قيم دافعت عنها وزارة التربية الوطنية المغربية بالأمس تدوسها اليوم - منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

2012-10-28, 15:00

رقم المشاركة : 1

الزرقاء

بروفســــــــور

إحصائية العضو

الزرقاء غير متواجد حالياً

قيم دافعت عنها وزارة التربية الوطنية المغربية بالأمس تدوسها اليوم

لا نحتاج إلى قنوات التواصل الرسمية لإبراز مدى استمرارية وزارة التربية الوطنية في الدفاع عن قيم باتت تستنفر من أجلها ما تملكه من آليات بيداغوجية وغيرها ، بل وأنشأت من أجلها بنيات رسمية ونالت على أساسها الجوائز والاعترافات ( محاربة الهدر، مدرسة الإنصاف ،التدبير التشاركي...) . سائر زالي الوطنية لة في ذلك إلى عقد ندوات أو إرسال مذكرات أو بيانات ، ولا إلى تدبيج خطب عصماء وتصريحات للتعبير عن أن قطار التربية الوطنية لا زال سائرا على نفس السكة التي رسمت له والتي يعتبر الميثاق الوطني للتربية والتكوين سندها البيداغوجي ومرجعها الفلسفي ، بل يكفي أن نترصد تصريحات مسئول أو نتتبع ما يصدر عنه من قول أو فعل ، لنعرف هل يناصر نفس توجهات أسلافه أم له رأي مخالف للتصور العام والتوجه المجتمعي برمته ، ومن ثم فما يقوم به أو يصرح يلزمه وحده ، وعليه تحمل تبعاته .
مناسبة هذا الكلام ما أصبحت تتداوله وسائل الإعلام البصرية والسمعية ، الورقية والرقمية على حد سواء، بحيث من الصعوبة بمكان الإدعاء بأنها اجتمعت على ضلال .
فبالأمس القريب جدا عقدت وزارة التربية الوطنية شراكات مع جهات متعددة ، منظمات ودول ، وطنية ودولية ، ثم طوقت نفسها بالتزامات حول تمدرس الفتاة المغربية ، والقروية على وجه الخصوص ، وحول تكريس ثقافة الإنصاف واحترام الالتزامات الدولية ذات الصلة بحقوق الإنسان ، وحول تأهيل الإدارة التربوية بجعلها قادرة على التدبير الاستراتيجي ، بل تلقت بناء على ذلك معونات ومساعدات من عدة منظمات (ميج – اليونسيف )ودول ( الولايات المتحدة الأميريكية – كندا ...)، مما حذا بها إلى إبراز ذلك في سياستها التربوية ، فكان أن قدمت دعما خاصا للأسر القروية لتشجيعها على الدفع ببناتها إلى المدرسة ، ليتحقق نتيجة ذلك تحول نوعي في بنية الوعي لدى ساكنة القرى ، وهو ما باركته العديد من المجالس القروية وجمعيات المجتمع المدني لتساهم بدورها في توفير شروط أحسن لمساعدة الفتاة على الاستمرار في التمدرس بة، فكان أن أنشأت الكثير من دور الطالبة وتوفير النقل المدرسي .
وبدعم من المنظمات الوطنية والأجنبية ، وانسجاما مع توجهات الدولة والتزاماتها خطا المغرب خطوا مهمة في تكريس ثقافة الإنصاف لتشجع التلميذة والطالبة على اقتحام كثير من المجالات التي ظلت حكرا على الذكور، مما خلق هوامش كبرى للمرأة لتحتل نفس مناصب الرجال ، وتشاركهم في تدبير شؤون المجتمع من مواقع المسئولية الجسيمة ، دون إحساس بنقص ، أو شعور بأي مركب نقص من شأنه العودة بهن إلى المواقع التقليدية ، أو الهروب من ميادين الإبداع وركوب المغامرة .
وسعيا وراء التجديد وتمثل قيم الحداثة في التدبير استفادت وزارة التربية الوطنية من عدة برامج دولية من أجل تثبيت قيم ثقافة التشارك ، والتثمين والاعتراف ، فكان أن خضعت أطر الإدارة التربوية لتكوينات في مجال التدبير الإستراتيجي ، مما انعكس إيجابا على بنية الإدارة نفسها ، حدث معه تغيير في شكل زطبيعة عمل هذا المرفق ، وأصبحت معه الإدارة التربوية كعنصر بشري مؤهلة للقيادة والتطوير ، محكومة بوعي المواطنة والمسئولية والالتزام ، مما منحها وضعا اعتباريا ملؤه التقدير والاحترام من لدن المجتمع ، بل جعل مختلف المسئولين ينظرون إليها على أساس من الامتنان والاعتراف بالتضحية فوق ما هو مطلوب ، وعلى وعي بثقل الرهان المراد النهوض به .
لكن مأ الذي حدث ؟ ما حدث هو أن القيم التي بات التنظير لها يحتل مساحة كبرى في الكثير من مجالات التأطير البيداغوجي ومجالات التعبير التربوي عموما ، أصبحت تعرف تراجعا ، إن لم نقل زحفا مضادا، بوعي أو بدونه. فالمواقف التي كانت إلى عهد قريب يحسب لها ألف حساب في خطابات الساسة والمتربعين العظام على كراسي المسئولية ، باتت قاب قوسين أو أدنى من العفوية والارتجالية ، لتغدو تعبيرات رسمية عن التراجع عن قيم الأمس ، حيث الإنصاف ينبغي أن يعاد فيه النظر، فمقولة المرأة شقيقة الرجل استعيض عنها بالصورة الشيطانية التي رسمتها العهود المظلمة وأصبح وجودها إلى جانب الرجل في الإدارة عنوانا للفساد والعلاقات المشبوهة ، والإدارة التي استنفرت من أجل النهوض بها طاقات بغية تحقيق التأهيل المطلوب وتحقيق الوضع الاعتباري الملائم لأدوارها الطلائعية بناء على ما تنهض به من مهام ، أصبحت بزلة لسان عنوانا للعبث واللامسئولية .
أما الفتاة التي ناضل الفاعلون التربويون والسياسيون والاجتماعيون من أجل أن تحظى بحقها في التعلم ، وأن تستمر في التحصيل باتت مهددة بالعودة إلى نقطة الصفر. فهل بعد كل ما حصل ويحصل يمكن أن يسمح المسئولون لأنفسهم بالحديث عن محاربة الهدر، ولسان حالهم يدعو رسميا إلى التحاق الفتاة اليافعة بمؤسسة الزواج ،ومن ثم بتشجيعها على مغادرة المدرسة جهرا .
قيم كثيرة ما كادت تجد لنفسها تربة مناسبة وخصبة في النسيج الثقافي للمجتمع ، حتى قدف بها في تربة تتسم بالعقم والجفاف . معنى هذا أنه لا مجال للتناقض في الخطاب بين الرسمي وغير الرسمي في ما يصدر عن المسئولين ، بين الشفوي والمكتوب ، بين المدح والقدح ، بين الدفاع عن المجتمع وهتك حرماته ، بين الوعي بالحقيقة وتغليفها بتسويق الوهم للمواطنين . ما يمكن بعد هذا كله هو أن نستنتج أن وزارة التربية الوطنية في ظل الحكومة الحالية ومن خلال تدبيرها للشأن التربوي تكشف بما لا يدع مجالا للشك والريبة ، أنها لا تملك تصورا واضحا لإصلاح حال التعليم ، بسبب ما كشفت عنه تناقضات خطابها وممارستها ، وتلك معضلة ، أو أن لها تصورا تريد به الإجهاز عما تحقق، وتلك أم المعضلات ، أما المجتمع ، فقدره الانتظار لسنوات أخرى ليؤدي بعدها ضريبة الصمت عن الإحجام عن رفضه لما يدبر له ، اللهم لا شماتة .
د. التادلي الزاوي

: منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=596620

التوقيع

2012-10-28, 16:40

رقم المشاركة : 2

log

أستـــــاذ(ة) مشارك

إحصائية العضو

log غير متواجد حالياً

رد: قيم دافعت عنها وزارة التربية الوطنية المغربية بالأمس تدوسها اليوم

شكراااااااااااااااااا

2012-10-28, 18:13

رقم المشاركة : 3

الزرقاء

بروفســــــــور

إحصائية العضو

الزرقاء غير متواجد حالياً

رد: قيم دافعت عنها وزارة التربية الوطنية المغربية بالأمس تدوسها اليوم

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة log

شكراااااااااااااااااا

بارك الله فيك اختي الكريمة

التوقيع

2012-10-30, 22:07

رقم المشاركة : 4

فاطمة الزهراء

بروفســــــــور

إحصائية العضو

فاطمة الزهراء غير متواجد حالياً

رد: قيم دافعت عنها وزارة التربية الوطنية المغربية بالأمس تدوسها اليوم

مؤسف جدا أن تتخبط وزارة التربية الوطنية في حمى الإصلاحات
لدرجة أصبحت تتغير معها الأهداف والمنهجيات،
تارة مدافعة عنها وتارة معرضة عنها...
لا ندري متى تستقر على رأي،فمن الأكيد سيأتي وزير من بعد الوفا يضرب بعرض الحائط كل إصلاحاته ويخرج علينا بحكمته الفريدة وفلسفته الغير مسبوقة وتدابيره النوعية في التربية...
لنجد أنفسنا أمام قيم أخرى يداس عليها ...
نسأل الله الصبرو السلوان
أختي الزرقاء أرى أنه يجدر با أن نصنع لأنفسنا بيداغوجيا خاصة تقوم على قيم أخلاقية واجتماعية نربي عليها طلابنا وتزرع فيهم مبادئ الوطنية حتى يكونوا في مستوى التحديات التي تنتظرهم...
جزاك الله خيرا أيتها الكريمة
بوركت وبورك المسعى

التوقيع

الوفاء أن تراعي وداد لحظة ولا تنس جميل من أفادك لفظة"


	للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :