الرئيسية | الصحيفة | خدمات الإستضافة | مركز الملفات | الحركة الانتقالية | قوانين المنتدى | أعلن لدينا | اتصل بنا |

أفراح بن جدي - 0528861033 voiture d'occasion au Maroc
educpress
للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :

فعاليات صيف 2011 على منتديات الأستاذ : مسابقة استوقفتني آية | ورشة : نحو مفهوم أمثل للزواج

العودة   منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد > منتديات الثقافة والآداب والعلوم > منتدى المواضيع الأدبية المنقولة > قصص وروايات


إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 2012-10-22, 19:40 رقم المشاركة : 1
ماماهناء
أستـــــاذ(ة) مشارك
إحصائية العضو







ماماهناء غير متواجد حالياً


important ذكريات تلميذة من القرن الماضي( الفصل الخامس): المستوى الرابع ابتدائي: النموذج السيئ



المستوى الرابع ابتدائي:1972/1973
النموذج السيئ للمربي



مرة أخرى قررت الأسرة الرحيل إلى حي آخر ، فقد شاءت صاحبة البيت بيعه، ورغم محاولة الأم اليائسة لحث الأب

على شرائه ، إلا أنه كان يماطل كثيرا، بذريعة عدم كفاية الثمن لديه ، لكن الأم كانت متيقنة من أنه كان لا يستطيع التقشف لجمع المبلغ ، فقد تعود على الكرم والسخاء مع العائلة والأصدقاء، ولن يغيرمن عادته...
كان اسم الحي الجديدباب القصبة)، وقد كان فعلا قصبة تاريخية قصبة البلغيثيين)، يدخل إليه عبر باب ضخمة، كانت لاتزال إحدى دفتيه موجودة حينئذ، حيث كان يختبئ الأطفال خلفها أثناء لعبهم .
لم يكن المنزل الجديد فسيحا كسابقه ولكنه كان مستقلا، يوجد به غرفة كبيرة في السطح، خصصت للضيوف،وغرفتان ومطبخ في الأسفل. ماكان يميزه هو السطح الخاص، فلا جيران يتقاسمونه ، ولا من يمنع أحدا من الصعود إليه...
في هذا المنزل تم زفاف الأخت الكبرى حورية، وعمرها لا يتجاوز سبعة عشر ربيعا، لا زالت هنية تذكر تفاصيل هذا العرس ، وقبل ذلك، الخطبة وتحضير الحلويات وقفاطين العروس، وإعادة خياطة فرش البيت وغير ذلك من تغييرات في أثاث المنزل...
ما لفت انتباهها، هوعدم رضى الأخت حورية عن هذا الزواج، وعدم استشارتها في كل ما يقتنونه لها من لباس أو أغراض. فقد كان الزوج أكبر منها سنا، ولم تجد فيه ما يجذبها إليه...لكنها قبلت صاغرة تحت إلحاح الوالدة، لأنه موظف حكومي، وبيته مجهز بكل متطلبات الحياة العصرية، بل إنها ستسكن بأكبر مدينة في المغرب: الدار البيضاء...
كانت حورية تشعر دائما بأنها سيئة الحظ، فهي لم تكمل دراستها، بل غصبوها على تركها بعد سنتين فقط من الدراسة، رغم تفوقها، لأن الأم الولود تريد من يساعدها في أشغال البيت. ولم تتزوج من تحبه لأنه فقير وغريب عن بيئة الأسرة.
لكن حورية وجدت في البيت رصيدا من القصص والروايات، كانت لوالدها المولع بالقراءة، أشبعت فيها فضولها للمطالعة والمعرفة ، فأصبحت خير قارئة في الأسرة ، حتى وهي زوجة وأم وجدة...
أثناء الزفاف، كانت الأم حبلى مرة أخرى بطفلها السابع، فمالبثت العروس الصغيرة أن زارت الأسرة لتحضرحفلة عقيقة أخيها وهي جد خجلانة من زوجها...
في هذه السنة ستلج هنية القسم الرابعالمتوسط الأول) ، ستتفاجأ بمستجدات في حياتها، وستنقلب سعادتها تعاسة...
لم ترتح لأستاذ العربية الجديد، أول ما نفرها منه هو ثرثرته التي لا صلة لها بالدروس، كان يتحدث كثيرا عن نفسه معتزا مفتخرا بل متبجحا، ولا يكف عن وصف ابنته البكر بالذكاء والعبقرية وأنه سيجعل منها مستقبلا أحسن فتاة...
لكن ، تفاجأت هنية لما أحضر ابنته يوما إلى القسم، فقد كان عمرها لا يتجاوز الثلاث سنوات ، وهي التي كانت تعتقد أنها أكبر من ذلك بكثير، فتبادلت النظرات مع صديقتها وكتمت ضحكة ، خوفا من أن يرمقها المعلم، فيشعلها نارا...لكن هذه النار ستشتعل يوما ، وبدون سابق إنذار.
كان هذا اليوم عطلة، ربما يوم الجمعة ، لأنها تذكر أنها خرجت لتشتري لأمها شيئا من الدكان، وطلبت منها أن تسرع لأن لديهم ضيوفا، فخرجت جارية، ونزلت درج حي باب القصبة بسرعة، وعبرت الشارع متوجهة نحو أقرب دكان . تفاجأت عندما وجدت معلمها يجلس ببابه، فكادت أن تتراجع من شدة الحياء، لكنها تشجعت وسلمت عليه مقبلة يده.
وما إن تقدمت للبائع حتى ناداها ، فاستدارت واقتربت منه مطأطئة الرأس، فطلب منها أن تذهب إلى "مكتب الماء والكهرباء" في نهاية الشارع لتسأل عن فلان هناك وهل هو موجود...؟!
اندهشت هنية كثيرا، فهي لم تلج قط أي مكتب ولا تعرف كيف تحدث الغرباء، لكنها خافت، فقبلت وأسرعت الخطى مبتعدة عن الدكان ، لكنها تفاجأت بوجود أختها الصغرى في أعلى درج الحي، تنتظرها باكية. لقد تبعتها دون أن تنتبه، وعمرها لا يتجاوز الأربع سنوات، فخافت أن تتيه أو يقع لها مكروه، فصعدت الدرج وهي مترددة بين تلبية طلب معلمها أم طلب أمها ، كلاهما لا يرحم، لكن أختها ستثقل خطواتها إن هي صعدت إلى نهاية الشارع...
وأخيرا قررت الذهاب لمكتب الكهرباء، لكنها لم تستطع حمل أختها صعودا.توقفت لتستريح لاهثة، ثم عادت إلى الدكان لتعتذر للمعلم، وتخبره أن أمها مستعجلة وأختها الصغيرة تعيقها عن تسريع خطواتها...صمت المعلم عابسا ولم يرد.
كان اليوم التالي هو أسود أيامها الدراسية، فقد ظل المعلم يِِؤنبها خلال الحصة بأكملها، ويعطيها دروسا في احترام المعلم وتبجيله، ويوبخها أمام زميلاتها وكأنها اقترفت جرما خطيرا.
لم يكتف المعلم بهذا اليوم ليصب جام غضبه عليها، بل كان لا يترك أية فرصة خلال الأيام الموالية إلا ويسب ويشتم، وينعتها بأقبح الصفات ، لكن والحق يقال !بطريقة راقية وعربية فصيحة وأمثال شعبية وحكم موروثة وأشعار نموذجية...
ولم ينس أن يبدي ملاحظاته الوجيهة حتى في دفتر الامتحانات، فقد نعتها بالدجالة والمشعوذة...وهي نعوت لا تناسب طفلة صغيرة، وليس لها أي علاقة بفعلها...!
ما فاجأها أكثر ولم يمح من ذاكرتها هو تآلب بعض زميلاتها عليها، واستغلالهن لهذه الفرصة ليعبرن عن ضغينة دفينة كانت لديهن منذ السنة الفارطة، بحيث كن يحسدنها ولا شك على المكانة التي كانت تحظى بها لدى معلمها القديم، فقد أخذن يزندن نار المعلم الملتهبة، فيخبرنه بأنها كانت المفضلة لدى المعلم القديم الذي كان يحابيها ويضيف لها نقطا بدون استحقاق...وغير ذلك من كلام التلميذات الغيورات...
بالفعل ، سيؤثر هذا التعامل الشاذ على نتيجتها الدراسية سلبيا، وهي التي اعتادت على التفوق..!
لكن ، سيضحك لها الحظ مرة أخرى وتتخلص من عذاب هذا المعلم ولسانه الطويل بأعجوبة!
فمن الصدف الجميلة أن زارهم في عطلة رأس السنة خالها من فاس، فحكت له عن الكابوس الذي تعيشه في المدرسة، فتبين له أنه يعرف هذا الأستاذ، لأنه كان يدرس في المدرسة التي يشتغل فيها بفاس، وعائلته من جيرانه، فلاشك أنه سيزورهم خلال هذه العطلة. فوعدها بالتكلم معه ليكف لسانه عنها...
وقد كانت معجزة حقا أن يتوقف المعلم عن مشاكستها وتنغيص حياتها بعد العودة من العطلة...
لكن أستاذ الفرنسية كان ذا شخصية مختلفة ، ومستوى تربوي راق، مما حفزها على الاجتهاد. ومع ذلك كانت تجد صعوبة في القراءة ، ولم تكن تجد في البيت أي مساعدة أو توجيه، فقد تعودت أن تعتمد على نفسها، وتعود الوالدان على عدم مراقبتها ، فهي في نظرهما لا تحتاج إلى توجيه، ولكن هيهات..
لكن الاهتمام كله كان موجها لفريد، الكل يعاتبه، ويحفزه على الدراسة، وهو لا يبالي. أخيرا قرر الأب إحضار فتاة من العائلة لتزويده بدروس تقوية ودعم في المنزل، غير أن الطفل المشاكس كان يهرب خارج المنزل ويرفض رفضا باتا أية مساعدة..
كان دخول فتاة متعلمة إلى البيت من حظ هنية الطموحة، التي فرحت كثيرا عندما بدأت تتلقى بعض الدعم والتوجيهات منها وتوضيح ما التبس عليها أثناء هروب الأخ خصوصا في اللغة الفرنسية...وكانت تدرك جيدا أنها لم تكن لتلقى هذا الدعم لولا رفض أخيها له..فهي مجرد فتاة، إن رفضت الدراسة ستبقى في البيت لتتعلم أشغال المنزل، فمستقبلها هو الزواج وتربية الأطفال...أما الذكر، فهو المعتمد عليه، يتعلم ليضمن وظيفة في المستقبل تؤهله ليفتح بيتا ويساعد والديه العجوزين...
لم يكن حظ هنية سيئا تلك السنة فقط في المدرسة، بل حتى داخل منزلها، فقد تغير سلوك أخيها الأكبر فريد، فأصبح شرسا خصوصا معها، كان ينغص عليها حياتها كل دقيقة، فحتى اللعب في الحي حرمها منه ، بحيث كان يدفعها دفعا إلى البيت وغالبا ماكان يضربها أمام صديقاتها، فانعزلت في البيت معتكفة على إنجاز دروسها وقراءة قصصها، لكنه، رغم ذلك، لم يكن يدعها بسلام، فقد كان يخطف قصصها ويصر على قراءتها أولا ثم يخبئها، فتبكي وتولول ، وهو يتفنن في إغاضتها...
لم تكن هنية تدري سبب استفزاز أخيها لها، ورغم محاولاتها اليائسة للتقرب منه والتودد إليه، إلا أن محاولاتها كانت دائما تبوء بالفشل. ومما كان يزيد الطينة بلة تدخلات أمها العنيفة، فغالبا ماكانت تهرع إليهما غاضبة عندما تسمع صراخهما، فتضربهما معا بحزامها الجلدي ، دون أن تعرف سبب عراكهما...وحتى وإن أنصفتها وضربته هو، كان ينتقم منها فيضربها ضربا مبرحا أثناء ذهابها إلى المدرسة...فتذهب باكية ، وأحيانا كانت تعود إلى البيت لتغير ملابسها التي اتسخت بسبب سقوطها على الأرض أثناء العلقة التي تلقتها...
أهمل فريد دراسته،رغم ذكائه ، ولكن لا أحد من والديه كان يذهب إلى المدرسة ليتفقده ويسأل أساتذته عن سبب هذا التهاون، أو يطلب المشورة والنصيحة...وعندما يعود الأب من غيبته، وتكثر الشكاوى عليه من تصرفات فريد وشغبه وإهماله لدروسه، كان أسلوبه الوحيد في التربية والتوجيه هو العصا، فقد كان يتربص به ويكتفه بحبل ، و يضربه ضربا مبرحا بحزامه الجلدي السميك ، ثم يتركه طويلا وحيدا في الغرفة ، فيحاول هذا الأخير فك قيوده ، وغالبا ما كان ينجح في ذلك،
فيهرب خارج المنزل، أو يختبئ عند الجدة التي كثيرا ما كانت تساعده ...
ربما كانت الجدة وتدليلها المبالغ فيه من بين أسباب هذا التغير في شخصيته، فقد كانت تفضل الذكور على الإناث، فتغمرهم عطفا وحنانا، وتصد الأم كلما حاولت نهرهم أومعاقبتهم على أخطائهم...إذ كانت تسرع الخطى لاعنة شاتمة الأم ، حتى وهي تصلي كانت توقف صلاتها لتهرع لنجدة حفيدها .
لكن إذا كانت المعاقبة أنثى، فإنها كانت تتماطل ، وتدعو الأم من بعيد للتوقف عن معاقبة الطفلة...وكأنها تفعل ذلك فقط لمجاملة الصغيرة...
أصبحت هنية الآن، وبعد زواج أختها، أكبر فتاة في الأسرة فرغم أن عمرها كان لا يتجاوز العشر سنوات، إلا أن أمها بدأت تطالبها بمساعدتها في أشغال المنزل، لم تكن تعفيها إلا إذا كانت منهمكة في إنجاز واجباتها، فتتريث حتى تنتهي...
رغم فضول الطفلة لتعلم أشغال البيت، إلا أنها لم تكن تستمتع طويلا ، لأن الأم كانت حريصة على إتقان كل شيء ولا ترضى بغير ذلك...والطفلة تتعب وتمل بسرعة، وتنتظر الإطراء والإعجاب، لكن الأم كانت دائما غير راضية على الإنجاز، فلا تشجيع ولاتحفيز، مما جعل هنية تنفر من الأعمال المنزلية.
لهذا كانت هنية تهرب لعالمها الجميل ، العالم الذي تجد فيه راحتها وسعادتها، بعيدا عن الكل، عن أمها، الغارقة في بحر شؤون البيت ورعاية رضيعها ، وأخيها فريد المشاكس، وضجيج الصغار؛ إلى عالم القصص الخيالي، الذي كان ينسيها همومها ويرفه عنها، لكنها كانت تعيش مشاكل أبطالها، تتأثر بما يصادفونه من صعوبات ، تسابق الكلمات والصفحات، لا يهنأ لها بال حتى تصل معهم لحظات النهاية السعيدة...






: منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=595875
    رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are معطلة


مــــواقـــع صـــديــقــة مــــواقـــع مـــهــــمــــة خـــدمـــــات مـــهـــمـــة
إديــكـبـريــس تربويات
منتديات نوادي صحيفة الشرق التربوي
منتديات ملتقى الأجيال منتديات كاري كوم
مجلة المدرس شبكة مدارس المغرب
كراسات تربوية منتديات دفاتر حرة
وزارة التربية الوطنية مصلحة الموارد البشرية
المجلس الأعلى للتعليم الأقسام التحضيرية للمدارس العليا
مؤسسة محمد السادس لأسرة التعليم التضامن الجامعي المغربي
الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي التعاضدية العامة للتربية الوطنية
اطلع على وضعيتك الإدارية
احسب راتبك الشهري
احسب راتبك التقاعدي
وضعية ملفاتك لدى CNOPS
اطلع على نتائج الحركة الإنتقالية

منتديات الأستاذ

الساعة الآن 00:58 لوحة المفاتيح العربية Profvb en Alexa Profvb en Twitter Profvb en FaceBook xhtml validator css validator

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd