منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   منتدى أخبار التربية والتعليم (https://www.profvb.com/vb/f13.html)
-   -   خريجو الجامعات المغربية وحقل إعادة إنتاج العملية التربوية القمعية (https://www.profvb.com/vb/t106206.html)

abo fatima 2012-10-05 21:50

خريجو الجامعات المغربية وحقل إعادة إنتاج العملية التربوية القمعية
 
خريجو الجامعات المغربية وحقل إعادة إنتاج العملية التربوية القمعية


هبة بريس
عبدالمجيد بن شاوية

مهتم بالقضايا الفكرية والثقافية
فاعل جمعوي
كاتب مجموعة مقالات بمنابر اعلامية ورقية واليكترونية

في قصاصة مثيرة للانتباه للكاتب المصري علاء الدين الأسواني ٬المنشورة بإحدى مقالاته ٬يطلعنا الكاتب عن حدث كان هو الشخصية المحورية في نسيجه ٬فالكاتب تخرج من كلية علمية التخصص بإحدى الجامعات الأمريكية٬ بيد أنه وجد نفسه في معترك الكتابة الأدبية والسياسية .بعد ربع قرن من الزمن على تخرجه ٬تتم استضافته لإقامة حفل تكريمه من قبل الجامعة المتخرج منها ٬بدعوى ما حققه من نجاح ليس في ميدان تخصصه الذي ذهب من أجل التحصيل العلمي فيه ٬بل بما أنتجه في غيره ٬ ويا للغرابة في الإطلاع على هذه القصاصة ٬والعهدة على صاحبها٬وذلك في كيفية استضافته ٬ولقاءاته مع مسئولي واطر وأساتذة وطلابي الجامعة ٬وجولاته برحابها٬وغير ذلك ٠وهي سنة دأبت عليها الجامعة مع كل خريجيها عبر كل أقطار العالم ٬الذين يحققون نجاحا ما أو إنجازا ما٬ سواء في ميدان تحصيلهم العلمي أوفي غيره٠
إذن ٬فنحن أمام حدث لا يسعنا إلا أن نتأمل دلالاته المتعددة ٬وأن نقف على تخومه المترامية الأطراف ٬في علاقة جامعاتنا بطلابها وبمحيطها المغربي العام ٬وبسيناريوهات إعادة إنتاج القولبة الاجتماعية للطالب المغربي ٬بعد انفلاته شيئا ما من عقال التنميط النظامي الرسمي ٬ومن آليات الإخضاع والمراقبة ٬وذلك في إطار إنتاج وإعادة إنتاج شروط الاجتماعي ٬لكي لا يخرج عن "السواء الجمعي" الذي يحدد النظام السياسي المغربي محدداته وتجلياته٬بحسب تصوراته وبنياته المخزنية السياسية والإيديولوجية ٬في عملية اللاعدالة الاجتماعية وانعدام تكافؤ الفرص الممنهجة ٬واليات الإقصاء والتهميش والتفقير والتمايز الطبقي المتبناة ٠
لاعتبار الجامعة مؤسسة علمية ٬وفضاء مفتوح على التخصصات والمجالات المعرفية العلمية الدقيقة منها٬والفكرية والأدبية واللغوية ٬يلجها الطلاب بكل فروعها ٬كل حسب تخصصه ٬لأجل التكوين والتوجيه وصقل الملكات والكفاءات ٬ومن تم بناء شخصية إطارية ذات عقل وفكر ومعرفة ٬قادرة على الدراسة والتحليل والنقد والإبداع ٬حسب ما تلقفته من نماذج معرفية وعلمية في حقل تخصصها ٬مع الاستمرارية في عملية التكوين الذاتي والموضوعي ٬ومن ثمة خلق وتجديد سواعد المجتمع الذهنية والعلمية والمعرفية ٬والثقافية والتقنية والإدارية ٬التي تحمل مشعل الاستمرارية والإبداع في تكوين الأجيال القادمة٠
وعلى ضوء ما سبق ٬ بدء بالقصاصة الأسوانية ٬مرورا بعلاقة الشد والجدب بين الطالب المغربي والنظام السياسي المغربي ٬وصولا إلى مفهوم الجامعة وآفاقها الحضارية٬فإن مجموعة من الأسئلة تطرح علينا نحن أبناء الشعب المغربي ٬ونحن نعايش واقعا فظيعا لطاقات وكفاءات لا حصر لها ٬تهدر كرماد اشتدت فيه الريح الهوجاء لينثر في غيابات المجهول ٬وتعصف بها السياسات اللاشعبية في غياهب القعر الاجتماعي٬ولتذهب سدى كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء ٬بعد الأمل فيها والتعويل عليها ، كرافدة لمشروع مجتمعي قادم يلوح في الأفق القريب ٬ولكن هيهات٬هيهات ‼ أين نحن من هذا المعول الحامل لهذا المشروع المنتظر ،الذي هيأت من اجله الموارد البشرية والمادية ٬وأعدت له الأموال الطائلة من جيوب عموم الشعب ،كتمويلات ذاتية أسرية ،وكضرائب من جبين عرق المواطنين ،لتجد نفسها ، هذه الروافد المشاريع المهدورة ،محمولة على نعوش البطالة والتعطيل ،وتتلاطمها أمواج الإقصاء والتهميش ،وتتقاذفها جحافل القوى القمعية بالهراوات هنا وهناك ،محليا وإقليميا ووطنيا،وتتناثرها سياسات اللاعدالة الاجتماعية ولا تكافؤ الفرص ،وتعريضها لسياسة إعادة الهيكلة الخرائطية للتفقير والتضحيل،والتمايز الطبقي المخطط له ،وكذا الأمراض والانحرافات الاجتماعية والثقافية،من قبل القوى الحاكمة والماسكة بزمام الأمور ،والممخزنة في ذاتها عبر شبكة علائقية ،بخيوطها الحديدية الصلبة ،وبسياجاتها الصعبة الاختراق والتسلل ٠
إذن فماذا ننتظر من من يتربعون على عروش الشأن العام المغربي ،سياسيا ،اجتماعيا ،ثقافيا،اقتصاديا،ايدولوجيا،من مخططات ومشاريع بناءة ،ومن قيم يتم تسييدها،في عملية التنميط التربوي والتكويني لشخصية الإنسان المغربي؟ إن آليات الإخضاع والتدجين الرسمية من قبل النظام السياسي متعددة ،في أفق خلق كيان اجتماعي خاضع ومذعن ،فالمحسوبية والرشوة والزبونية ،ومفاعيل العلاقات الولائية والشخصية،وغيرها،في تحديد مركز اجتماعي بداخل الهرمية المجتمعية ،تكون بالمرصاد في وجه خريجي الجامعات المغربية ،ناهيك عن العمليات السابقة الذكر ،لجعل مشاريع النخبة العلمية والثقافية والتقنية والإدارية ٠٠٠معرضة لمشروع إعادة إنتاج مقولة " السواء الجمعي " ومحاولات إخضاعها قهرا للتسليم بالواقع المعاش ،ومن تم الحفاظ على العقلية الثقافية الموسومة بالمخزنة والسلبية ،وبالنهل مجددا من ثقافة " الأم الأمية" بحسب لغة المفكر عبدالله العروي،في كتابه " من ديوان السياسة " ٠
فالنظام السياسي المغربي ينظمن ويرسمن كل هؤلاء الخريجين ، بعد مرحلة قصيرة من الانفلات الذاتي الإرادي،بفعل الإحساس والقدرة على النقد والتحليل والدرس ،والتأمل والنظر، والخروج عن مقولة "ليس بالإمكان أبدع مما كان " ، وإن لم يكن كل الخريجين ، فأغلبهم تمت نظمنته ورسمنته ،وذلك لخضوعه التام لمقالب الدرس السياسي ومكر الثقافي، وقد يكون التنميط الرسمي النظامي في المرحلة الجامعية ،وهو ما يتراءى لنا في الآونة الأخيرة ،عبر ما يسمى بالإصلاح التربوي والتكويني الجامعي ، لكبح وفرملة ما سميناه بالانفلات الذاتي المشار إليه أعلاه،في أفق التنميط الشمولي المقصود للكيان المغربي ،بكل شرائحه وفئاته ، النخبوية منها بالخصوص.

وأخيرا،نختم مقالنا بهذه الأسئلة ،لعلها تفتح باب النقاش بشكله العريض ،متى ستكون جامعاتنا في مستوى مبادرات الجامعات المتقدمة عالميا، مثل ما حدث مع علاء الدين الأسواني ،ولو في شقه الوطني ؟ إلى متى سيكف النظام السياسي عن سياساته التهميشية لخريجي جامعاتنا ، وإقصاءهم ، ومحاولات تدجينهم وإخضاعهم لميكانيزماته القمعية والعنفية المادية والرمزية ؟ وما هي السياسات الكفيلة باستثمار ثرواتنا البشرية وطاقاتنا وكفاءاتنا ،التي منها من غادر البلاد ،دون رجعة ،ليتبوأ مناصب ومراكز بالبلدان المهاجر إليها ؟ وكيف السبيل إلى الانفكاك من واقع القهر والهدر بلغة عنواني كتابي مصطفى حجازي " سيكولوجية الإنسان المقهور " و " الإنسان المهدور" ؟؟؟٠








الساعة الآن 09:02

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd