هذا النص هو عبارة عن خلاصة ما تبقى بذاكرتي من عصارة مقال مطول بالعنوان أعلاه بيني وبينه عقد من الزمن,أنقلها إليكم من الذاكرة.والرجاء ممن لديه المقال الأصلي أن يتحفنا بإطلاعنا عليه,لأنه من أروع ما قرأت في مجال الشريعة.وشكرا.

تعتبر التجارة من الحرف والمهن الشريفة ,وقد امتهنها الرسول صلى الله عليه وسلم وحض عليها ,لما فيها من فضائل ومنافع,دينية و دنيوية.
إن التجارة في الاسلام مجال لاختبار الدين والخلق,يختبر فيها الله سبحانه وتعالى دين المرء وخلقه :هل سيغش ؟ هل سيخسر الميزان؟هل سيخلط اللبن بالماء؟.هل سيبخس الناس حقهم؟....
إن القرآن الكريم عرض لذلك في أكثر من موطن.
والسيرة تعج بأمثلم كثيرة من أقوال و أفعال وتقريرات الرسول صلى الله عليه وسلم,في مجال المعاملات التجارية.
و جاء في المقال الأصلي أن صحابيا(لم أعد أذكر اسمه للأسف لطول عهدي بالمقال) جليلا ,كان له دكان لبيع الأثواب,دخل يوما دكانه فاستقبله غلامه متفاخرا متحاذقا بأنه باع ثوبا من ذوات خمس دراهم بعشرة دراهم.
فغضب عليه,واستفسره عن صفات المشتري,فخرج الصحابي في طلبه في السوق,حتى وجده,فأخبره أن غلامه باعه ثوبا من ذوات الخمس بعشر.فقال, لابأس قد رضيت.فأجابه الصحابي,إن رضيت أنت,فأنا لا أرضى.
قال الرجل: عجيب أمرك.فقال الصحابي,لك أن تختار واحدا من ثلاث,تصحبني إلى الدكان فتأخذ ثوبا من ذوات عشر دراهم بدلا من هذا.أو أرد عليك خمس دراهم,أو ترد إلي ثوبي وأرد عليك دراهمك العشر.فقال:هات خمس دراهم.ومضى
فلما سأل عنه الناس,و خُبِّر باسمه.قال, وعيناه مغرورقتان دموعا:لله درُّه,إنه والله من نستسقي به أيام القحط في بلادنا.
إن الاسلام شرع تشريعا واضحا للمعاملات التجارية.نذكر منها أهمها:
على البائع ألا يغش المشتري.عليه أن يظهر له,عيوب المبيع ,جليَّها وخفيها.كبيرها وصغيرها.وألا يبيعه إياها معيبة إلا برضاه و بالمقابل الذي يرضاه .
إن كان البائع غنيا,و المشتري فقيرا,فعليه أن يقنع منه بالقليل من الربح,حتى يبارك الله له ويزيد.
وإن كان المشتري غنيا والبائع فقيرا,فعليه أن يأخذ منه بأكثر من ثمنه.ويدخل ذلك في باب الصدقة الخفية.
هكذا هي شريعة السماء في البيع والشراء.