2009-11-18, 09:11
|
رقم المشاركة : 1 |
إحصائية
العضو | | | زغرودة و طبق تبولة | أم أحمد سيدة لبنانية فاضلة , لا يملك كل من ينظر في عينيها ذلك البريق اللامع العجيب , إلا أن ينحني لها إجلالا ومهابة . أم أحمد تتقن أمرين لا أحد من النسوة يتقنهما سواها , زغرودة الفرح وطبق التبولة . يحكي أهل البلدة أنهم إستفاقوا ذات ليل حالك من ليالي الحرب على لعلعة زغرودة ملأت الدنيا , وأطبقت ما بين السماء و الأرض .كانت زغرودة متواصلة , تشق العلا وتهتك ستار الليل المجنون , علت الزغرودة وعلت وعلت , فوق رؤوس الروابي , لم يوقفها سوى إعلان أذان الفجر على الصوامع . مات أحمد , وآن لأم أحمد أن تزهو , وتفخر بلقب أم الشهيد . مات أحمد , دون أن يأكل من طبق التبولة الموضوع بعناية على السفرة , في انتظار عودته . وبدل أن تبكي أم أحمد , وأن تذرف دموع اللوعة , أطلقت زغرودتها المجلجلة , وانتظرت إشراقة الفجر الأولى , ثم شرعت تطوف على أهالي البلدة , وفي يدها طبق التبولة . كانت تلقم الصغار منه لقمة واحدة , وهي تقول ضاحكة : " هاي تبولة الشهيد , إنشا الله تكبرو , وتصيرو مثلو " ... تناقلت الألسنة كيف أن كل الأطفال الذين أكلوا من تبولة أم أحمد , كبروا في الحين , وحملوا السلاح وتوجهوا نحو ساحة المقاومة .وكيف أن أم أحمد لم تزل تزغرد كل ليلة عند الفجر , وتعد طبق تبولة تتخطفه الأيادي , لتشم فيه رائحة الجنة . بالأمس , جمعت إسرائيل الناس ليوم مشهود . إستدعت قنوات التلفزيون , وأحضرت الصحفيين والمصورين , ثم قالت : إشهدوا أن التبولة أكلة إسرائيلية, سنقوم بتحضير أكبر طبق تبولة في العالم , وسنسمح لجيراننا بالتذوق من طبقنا , عربونا على المحبة والتسامح . سمعت أم أحمد الحدث , فعلقت ساخرة : " شو ها الحكي يا ربي ؟؟؟ يسرقوا البندورة من مزارع شبعا , ويقولو التبولة إسرائيلية ؟؟ " ... سرقت إسرائيل التبولة . قتلت إسرائيل أحمد . ماتت أم أحمد . لعلعت زغرودة في السماء .
هدية إلى أرواح الشهداء . | : منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=44565 |
| |