وهل تظنون إخواني أخواتي بأن شخصا اقتلع من جدوره ’’ المدينة ’’ حيث أولاده وزوجته وأهله وأصحابه , سيعمل على تحقيق الجودة المطلوبة في العالم القروي ؟؟؟؟ لا أظن ذلك , بل يستحيل عليه ذلك . سيبقى شاردا , حزينا , يفكر في ماتركه هناك في مدينته . فحتى الشجرة إذا اقتلعتها من مكانها قد لاتعمر طويلا في مكان آخر . قد تعيش بعد عدة سنوات , هذا وارد . لكن الأستاذ الفائض لن يبقى فائضا حتى يطيب له المقام بالبادية , بل سيعود لمدرسته الأصلية بعد عام أو عامين أو حتى ثلاثة . وصدقوني لن يعمل بالشكل المطلوب أبدا .
إني أجد هذا القرار غير مدروس بصفة جيدة , وسيؤدي لامحالة إلى تقهقر حال تعليمنا القروي أكثر مما هو عليه الآن . الأولى أن يتم تكوين معلمين ومعلمات على عجل لسد الفراغ . خصوصا أن هناك قرار ارتجالي آخر على الأبواب وهو تعيين الرجال بالقرى , والنساء بالمدن . وانتظروا ماذا سيخلق هذا القرار من مشاكل, تعليمنا في غنى عنها . لأنه سيؤدي إلى عدم إيجاد شغل للنساء مستقبلا , بحجة عدم قدرتهن على العيش في المناطق النائية , وربما القصد من مثل هذه القرارات الارتجالية هو إعادة المرأة لعرينها ’’ الدار ’’ لتربية أبنائها . وتبقى تنتظر الزوج ليأتيها باللقمة لعتبة الدار , كما كان الأمر قديما حين كان الرجال يذهبون للصيد , ويتركون عيالهم وزوجاتهم بالكهوف .
تحيتي لناشرالموضوع الذي سيُسيل مدادا كثيرا : الأخ العزيز أبو فاطمة .