2013-01-10, 10:43
|
رقم المشاركة : 1 |
إحصائية
العضو | | | مجرد رأي: النقابات والحاجة إلى ثقافة الاحتجاج | مجرد رأي: النقابات والحاجة إلى ثقافة الاحتجاج الأربعاء, 09 يناير 2013 12:18 تتأسس النقابات بناء على مقتضيات المرسوم رقم 2.57.1456 الصادر في 5/2/1958 الذي يمنح الموظفين الحق في ممارسة العمل النقابي ضمن كيان يحظى بالشرعية القانونية. إلا أن ما وصلت إليه الأوضاع في القطاع النقابي اليوم من تعدد في الأسماء وتفكك في الهياكل وتشتت في المطالب وتضارب في القرارات، وما انتهى إليه من ضعف في التأطير التنظيمي والتأهيل الجماهيري لخوض معاركه الكبرى، يجعلني أتأسّى على زمن نضالي عِشْته، لكنه مضى ولن يعود؛ زمن سجل فيه العمل النقابي بالمغرب، مواقف بطولية جريئة في وقت كانت للجرأة فيه عواقب لا تقدير لمداها، وطريق النضال فيه كان محفوفا بالمخاطر الجسام. سابقا، كان عدد المركزيات النقابية لا يتعدى الثلاث، ولكل واحدة نقابة تعليمية وطنية تابعة لها، وكان العمل النقابي يستند على احترام مبدأ "وحدة الطبقة العاملة"المنبثق عن النداء الماركسي المشهور؛ "يا عمال العالم، اتحدوا"، لذلك، كان العمل النقابي له من قوة التأثير ما يمكنه من تنظيم حركات احتجاجية وطنية عامة تهتز لها أركان الدولة، وترتعد لها فرائص السلطات الحاكمة. وأهم هذه المحطات؛ أبريل 79 ، ويونيو 81، و دجنبر 90، وعلى إثر كل منها، كانت البلاد تمر بحالة استنفار قصوى، وتُمارس أشكال من الترهيب والترغيب، والوعد والوعيد في حق المناضلين النقابيين الذين تتم ملاحقتهم لاعتقالهم وتقديمهم للمحاكمات التي كانت تنعقد على أثر كل إضراب عام، والذي كان لابد أن تخلف نتائجه الكثير من الضحايا ما بين موقوفين ومطرودين ومعتقلين ومنفيين ومختفين...ولم تكن هناك من حاجة إلى الاقتطاع من الأجور، فقطع الأرزاق أجدى وأنفع. كان إذن، للإضراب وقع، وللنضال معنى، وللنقابة تأثير.
إن الساحة التعليمية اليوم تعيش زخما نقابيا أضحى يشكل ثقلا على الجسد التعليمي ككل، نتيجة ما عرفه الكيان النقابي من تفريخ وتشطير تحت ذريعة الحاجة إلى التعدد والانفتاح، إلى أن وصلنا إلى ما يربو عن 28 كيانا نقابيا، بما في ذلك المركزيات الكبرى والنقابات الوطنية الأكثر تمثيلية (5)، هذا دون الحديث عن الجمعيات المهنية والتنسيقيات الفئوية، وكان من نتائج ذلك أن انفتح الباب، بتنسيق أو بدونه، أمام تنظيم الحركات الإضرابية، والوقفات الاحتجاجية والاعتصامات التنديدية تحت زعامات بعضها احترف العمل النقابي بدون تصور سياسي أو برنامج نضالي، الشيء الذي أفرغ العمل النقابي من أي محتوى نضالي نبيل يعمل على الربط بين الحق والواجب، والدفاع عن مطالب الشغيلة، وتحسين شروط العمل. ومع تواتر الإضرابات وتكاثر الاحتجاجات والاعتصامات في أي مكان من مرافق القطاع، غابت ثقافة الاحتجاج.
ولعل من مظاهر هذا الانفلات أن فقد الانتماء النقابي رمزيته بعد أن أصبحت بطاقة النقابة تباع بالتقسيط المريح ،أو توزع بالمجان، ولذلك فليس من مانع أن يتوفر الشخص الواحد على بطاقات لنقابات مختلفة، فيصبح الأمر كما لو أننا أمام مناضل واحد لجبهات متعددة، يشارك أي نقابة إضرابها ما دام الإضراب لديه مجرد عطلة وبأجر كامل.
ولتجاوز عوامل الاحتقان في قطاع التعليم، أقترح على مختلف المعنيين؛
1/ أن ترقى الوزارة بنظرتها للنقابات إلى اعتبار ممثليها شركاء اجتماعيين في القطاع ينبغي إشراكهم في القرارات والإنصات إليهم فيما يحملونه من مشاكل، والعمل معهم سويا.
2/ أن تتجاوز النقابات النظرة إلى الإدارة بأنها خصم ينبغي منازلته، وذلك تحقيقا للعمل التشاركي الذي أصبح من مهام النقابات للرفع من المردودية وتحسين الجودة وظروف العمل.
3/ إقامة ندوة وطنية بعنوان "المصالحة" بين الإداري والاجتماعي، اعتمادا على أرضية مشتركة تحت شعار؛ "لنعمل سويا من أجل تجديد الثقة في المدرسة العمومية" بمشاركة الوزارة والنقابات والجمعيات المهنية و... وإذا ما تحقق الاتفاق فسأكون أول المساهمين بما لدي من أصدقاء وأحبة بين جميع الأطراف. المكي ناشيد, (باحث في التربية)
| : منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=615390 |
| |