منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   الحياة الزوجية (https://www.profvb.com/vb/f148.html)
-   -   زواج بغير اعوجاج (https://www.profvb.com/vb/t112711.html)

سعيدة سعد 2013-01-12 18:04

رد: زواج بغير اعوجاج
 
المادة نفسها ، أو أن لها وجوداً خارجاً عن المادة ؟ فإذا اعتبرها القائل بها أنها هي المادة ، فيستحيل عليه ( إذا كان باحثاً محققا ) أن يزعم أن تلك المادة هي المتطورة والمُطورة ، والصانعة والمصنوعة في آن واحد. فهل يجوز لنا مثلا أن ندعي أن مادة الخشب تصنع الكرسي بطبيعتها ، أو أن مادة الحديد تصنع السيارة بطبيعتها ؟ كلا ثم كلا. وكذلك لا يجوز لنا أن نتصور أو نحتمل أن مادة الكون هي التي أوجدت وأنشأت الكائنات بطبيعتها. ( فكر وتأمل ) ـ فلكل مصنوع صانع ، ولكل بناء بان ( كما مر ) وذلك من الأمور البديهية بالنسبة لخصائص المادة ـ فكما أن الذرات لها خصائص كيمياوية وفيزياوية لا تحيد عنها ، كذلك من خصائصها اللازمة لها منذ وجودها أنها لا تسير ولا تتغير ولا تتطور إلا بمؤثر خارج عنها. ولزيادة الإيضاح نقول إن مواد الصناعة والبناء لها خصائصها الطبيعية ، ولكن تلك الخصائص لم تكن هي المنتجة للمصنوعات والمنشآت ، بل يتم الإنتاج بأيدي العلماء والمفكرين والعمال الواعين المتعلمين.
فماذا تقول إذن ـ أيها القارئ العزيز ـ في المصنوعات الكونية والمنشآت العالمية التي لا تعد ولا تحصى .. من نبات وحيوان وجماد ، وقد أُتقن صنعها وأحكم إنشاؤها ؟ أليس ذلك دليلا قاطعاً على وجود خالق حكيم أنشأ تلك الموجودات ؟
ـ أنتهى شرح موضوع « الطبيعة » التي تُعتبر هي المادة. والآن نبحث عن الطبيعة التي تعتبر خارجة عن المادة ، فنقول إن هذا الاعتبار يكون على إحدى الصور التالية :
(أ) وجود الطبيعة مع المادة والعالم.
(ب) ظهورها بعد نشأة الكون.
(ج‍( كونها قبل خلق الموجودات والكائنات.
أما الصورة الأولى فغير معقولة ، وأما الصورة الثانية فمستحيلة ، بقيت

١٠


سعيدة سعد 2013-01-12 18:05

رد: زواج بغير اعوجاج
 
الصورة الثالثة وهي وجود الطبيعة قبل المادة والكون ، وذلك في حالة أزلية لا ابتداء فيها ، فأرادت إيجاد العالم فأوجدته بخلق مادة بطريقة لا تدركها العقول ، وتصرفت فيها بحكمة وتدبير فنشأت المخلوقات المحيرة للعقول وذلك مما لا ريب فيه. فإذا كان ذلك فلماذا لا نسمي تلك الطبيعة بكلمة الله؟ ولماذا لا نعتبر مفهوم الطبيعة تلك القوانين والخواص التي أودعها الله تعالى في مادة الكون بإرادته الحكيمة ، والتي ظهر منها ( علم الطبيعيات ) ؟
وبعد هذا كله فإن أملي وطيد أن يكون البحث عن الطبيعة قد طُبع على صفحات القلوب الواعية ، فتبرز خاشعة لطبيعة الله ( ذاته ) الحكيمة العليمة التي أبدعت طبائع الكائنات التي تسبح لخالقها العزيز الحكيم.
(ب) أما الصدفة : فهي حدوث شيء ووقوع أمر بغير قصد واختيار ، ولكننا مع ذلك نجد أسباباً وعوامل لحدوث مظاهر تلك الصدفة ونضرب لذلك مثلين :
١ ـ خرج طفل من داره فصادفته سيارة ودهسته. فهذه الصدفة لها أسباب عديدة أهمها : حركة الطفل وجهله أو غفلته في السير ، وكذلك حركة السيارة وغفلة سائقها وتسامحه في مراعاة السرعة المناسبة.
٢ ـ دخل شخص في بناء قديم فتهدم البناء عليه عند دخوله فخر ميتا ، فهذه الصدفة سببها حركة الشخص ووصول تفكك أجزاء البناء إلى نهايته عند وصول الشخص المذكور إليه.
أيها القارئ العزيز : أمعن النظر في المثلين السابقين وفكر في أسباب حدوث الكون ، وسر في ميادينها وانظر بفكرك الثاقب إلى أين يكون المستقر.
ثالثا : ـ خذ عشرة بنسات كلا منها على حدة ، وضع عليها أرقاماً مسلسلة من ( ١ ـ ١٠ ) ، ثم صفّها في جيبك وهزها هزاً شديداً ، ثم

١١


سعيدة سعد 2013-01-12 18:05

رد: زواج بغير اعوجاج
 
حاول أن تسحبها من جيبك حسب ترتيبها من ( ١ ـ ١٠ ) ، فتكون فرصة سحب البنس رقم (١) هي بنسبة (١) إلى (١٠) ، وفرصة سحب رقم (١) إلى (٢) متتابعين هي بنسبة (١) إلى (١٠٠) وفرصة سحب (١) ، (٢) ، (٣) ، (٤) متوالية هي بنسبة (١) إلى (١٠٠٠٠) وهكذا حتى تصبح فرصة سحب البنسات بترتيبها الأول هي بنسبة (١) إلى عشرة بلايين ( كما تقرر في القانون الرياضي الثابت ). والغرض من هذا المثل البسيط هو أن نبين لك كيف تتكاثر الأعداد بشكل هائل ضد المصادفة العمياء على أي أرض وفي أي وقت ، لذلك لا بد أن يكون في الطبيعة نوع من التوجيه السديد ، ولابد أن يكون هناك هدف.
( راجع كتاب ـ العلم يدعو للإيمان ـ ص ١٠٠ ـ تأليف كريس كريس موريسون رئيس أكاديمية العلوم ).
رابعا : المتاحف الأثرية : من شاهد عرض المتاحف الأثرية يحكم عليها بأنها إنشاء وإنتاج أمم ماضية حسب ظروفها الخاصة وتطورها العقلي. فإذا سمع قائلا يقول : إن تلك الموجودات التي في المتحف تكونت في باطن الأرض بالصدفة العمياء بمرور الزمن والأجيال ، فإنه يضحك منه لأن قوله ينافي التفكير السليم. فكيف إذن بمن يزعم أن هذا العرض الفخم الرائع في متحف الكون ، الذي يضم مظاهر صنع الله وإنشائه قد صدر بغير تعقل ووعي ؟ ليس لنا إلا أن نعتقد بأنه مصاب بمرض عقلي أو تخلف فكري.
ولإيضاح البحث : لو رأينا تمثالا بشريا في المتحف قد أنشئ من مادة حجرية أو معدنية ، فهل يزعم أحد في العالم بأن التمثال قد نشأ من تطورات مادية في باطن الأرض ؟ كلا ، مع العلم بأن التمثال ليس له إلا مظاهر خارجية جامدة ، فكيف إذن بجسد الإنسان وتمثاله الذي حيّرت وأدهشت مظاهره الداخلية والخارجية عقول الأطباء وعلماء التشريح ؟
قال أحد الحكماء : « أعجبوا لهذا الإنسان ينظر بشحم وينطق بلحم ويسمع بعظم ».

١٢


سعيدة سعد 2013-01-12 18:06

رد: زواج بغير اعوجاج
 
خامساً : ـ إذا ضل سائق سيارة طريقه في صحراء ، فإنه يبحث عن طريق السيارات من آثار عجلاتها على الأرض. فإذا وجد الآثار فإنه يحكم. بمرور السيارات من تلك الجهة ، ويفرح لنجاته من خطر الضلال. فماذا تقول ـ أيها القارئ العزيز ـ في حق من يقول : إن تلك الآثار على الأرض تكونت من نفسها وطبيعتها بمرور الأجيال والأحقاب ؟ أعتقد بأنك تعتبره سفيها لأنه تعدى حدود الفطرة السليمة للتعليل والاستدلال. وكذلك الاعتبار في حق من يزعم أن الموجودات الكونية ليست من آثار خالق مدبر حكيم ، بل تكونت بالصدفة وتطور الطبيعة. مع أن حكمة تكوينها أعظم من حكمة آثار عجلات السيارات بصورة لا يمكن قياسها أو وزنها.

سادساً : ـ لو فرضنا أن رجلاً يملك مطبعة ، فحصلت هزة أرضية فقلبت مواضع الحروف بعضها فوق بعض. فأخبر العامل الذي ينظم الطباعة بعض أصدقائه بأن الهزة الأرضية قد كونت بالصدفة العمياء كتاباً كاملاً يحتوي على (٥٠٠) صفحة ، يضم مقالات رائعة ومباحث علمية قيمة.

أترى ـ أيها القارئ ـ أن هؤلاء الأشخاص يصدقون العامل ؟ كلا بل يعلمون أنه لا يريد بذلك الخبر إلا مزاحاً أو سخرية ، لأن مثل هذا الكلام يستحيل أن يتحقق لأنه يخالف المنطق السليم والبحث النزيه.

هذا موقف بالنسبة لكتاب يحتوي على صفحات محدودة معينة ، فكيف يكون الموقف إذن بالنسبة للكتاب الكوني الكبير الذي لا تُعد صفحاته ولا تُحصى جمله وكلماته؟ أجل إنها صفحات تنطق بالحكمة ، وجُمل وكلمات تتفجر بالعلم والقدرة. كل ذلك لتطمئن قلوبنا بمؤلف الكتاب القدير الخبير ، ومنشئه العليم العظيم ، وهو الله العزيز الحكيم. قال الله تعالى : ( قل لو كان البحر مداداً لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مدداً ) ( الكهف / ١٠٩ ). وقال تعالى أيضاً : ( ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت


١٣

سعيدة سعد 2013-01-12 18:07

رد: زواج بغير اعوجاج
 
كلمات الله ان الله عزيز حكيم ) ( لقمان / ٢٧ ). ليس المقصود بالكلمات في الآيتين السابقتين تلك التي يتألف منها القرآن المجيد ، فإن كلماته معينة ومعدودة ، بل يقصد بها ـ كما يحثت ـ مخلوقات الله ومنشآته ، وهي التي لا تعد ولا تحصى.
خمس كلمات
أيها الإخوان ، أيتها الأخوات ، وجهوا أبصاركم وأفئدتكم إلى خمس كلمات من الكتاب الكوني الكبير فإنها بمثابة وصفة علاجية تشفي عقولا قد أمرضها الشك في الله ، وتوقظ ضمائر رقادة قد أرقدتها الشهوات والأهواء ، فأعرضت عن ذكر ربها ، وغفلت عن هدف الحياة ، وجهلت ما يراد بها.
الكلمة الأولى : ـ آلاف الملايين من البشر يعيشون على وجه الأرض ، يختلف كل واحد منهم عن الآخر في تخطيط أصابع يديه ، كما نشاهد اعتبار ذلك في المعاملات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. فقد ثبت بالتحقيق العلمي أن لكل شخص في العالم تخطيطات وبصمات خاصة على أطراف أصابع يديه ( خصوصاً الإبهام الأيسر ) ويجري تمحيص ذلك في دوائر معينة بأجهزة فنية. وبناء على هذه المظاهر الثابتة تُكتشف جرائم كثيرة باختبار الانطباعات والبصمات التي تتركها أيدي المجرمين على أمكنة الجريمة ووسائلها.
الكلمة الثانية : ـ ملايين من الناس يمسكون الأقلام بأيديهم ويوقعون لإنجاز معاملاتهم ، فلا يستطيع أحدهم أن ينكر توقيعه بعد ذلك. وإذا زور توقيعاً فهناك الفضيحة وهتك الحرمة عند الفحص والكشف بوسائل فنية عجيبة تكبر بها كل نقطة من التوقيع ، تتجلى فيها كل ذبذبة انطلقت من

١٤



الساعة الآن 13:12

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd