2013-01-02, 09:33
|
رقم المشاركة : 1 |
 إحصائية
العضو | | | 
|  الإدارة التربوية بين الواقع والآفاق
|  |
تعتبر الإدارة التربوية من الركائز الأساسيةالتي يـتأسس عليها صرح المؤسسة التعليمية، وذلك لما لها من أهمية في التدبير و التسيير اليومي سواء الإداري أو المالي أو التربوي و كذا الاجتماعيللمؤسسة التعليمية و كذا في ربطها لعلاقات مع المحيط الخارجي و ذلك بهدف الرفع من المستوى العام لمجموع المتعلمين و إذا كانت الإدارة التربوية بهذا المفهوم الواسع و الذي لا يمكن اختزاله في مجرد التوثيق الإداريو ملء الإحصائيات و تسجيل الواردات و ضبط الصادرات و التي ما هي إلا جزء يسيرمن مجموعة من العمليات المكونة لها و التي بموجبها يتم تعبئة القوى البشرية و المادية و توجيهها توجيها كافيا لتحقيق أهداف الجهاز الذي توجد فيه، فإنها إلى جانب كل ذلك فهي القدرة على خلق الدينامية الإيجابية و الفعالية في عمليةالتنشيط التربوي داخل أسوار المؤسسة و كذا العمل على انفتاحها على الخارج بشتى الوسائل و الآليات التي تساعد مجموع المتعلمين في الرفع من مستواهم الدراسي. من هنا كان لزاما على الإدارة التربوية أن تضطلع بالمهام الموكولة إليها على أحسن وجه موازاة مع تعرفه الساحة التعليمية و المنظومة التربوية من تغيرات متسارعة .فمدير المؤسسة التعليمية مسؤول على قيادة المؤسسة و على تدبير شؤونها الإدارية و المالية و بناياتها و ممتلكاتها وفق نصوص تشريعية و تنظيمية ترسم حدود تدخله و مسارات عمله، من أهمها النظام الأساسي لمؤسسات التربية و التعليم العمومي ، فمن خلال المادة 11 من هذا المرسوم يقوم مدير مع مراعاة المهام المسندة لمجلس التدبير بالإشراف على التدبير التربوي و الإداري و المالي للمؤسسة و مراقبة العاملين بها في إطار احترام النصوص التشريعية و التنظيمية الجاري بها العمل، و إن كانت هذه المهمة الأخيرة هي الشغل الشاغل و الهم الوحيد الذي يستأثر بفكر ووقت واقع الإدارة التربوية، و لكن لايمكن أن ننسى أو أن نتجاهل أنه إلى جانب الإدارة التربوية هناك جهات أخرى لها أهمية في المؤسسة و هي مجالس المؤسسة و على رأسها مجلس التدبير الذي يقوم بنوع من المراقبة و التقييم إلى حد ما لجوانب تدبير المؤسسة الإدارية و المالية و المادية ، و ذلك من خلال الجوانب الموكولة إليه و التي جاءت ضمن المادة 18 من النظام الأساسي الخاص بمؤسسات التربية و التعليم العمومي ، و تتطرق الكثير من هذه المهام إلى جوانب تقييم التدبير الإداري و المالي للمؤسسات التعليمية ، و من بينها على سبيل المثال: *دراسة برنامج العمل السنوي الخاص بأنشطة المؤسسة و تتبع مراحل إنجازه. *الإطلاع على القرارات الصادرة عن المجالس الأخرى و نتائج أعمالها و استغلال معطياتها للرفع من مستوى التدبير التربوي و الإداري و المالي للمؤسسات التعليمية.و على الرغم منهذه المهام ذات الطابع الاستشاري فإن واقع الإدارة التربوبة لا يعمل على تفعيل أدوار و المهام الموكولة لمجلس التدبير ، لذا أصبح من الضروري تفعيل أدوار مجالسالتدبيرالمؤسسة في مراقبة تدبير المؤسسات التعليمية و في تحسين أداء هذا التدبير من خلال تطوير مهامها التي تكتسي طابعا اقتراحيا لتصبح ذات طابع تنفيذي. و في هذا الصدد، و على سبيل الـتأصيل لدور الإدارة التربوية،يعترف الباحث التربويروبيرت كاتزRobert Katzالذي خصص أعماله لكفايات مدير المؤسسة ، بصعوبة اختيار الإداريين الأكفاء و صعوبة تكوينهم و تقوم دراسات روبيرت كاتز في مجال اختيار المديرين على أساس ما يقوم به هؤلاء من مهام و اعمال و على أساس مهاراتهم و باعتماد روبيرت كاتز على هذه المعيارية ، فإنه يبتعد كليا عن الصفات الفطرية .إن معنى المهارة في مقاربة روبيرت كاتز هو القدرة على العمل الكفء و في أية ظروف و بذلك فإن الكفاية في هذه المقاربة تعني : القدرة– المهارة – الأداء ، و يرى كاتز أن هذه الكفاية نتاج للمهارات الآتية: المهارة الأدائية ، المهارة الإنسانية، المهارة الإدراكية ، و على الرغم من الأهمية النسبية لهذه المهارات فإنها تلعب دورا أساسيا في مشاريع التطوير الإداري ، و تعني هذه المهارة الأدائية استيعاب المهمة أو العمل المنوط بالإداري و تشترط عملية الاستيعاب هذه معرفة جد متخصصة ، و قدرة على المعالجة و التحليل ،في حين تعني المهارة الإنسانية مجموعة من القدرات التي ينبغي توفرها في الإداري خلال تعامله مع الناس و تتمثل أبرز هذه المهارة في قيم الديموقراطية و التعاون و البعد عن النزعة السلطوية المدمرة للعلاقاتالإنسانية و الإلتزام بأخلاقيات المهنة ، أما المهارة الإدراكية فهي القدرة على إدراك ذلك الخيط الناظم الذي يجمع مختلف الوظائف في المؤسسة و إدراك أن التغيير الذي يمس وظيفة ما يؤثر في باقي الوظائف ، و يمكن ان تمتد هذه المعرفة لتشمل تصور العلاقة بين المؤسسة التربوية و المجتمعو القوى الحية للمجتمع و من هذا الإدراك تظهر قدرة المدير على الخلق و الابتكار و القدرة على حل المشكلات يعتمد تكوين مديري المؤسسات التعليمية على المهارات الإداريةو الفنية و العلائقية و الإدراكية بدراسة المبادئ و النظم و العمليات كما يعتمد على علم النفس و علم النفس التطبيقي و علم الاجتماع ، و يساهم هذا التكوين في الرفع من الكفايات في مجال التسيير الإداري و التربويى و المالي و يجعل مدير المؤسسة ينسلخ عن الفكرة البائدة بأنه هو المصدر الوحيد للخبرة الإنسانية ذلك أن العمل الإداري التربوي المبني على ثقافة المشاركة و التعاون يجعل كل الفاعلين قادرين على التفكير و الإبداع و استحداث أساليب أفضل و طرائق أنسب مما عند مدير المؤسسة.إن القيادة الوظيفية في مجال التسيير الإداري في حاجة إلى المهارة الفنية المرتبطة بكيفية تدبير الشأن التربوي و بمبادئ التنظيم و إجراءاته و في حاجة إلى المهارة الإدراكية الكلية العامة المرتبطة بالقدرة على رؤية المواقف في كليتها و في علاقاتها بالمؤسسة و مايجري فيها.و بناء على ما سبق ذكره من ضرورة التمكن الفعلي من كفايات التدبير المعتمدة عل المقاربة بالنتائج ، فقد أصبحت آفاق الإدارة التربوية في الآونة الاخيرة و التي طبعتها الكثير من المتغيرات في المنظومة التربوية برمتها و باقتراب نهاية عشرية الإصلاح التربوي بما له و ماعليه، و في ظل ما تنادي به مشاريع و مخططاتالإصلاحات الإستعجالية ،أصبحت هذه الإدارة، في حاجة ملحة و أكثر من أي وقت مضى إلى ضرورة إعادة النظر في مقاييس اختيار القائمين على تسيير المؤسسات التعليمة و ذلك باعتماد مبدأ الكفاءة المهنية و عدم اختزال هذا الاختيار في مجرد الأقدمية و إن كنا لانبخس من كونها ضرورية إلى حد ما مع التركيز على مبدأ تكافؤ الفرص من خلال تنظيم مباراة وطنية لإختيار الأكفاء ممن يقدرون فعلا على تنشيط المؤسسات التعليمية و بعث الحيوية و الحياة في جسد المدرسة المغربية التي تعرف سقما و هزالة لم يسبق لهما مثيلا في تاريخها المايء بالأمجاد ، و لعل التجربة التي سبقت في هذا الصدد قد أ ثبتت على جدارتها و ذلك من خلال مبدأ تشبيب الأطر الإدارية في الماضي القريب والتي أثبتت عن تمكنها من حسن التسيير وفق المقاربة التشاركية للمؤسسات التعليمية. إذن إذا كنا نطمح إلى مدرسة مغربية مليئة بالحيوية و مفعمة بالحياة و منفتحة على محيطها كما تنص على ذلك بنود الميثاق الوطني للتربية و التكوين فحسبالمادة التاسعة من القسم الأول من الميثاق الوطني يجب أن تكون المدرسة المغريبة أ- "مفعمة بالحياة، بفضل نهج تربوي نشيط، يتجاوز التلقي السلبي والعمل الفردي إلى اعتماد التعلم الذاتي، والقدرة على الحوار والمشاركة في الاجتهاد الجماعي". ب- "مفتوحة على محيطها بفضل نهج تربوي قوامه استحضار المجتمع في قلب المدرسة، والخروج إليه منها بكل ما يعود بالنفع على الوطن، مما يتطلب نسج عاقات جديدة بين المدرسة وفضائها البيئي والمجتمعي والثقافي والاقتصادي".
فلابد من بناء نظام هبكلي للإختيار في منصب من يسهر على التدبير الإداري و التربوي و المالي للمؤسسات التعليمية و ذلك بفتح المجال ليصبح منصب مدير المؤسسة التعليميةمنصبا ذو مسؤولية أخلاقية ومجتمعية و حضاريةو ليس فقط تكليفا بمهمة ادارية تختزل في ما هو تقنيو هذا طبعا يستلزم فتح مباراة للتعيين في هذا المنصب و بطبيعة الحال جعل التكوين في مستوى المهام الموكولة لرؤساء المؤسسات التعليمية من خلال إفرادالتكوين اللازم في المجالات المرتبطة بهذه المهمة الصعبة و الرئيسية في نفس الوقت. |
: منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=613213 |
|
|  |
فعاليات صيف 2011 على منتديات الأستاذ :
مسابقة استوقفتني آية
|
ورشة : نحو مفهوم أمثل للزواج
