2013-03-02, 17:47
|
رقم المشاركة : 14 |
إحصائية
العضو | | | رد: هل المجتمع المغربي عنيف؟ |
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سعيدة سعد
بداية أود الاعتراف للسيدة المحاورة اللبقة الأستاذة صانعة النهضة بأني صرت من قراء بل من عشاق مواضيها الشيقة المطروحة للنقاش ... لك وردتان يشعان بروعة البياض واحدة لك شخصياً والأخرى للقبك الجميل أرى العنف في المجتمع المغربي في زوايا كثيرة ومتعددة ، بدءاً من البيت مروراً بالشارع إلى المدرسة والمستشفى ومقر البلدية ومختلف المرافق العمومية ... معظم المغاربة يتكلمون بصوت مرتفع ، وهذا في حد ذاته يوحي بالعنف ، بل قد تصل حدة الصوت المرتفع إلى الاعتقاد بأن المتحاورين يتخاصمون ... بعض الألفاظ المستعملة في بعض النقاشات تحيل ألفاظها إلى جرائم من الدرجة الخطيرة دون أن نقصد ذلك من قبيل : سأذبحك إن لم تفعل كذا وكذا ، سأقتلك ، سأخنقك ...وبالتالي أصبحت مشاهد العنف أمام الأطفال لا تثير فيهم خوفاً ولا رهبة سواءً مباشرة أو على شاشات التلفاز ... الأفلام الكارتونية التي تقتنيها قنواتنا التلفزية لا تخضع لفلْترة وغربلة ما يليق بنا كمجتمع عربي مسلم . مراراً أجالس أطفالي أمام التلفاز لأشاهد عن قصد ما يشاهدون، فأنصدم فعلا لهول ما أرى .ضرب وقتل وتقطيع وطلقات رصاص وأطراف مقطعة ودماء حمراء على الجدران وعلى الاسفلت...فأتساءل ألا توجد رقابة على البرامج المقدمة للأطفال ؟ أم أن هاته الفئة الهامة من مجتمعنا يُتعمد تخريب نفسيتها وسلوكاتها بهذا الشكل المريع ؟؟؟ خروجاً من دائرة قنواتنا المغربية ، هناك قنوات تبث بشكل مستمر مسلسل طوم وجيري العالمي الشهير الذي يقبل على مشاهدته الكبار والصغار على حد سواء ، بل من الأطفال من يحفظون عن ظهر قلب جل أحداثه .هذا المسلسل بالذات بشع لا يصلح بتاتاً للأطفال .مسلسل يزرع في الطفل حب العنف ويعلمه بشكل سيء حل مشكلاته بالضرب والركل والاعتداء باستعمال الأواني المطبخية وأدوات التنظيف وغيرها .أهكذا يعلمون الطفل التعامل مع المواقف ؟ في نظركم ألن يطبق الطفل ذو الثلاث أو الأربع سنوات فما فوق ما تعلمه وما شاهده بحب وشغف من طوم وجيري خاصة وأن الكبار يستمتعون ويضحكون بل ويقهقهون لما يصدر عنهما ؟؟؟ مظاهر العنف كثيرة في مجتمعنا ، وعلاجها يتطلب علاجاً تشاركياً ، تتفاعل فيه جميع الأطراف بدءاً من الأسرة التي هي نواة المجتمع ... ما الأشياء المؤثرة في الأفراد والجماعات حتى تغير من سلوكاتها ؟ حتى ينطلق التغيير من داخلها ليترجم في أفعالها وأقوالها ؟؟؟ أعجب بشدة بالتيار الطبي الجديد أو ما يسمى بالطب البديل ، أعجب برجوع الناس إلى وصفات الأجداد والآباء ، أعجب بالنهضة التي أحدثها أطباء الطب البديل وبالدور الإعلامي الفعال في نشر هذه الثقافة المترسخة منذ أمد ، والتي تمت العودة إليها بشكل يثير الدهشة ...لم لا نقود حملة تداوي أمراض نفوسنا ، وترمم ندوب سلوكاتنا ؟ لم لا نعود إلى وصفات تربية الأجداد ؟ وبالتالي نأسس للتربية البديلة على غرار الطب البديل ؟؟؟
يا ذات القلب الجميل ...
أختي سعيدة ...يجذبني اللون الأبيض الصافي،وقد سعدت فعلا بالوردتين وأعتبرهما عربون سلم وأمن ومحبة ونقاء ،فليجمعنا منتدانا الغالي على النقاء والمودة والمحبة وعلى المحجة البيضاء دين السلم والسلام.
وبمناسبة الورد الأبيض الفتان،أحكي لك حكاية ،قال القائل:
"إن كنت متهما بجهلي لجمال الوجود...
الذنب ليس ذنبي
فأبي لم يكن يخاطب أمي بلغة الورود"
انتهت الحكاية...ومن هذه الحكمة الجميلة أستنتج ما يلي...
لو أن الأسرة ربت أبناءها على أسلوب المحبة والعطاء والنبل وتقديم الإعتذار عند الخطأ ،وتقديم الورد طلبا للسماح والمعذرة...
لو ربينا أبناءنا على مثل هذه الأساليب الراقية ...هل كنا نسمع في الشارع أو داخل مرافق المدرسة كلمات نابية ساقطة محرجة تطيح بكرامة متلفظها؟؟
وهل كنت تسمع السب والشتم الساقط الذي يندهي له الجبين خجلا وكل ألوان السخرية والإستهزاء وكل ضروب العنف اللفظي بين الشباب والأطفال؟؟
الأزمة بالأساس هي أزمة تربية داخل الأسرة.
ولكن فاقد الشئ لا يعطيه...
الأسرة ذات الدخل المحدود أو بدون ،والمتعددة الأفراد (من 8 حتى 10) والتي تتخبط في وحل الفقر ومشكل تلبية مطالب الأبناء ومتطلبات العصر...هذا النموذج من الأسر ،لم يعد يعطي الأولوية للتربية على المبادئ والقيم،أصلا قيمه باتت مادية صرفة،هدفه إيجاد حلول مادية لمشاكله اليومية...ولا وقت للأم كي تهتم بأخلاق وسلوك صغارها ،ونفس الشئ بالنسبة للأب. وقد تجد هذا النموذج من الأسرة -ومنها العديد في مجتمعنا- الطرفين الرئيسيين (الأب والأم) يتعاملان مع بعضهما بذات السلبية:كلام قبيح يدور بينهما،تهديدات ، أعصاب ...حوارات كلها عنيفة العنف اللفظي الذي يتطور في كثير من الأحيان إلى عنف جسدي...أمام الأبناء...للأسف
كيف نتصرف مع هذه الحالات التي تملأ مقاعد طاولات أقسامنا؟وهي ضحايا الظروف الاجتماعية والاقتصادية ؟
الخلل الأول ينبثق من الأسرة...أكيد
ولكن ماذا بعد؟ ما الحلول المقترحة مع هذه النماذج؟
أنتظر مداخلاتكم إخوتي...أخواتي...
ودائما هدفنا ...ليس الكلام الأجوف:ولكن إيجاد حلول عملية لما يمكن فعله لتغيير أوضاعنا المؤلمة....
مودتي...
| التوقيع | أيها المساء ...كم أنت هادئ | |
| |