2013-01-13, 17:43
|
رقم المشاركة : 1 |
إحصائية
العضو | | | إشكالية العنف المدرسي وغياب الخيط الناظم | إشكالية العنف المدرسي وغياب الخيط الناظم محمد السباعي السبت 12 يناير 2013 - 12:01 تشرفتُ بالمشاركة في حلقة الأربعاء 09 يناير من البرنامج الإذاعي « شؤون تربوية » ، وهي مبادرة تواصلية مهمة تُحسب لمكتب الاتصال التابع لأكاديمية الجهة الشرقية و كذلك لإذاعة وجدة الجهوية في شخص المذيعة المتميزة شفيقة العبدلاوي. فكانت مداخلات قيمة من الضيوف الكرام والسادة المستمعين المتدخلين عبر الهاتف لمناقشة الموضوع وتلمس الحلول المناسبة لامتصاص هذه الظاهرة المشينة. و نظرا لأهمية الموضوع، أريد أن أتقاسم مع السادة القراء مجموعة من الملاحظات الشخصية من موقع المُدرس أولا ثم الصحافي المتتبع للشأن التربوي بالجهة: 1- التلاميذ الذين قدموا شهاداتهم، ربطوا العنف المُمارس عليهم أو الصادر منهم بالشعور بالإقصاء و انعدام التواصل مع المحيط (أسرة، مدرسة، مجتمع)، بمعنى أنهم لم يجدوا من ينصت إليهم ويتفهم مشاكلهم ويقدم لهم المساعدة اللازمة (نفسية، تربوية، مادية…). 2- السيد ممثل الأمن قدم حصيلة الحملات التحسيسية التي تقوم بها فرق الشرطة داخل المؤسسات التعليمية، وختم بأن الأمن داخل أسوار المدرسة مرتبط بشكل كبير بالطاقم التربوي والإداري، لأن أهل مكة أدرى بشعابها. 3- المواطنون طالبوا بتعزيز الأمن في محيط المؤسسة لحماية أبنائهم من كل مظاهر العنف والانحراف: اعتداء جسدي أو لفظي، سرقة، تحرش، مخدرات… ومنهم من يتهم بعض الأساتذة بالتقصير في العمل أو الغياب أو ممارسة العنف ضد التلاميذ (حُكرة، عدم الإنصاف في التنقيط، إهانة التلميذ أمام الزملاء…) 4- المشرفون على مراكز الاستماع (وهي قليلة جدا) نوهوا بتجاربهم مع بعض الأقسام التي كانت معروفة بالشغب، والنتائج الإيجابية التي تحققت بعد احتضان هؤلاء « المشاغبين » وإشراكهم في أنشطة موازية داخل المؤسسة. 5- و حفاظا على التوازن في النقاش وهو مطلوب في أي عمل إعلامي مهني ومحترف، قلتُ إن العنف المدرسي مُشكل مجتمع وتتداخل فيه عدة أطراف (أسرة، إعلام، أساتذة، برامج …) وبالتالي يجب أن تكون المقاربة تشاركية ، مندمجة وشاملة. واقترحت فسح المجال أمام الجمعيات الجادة للمساهمة في تأطير التلاميذ وإشاعة النفس الإيجابي من خلال إشراكهم في أنشطة تربوية وترفيهية هادفة. ونفس الآراء تقريبا طُرحت في برامج إذاعية أو تلفزية في إطار هذه الحملات التحسيسية الوطنية حول ظاهرة العنف بالمؤسسات التعليمية. ولا بد أن تُثمر هذه الجهود نتائج طيبة بإذن الله، ما دامت النوايا حسنة، والإرادة السياسية حاضرة. لكن قبل ذلك وبعده، يجب أن تكون كل هذه الجهود متناغمة فيما بينها، متشبثة بالخيط الناظم الذي يربطها كلها بثوابتنا الوطنية التي تجمعنا وعلى رأسها القيم الإسلامية الرفيعة. فالكل يجمع الآن على ضعف جمعيات الآباء و فتور الأندية المدرسية و انسحاب جمعيات المجتمع المدني الجادة والأصيلة بسبب الإقصاء الممنهج منذ ما سمي بالحرب على الإرهاب. وهكذا تم تهميش الفاعلين الجمعويين الحقيقيين وضُرب عليهم الحصار الإعلامي إلى الآن، وتم استبدالهم بجمعيات أشباح أو مجرد مرتزقة. فكان الفراغ الذي ولَد كل المظاهر اللاتربوية ومنها العنف والمخدرات واليأس والسلبية والعزوف… إن توحيد الرؤية و تناغم الخطاب من شأنه أن يوفر الجهد والطاقة ويجنبنا العديد من الكوارث لا قدر الله… فلا يعقل مثلا أن يكافح الأستاذ طيلة السنة من أجل غرس قيمة طاعة الوالدين لدى التلميذ، ثم يأتي طرف آخر يطعن في هذه الطاعة ويندد ب »السلطة الأبوية » التي تحد من حرية الطفل ! ولا يعقل أن تقوم جمعية بحملة العفة والاستقامة، ثم تأتي جمعية أخرى بحملة لتوزيع العازل الطبي بدعوى محاربة السيدا، فتنسف كل ما بنته الجمعية الأولى ! ولن يستقيم البناء إذا حاربت إحدى الجمعيات التدخين وتغاضت السلطات عن باعة السجائر أمام أبواب الثانويات ! ونفس التناقض يجده التلميذ بين خطاب المسجد وخطاب التلفزة ، وبين توجيهات الوالدين وتوجيهات الأقران والشارع، و بين عباد الرحمان و »عبدة الشيطان » !… تناقضات لا متناهية تجعلنا ننقض غزلنا و تجعل التلميذ يفقد البوصلة ويلتبس عليه الأمر و يشك في كل شيء. | : منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=616359 |
| |