيقة ابعد الناس عن استعمال العقل في طريقة الاستنباط . وليت شعري ان اعرف كيف يستند علمائنا -سامحهم الله -على العقل في فهمهم للاحكام الشرعية ولاستنباطهم المسائل الفقهية وهم يسلمون بلا جدل ولا نقاش بروايات نسبت الى ائمة الشيعة وجائت في الكتب التي يعتبرونها صحيحة وموثوقة وهي تتناقض مع العقل . نعم اذا اخذنا بعين الاعتبار ان المقصود من استخدام العقل عند فقهاء الشيعة انما هو استخدام الادلة العقلية التي اسس عليها علم اصول الفقه -في التصور الشيعي -العلم الذي لعلماء الشيعة باع طويل في تاسيسه وتأليفه وهي كيفية استخدام الادلة العقلية لفهم الاحكام الشرعية وبغض النظر عن منطوقها مثل مبحث الظن والقطع والاستصحاب والتعادل والتراجح وغيرها من الابماث الاصولية التي ذكرها علماء اصول الفقه في كتبهم . واصول الفقه علم جميل بحد ذاته وله مزاياه العقلية ، ومع الاسف البالغ ان الفقهاء لم يستخدموها في اللباب بل استخدموها في القشور. وقبل ان اتحدث في النظرية الاجتهادية اود ان اذكر هنا امرين لا بد من الاشارة اليهما: الامر الاول : اود ان اشيرالى ذ لك الخفالألرهيب الذي وقع فيه كتاب وباحثون كتبوا والفرا ونشروا عن الشيعة في السنوات الاخيرة، فقد عرفوا الشيعة بالاصولية او الامامية الاصولية وفسروها بان الشيعة تريد العودة الى القهقرى لانهم ترجموا كلمة الاصول بالجذور وزعموا ان الشيعة تعود الى الجذور والماضي في العقيدة. ولم يدركوا قط ان الاصولية لا تعني العودة الى الجذور بل تعني ان الشيعة الامامية تستخدم قواعدا عقلية اسمها اصول الفقه لاستنباط الاحكام الشرعية في العمل الاجتهادي ، ولذلك لقبوا بالاصوليين . وهناك مئات الكتب الفت في اصول الفقه وكلها تبحث عن المباحث العقلية التي ذكرت بعضها قبل قليل . الأمر الثاني : ان هناك فئة صغيرة من الشيعة تسمي نفسها ( الاخباريين ) وهم الذين لم يستخدموا علم الاصول او بالاحرى الادلة العقلية في استنباط الاحكام الشرعية، وان العملية الاجتهادية تتم عندهم بالكتاب والسنة والاجماع . ومن اشهر علمائه الشيخ حر العاملي صاحب كتاب ( وسائل الشيعة ) الذي يعتبر من اهم المصادر الشيعية في الفقه. ولنعد مرة اخرى الى الطريقة الاجتهادية التي تمتاز الشيعة بها عن غيرها ونود ان نضيف هنا بان الطريقة الاجتهادية بحد ذاتها امر حسن وجميل يتلائم مع التطور الاجتماعي والفكري ، فكما تسير البشرية نحو الافضل وتتحرك نحو الاكمل لا بد وانها تصادف امورا حديثة هي بحاجة الى قوانين جديدة لم تذكر في المباحث الفقهية من قبل . فالعملية الاجتهادية تسهل استباط القوانين الشرعية اذا لم تتعارض مع اصول العقيدة، فاذا كان المجتمع متحركا فلا بد وان تتحرك القوانين الاجتماعية معه عندما لا تتعارض مع الكتاب والسنة والاجماع . فلو كان علماء الشيعة يسيرون في العمل الاجتهادي كفقهاء للمذهب الجعفري يبينون حلال الله وحرامه شانهم شأن سائر فقهاء المسلمين الذين وقفوا انفسهم لله لم يتخذوا على عملهم اجرا ولم يريدوا عليه جزاء ولا شكورا لكانت الشيعة بخير ولكانت الامة الاسلامية على احسن ما يرام . ولكن مع الاسف الشديد ان فقهائنا عن عقيدة او عن جهل او ضرورة اضافوا بدعتين صريحتين الى العمل الاجتهادي ومسخرا كل معالم الاخلاص والعمل لله وهما كما قلنا الجناحان الخفاقان على رؤوس الشيعة ما دامت السماوات والارض - الخمس في ارباح المكاسب وولاية الفقيه . | |
| |