2013-01-17, 19:36
|
رقم المشاركة : 7 |
إحصائية
العضو | | | رد: وقفة عند أسرار الولاية | الولاية حق أم باطل ؟. يعتقد إخوتنا الشيعة – مدرسة أهل البيت – أن مدار الإيمان كله على الولاية لآل البيت . فالإنسان يمكن أن يكون مسلما , و لكن لا يكون مؤمنا إلا إذا اعتقد بولاية آل البيت ابتداء من أمير المؤمنين علي –عليه السلام - . و كثيرا ما تتبعت عبر قناة الكوثر الفضائية حصص مطارحات في العقيدة . و برنامج معا على الهواء . و أ عجب كثيرا لمنطق السيد الدكتور كمال الحيدري. حيث يقول نحن لا نكفر أحدا , فكل من ينطق بالشهادتين ( أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله ) فهو مسلم . و لكنه يواصل ليقول أن المسلم لا يكون مؤمنا إلا باعتقاده بولاية أهل البيت , وبولاية ( خلافة ) علي ابن أبي طالب –رضي الله عنه – ليزج السيد الحيدري بعد ذلك كل المسلمين باسثناء مدرسة أهل البيت , في خانة الصد عن سبيل الله و محاربة رب العالمين . و اعتمد في طرحه هذا على الآيات الكريمة التالية : قوله تعالى : ( إن الذين كفروا و صدوا عن سبيل الله و شاقوا الرسول من بعد ما تبين لهم الهدى لن يضروا الله شيئا و سيحبط الله أعمالهم ) الآية 32 من سورة محمد . فكيف تسنى له هذا الفهم العجيب لقد رمى كل المسلمين الذين لا يعتقدون بأن رسول الله أوصى بالخلافة من بعده مباشرة لعلي ابن أبي طالب , في زمرة الذين صدوا عن سبيل الله و شاقوا الرسول من بعد ما تبين لهم الهدى . و يفهم هو من كلمة الهدى خلافة علي –رضي الله عنه – و أكد أن أعمال هؤلاء لن تنفعهم , بل سيحبط الله أعمالهم .لإنكارهم خلافة علي ابن أبي طالب عليه السلام . و حاولت مرارا أخذا بنصيحته , أن أفهم ما يفهم هو , و لكنني ما وجدت في الآية شيئا مما فهمه هو . و يستعين بالآية الكريمة التالية , و هي قوله تعالى : ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك و إن لم تفعل فما بلغت رسالته و الله يعصمك من الناس ) الآية 67 من سورة المائدة . و كعادته استنبط العجب العجاب من هذه الآية الكريمة . فهو يفهم من قوله تعالى : ( ما أنزل إليك من ربك ) ولاية علي ابن أبي طالب – رضي الله عنه - مستدلا بحديث الغدير . و يرى أن قول الله تعالى : ( و الله يعصمك من الناس ) الفتن و المؤامرات التي كانت تدور في زمن رسول الله للإنقضاض على الخلافة و سلبها من علي – عليه السلام - . و أنه كانت هناك جبهات تتآمر على أمر الله و رغبة رسوله في خلافة علي ابن أبي طالب –رضي الله عنه -. و في الأخير حدث الإنقلاب على أمر الله و سلبت الخلافة من أهل البيت . و الحل اليوم لحدث كان منذ 1400 سنة , أنك لا بد أن تؤمن بخلافة علي – عليه السلام – و ربما أن عليك أن تشترك في لعن الصحابة الكرام , كي لا تكون في زمرة المغضوب عليهم . و قلبت النظر كثيرا في هذه الآيات فما استقام المعنى الذي أراده أبدا . و لعظم الخطر على من لا يؤمن بولاية علي – عليه السلام – حسب نظر السيد الحيدري , قمت بالتدبر في الآيات التي استدل بها , فلم أجد لها أية موافقة مع ما يفهمه . بل بالعكس , وجدت أن هذا الفهم يسيء لله تعالى . فالواضح أن الله أوصى بالخلافة بعد رسول الله لعلي ابن أبي طالب , و لكن الخلافة آلت لأبي بكر الصديق –رضي الله عنهم جميعا - أي أن الله و العياذ بالله أراد شيئا و حدث ما أراد العباد من دونه . فكأنه قد غلب على أمره . و من باب أولى أيضا رسول الله لأن إرادة الله فوق إرادة رسوله . و لو كانت الولاية أمرا من الله عز و جل , فما بال رسول الله لا يعلنها صراحة بحيث يسد كل الذرائع . و يعني عدم تعيينه عليا خليفة بعده صراحة أنه لم يبلغ ما أنزل عليه من ربه . و هل في هذا الفهم الخاطئ الذي يحصر التبليغ و الرسالة و ما أنزل من الله في شيء واحد و هو حديث الغدير و ولاية علي – رضي الله عنه - بصيص من العقل و المنطق . و هل فيه تصديق لرسول الله – عليه الصلاة و السلام - ؟ . و السبب الرئيس في هذا الفهم السقيم للدين و لآيات القرآن الكريم , هو عدم فهم مراد و مقصد رسول الله في جملة أحاديثه حول الإمام علي – عليه السلام - . لقد كان رسول الله –بما فتح الله له من الغيب – يعلم بالفتنة التي ستثور بين المسلمين أيام خلافة علي –رضي الله عنه – فكان يقول كلمات في علي ابن أبي طالب تحمل إشارة خفية لتلك الفتنة . و يوصي المسلمين بالوقوف حينها إلى جنب الإمام عليه السلام . و من قبيل ذلك قوله – صلى الله عليه و آله و سلم – لعمار ابن ياسر : ( تقتلك الفئة الباغية) . و منه أيضا قوله : (علي مع الحق و الحق مع علي ) . و منه أيضا قوله : ( من كنت مولاه فعلي مولاه , اللهم وال من والاه و عاد من عاداه ) . إلى آخر الأحاديث في الإمام علي –رضي الله عنه – و التي تحمل في طياتها هذه النبوءة الحق . و توصي المسلمين بالوقوف إلى جانب الحق و هو مع الإمام علي – عليه السلام - .و من هذا التحليل البسيط يتبن جليا أن الاعتقاد بولاية الإمام علي –عليه السلام –مباشرة بعد رسول الله –صلى الله عليه و آله و سلم –ناتج عن سوء فهم تام . و عن ابتعاد رهيب عن فهم نبوءات رسول الله –ص- و التي تحققت بدقة عجيبة ’ أثبتت بذلك صدقه و صدق رسالته . إن خدمة الإسلام و المسلمين تكون بالفهم الصحيح للإسلام , ولن يكون ذلك إلا إذا كانت دراستنا للعقيدة الإسلامية , و تدبرنا لكتاب الله , دراسة موضوعية علمية , هدفها الأسمى هو الوصول إلى الحق . و لن يكون بلوغ الحق أبدا من منطلق فاسد .و هل في هذا الفهم المسيء لله و لرسوله و لصحابته الكرام نفع للإسلام و المسلمين ؟ . إن الانطلاق من منطلقات فاسدة لفهم الدين و تجعل صاحبها يضل الطريق , و يضل من ورائه من يرى فيه القدوة و المرجع . فإن لم يخش الإنسان على نفسه فليتق الله ربه في غيره من أمة الإسلام | |
| |