2012-09-07, 18:25
|
رقم المشاركة : 1 |
 إحصائية
العضو | | | 
|  الدخول المدرسي.. بعبع يؤرق أولياء الأمور
|  |
الدخول المدرسي.. بعبع يؤرق أولياء الأمور
17:31
الدخول المدرسي.. بعبع يؤرق أولياء الأمور
07 سبتمبر 2012.
رغم التطمينات المتزامنة مع بداية الموسم اللدراسي بكون إرتفاع الأثمنة لن يعرف طريقه نحو الأدوات المدرسية، إلا أن التوتر بدأ يزحف نحو العديد من الأسر التي لم تتقبل كالعادة الموسم الدراسي بالقبول الحسن، بعد أن أنهكت المصاريف الرمضانية جيوبها، لتليها سرقت لحظات من العطلة ولو لمدة قصيرة قد لا تتعدى اليومين هربا من رتابة الأيام الصيفية التي يشعر بها المحرومون من متعة العطل.
«هاد الشي بزاف علينا» تقول سيدة نحيفة وهي تستل مذكرة صغيرة وقلم حبر من حقيبتها اليدوية بعد أن نظرت مطولا للسبورة التي تعتلي إعدادية الأطلس بالدار البيضاء. شرعت السيدة في تدوين الوثائق المطلوبة في صمت، غير أن صمتها كان يكسر بعبارة « الفلوس..الفلوس.الفلوس» كلما صادفت مبلغا ماليا بين لائحة الوثائق المطلوبة. ظرف متنبر بـ20درهم، مبلغ التسجيل 51,10 درهم للجدد و42درهم للقدامى، وأخيرا 50درهم مخصصة لجمعية الآباء.
الحصيلة الأولية هي 121 درهم وفقا لما هو مدون على السبورة، « كان الله في عون من له طفلين وثلاثة وأكثر.. هاد الشي يلا بدينا غادي نحط 240درهم « تقول الأم التي شرعت في استظهار ميزانية الدخول الثقيلة وهي تتحدث عن مبلغ 80درهم من أجل أخد صور حديثة لابنيها، ثم مبلغ لا يقل عن 30درهم من أجل اقتناء باقي الوثائق المدرسية، إضافة إلى لباس الرياضة الإجباري، والمقررات الدراسية الخاصة بابنها الأكبر الذي يفوت كتبه القديمة لشقيقه الأصغر، «عاد الحويجات الصغار اللي كيدو منك الدوبل ديال الفلوس بحال الستيلوات، لاتسروسات، الكارطابلات…» تقول الأم التي اختارت أن تنوب عن أبنائها في تدوين الوثائق بسبب تواجدهم بسيدي بوزيد حيث يشتغلون في بيع “البيني” رفقة خالهم الذي يمتلك محلا للفطائر.
3000 درهم.. صفعة اليوم الأول
لم يختلف تذمر أولياء الأمور الذين اختاروا طرق باب التعليم الخاص عن تذمر “أنصار التعليم الحكومي”. فعلى الرغم من المستوى المعيشي المتواضع الذي تعيشه أسرة ربيعة، إلا أن زوجها اختار إلحاق أبنائه بالتعليم الخصوصي طمعا في أن يعوضه نجاح ابنه الدراسي عن الفشل الذي عاشه. يشتغل الزوج بستانيا. يتنقل طيلة السنة بين فيلات زبنائه، ومع ذلك اختار أن يستثمر كل درهم يجنيها في تعليم ابنه مما أثر سلبا على طريقة عيشهم. كان مظهر ابن ربيعة صورة واقعية تلخص ما تعيشه هذه الأسرة التي تلتهم مصاريف الدراسة “غلتهم اليومية” على حساب مأكلهم ومشربهم وملبسهم.
«نحارب منذ خمس سنوات لنضمن لأبننا تعليما جيدا، وقد زاد الحمل هذه السنة بعد أن بلغ شقيقه الأصغر سن التمدرس» تقول ربيعة بعد أن خرجت لتوها من نقاش جمعها بإدارة المدرسة طمعا في إستفادتها من بعض التخفيض. لم تسفر”المفاوضات” عن نتائج تذكر لتضطر ربيعة إلى استلال مبلغ 1000درهم كواجب للتأمين بالنسبة لطفليها، إضافة إلى مبلغ 400درهم واجب الشهر الأول للابن الأكبر، و350درهم واجب الشهر الأول للإبن الأصغر، ولحسن حظها أن المدرسة تقع على مقربة من محل سكنها مما أعفاها من مصاريف النقل.
تعلم ربيعة زوجة الرجل الذي تفضل وصفه بكونه «على باب الله» في إشارة لعجزها عن تحديد دخله اليومي، أن الحصيلة لن تقف عند مبلغ 1750درهم الذي فقدته في ثواني، بعد أن عانت رفقة زوجها في ادخاره لأيام وشهور. « لم أشترى الأدوات بعد لكنني أعلم جيدا أن الأمر مكلف هذه السنة بعد تسجيل ابني الأصغر، ففي السنة الماضية اضطررت إلى دفع مبلغ 1200درهم مقابل اقتناء الأدوات المدرسية، خاصة أن مقرر المادة الفرنسية يعد الأغلى بسبب صعوبة الحصول عليه» تقول ربيعة التي خططت لشراء مقررات مستعملة من إحدى جاراتها.
3000درهم هو المبلغ الذي افتتحت به الأسرة البسيطة يومها الدراسي الأول. أمر يفوق طاقتها بأشواط كبيرة ويفرض عليها تتبع سياسة تقشف تدير الأم فصولها ببراعة لم تكن تتخيلها في يوم من الأيام، «أعيش مع أبنائي ما يشبه المجاعة، من الممكن جدا أن نتناول الخبز والشاي، أو البيض لأيام طويلة خاصة في الدخول المدرسي الذي يشكل ضربة قاضية لنا خلال كل سنة»
** مصاريف الدراسة قبل المعيشة
لا يتعلق الأمر بعدد الأبناء كما يتخيل البعض، بل بعدد الدراهم التي يجنيها الشخص كل شهر. نعيمة مطلقة و أم لابنة واحدة، ومع ذلك علاقتها بالدخول المدرسي متوترة للغاية، بل يكاد هذا اليوم أن يتحول لبعبع يطل على المرأة بشكل دوري كل سنة دون أن تتمكن من الإعتياد عليه. تشتغل نعيمة كعاملة نظافة في مطعم وقاعة رياضة مقابل 2000درهم. ينسف المبلغ في ثوان خلال الدخول المدرسي لأن الأم ملزمة بدفع 500 درهم كواجب للتأمين، و600 درهم كواجب شهري يتضمن النقل ووجبة الطعام المقدمة داخل المدرسة، إضافة إلى مصاريف الكتب، الوزرة، المحفظة، ليطرح التساؤل كيف لهذه المرأة أن تدبر مصاريف الكراء، الماء، الكهرباء، المأكل، المشرب، الملبس، والعلاج بسبب تراجع أوضاعها الصحية الناتجة عن ارتفاع الضغط بعد الانفصال عن الزوج.
حضور الزوج لا يخفف من اللقاء السنوي الثقيل الذي يضربه الدخول المدرسي الغير المرحب به بين صفوف أولياء الأمور، «من الصعب على الشخص اليوم أن يكون أبا، لكن مع ذلك كنتقاتل باش ما عطا الله باش وليداتي يقراو، وشي مرات كنفكر ندير أي حاجة باش وليداتي ميضيعوش كيفما ضعت أنا» يقول محمد الذي انقطع عن الدراسة بعد أن عجز والده عن تأمين مصاريف دراسته.
يعمل محمد في شركة للحراسة ويتقاضى مبلغ 1600درهم، يخصص منها مبلغ 900درهم للكراء، والباقي يتم تدبيره من خلال معادلات صعبة لا يفك طلاسمها إلا المطحونون تحت رحى التدابير اليومية المستحيلة، «أنا مكرهتش نبيع كلوتي باش نعيش وليداتي ونقدر نقريهم، حيت دم وجهي بعت فيه حتى عيت وماجاب والوا» يقول محمد الذي لا يتردد في العمل ليلا أيضا إذا طلب مشغلوه ذلك، في محاولة منه لكسب المزيد من الدراهم.
لم يختر محمد تسجيل أبنائه في مدارس خاصة، لأنه الخيار المستحيل بالنسبة له، « كنت أتمنى إلحاق أبنائي بالمدارس الخصوصية، لكنني بالكاد أتمكن من تسجيلهم بمساعدة شقيقتي التي ترسل لي بعض المال كلما أتيحت لها الفرصة، كما أعيش أنا وزوجتي جحيما حقيقيا من أجل توفير الدفاتر بعد أن ضمنا الحصول على المقررات الدراسية من خلال إحدى الجميعات التي تقوم بتوفير كتب قديمة.. لولا هذا الحل لاضطررت إلى بيع دراجتي الهوائية من أجل تأمين الكتب لإبنتاي.. حيت تبارك الله عليهم كيقراو مزيان» يقول محمد باعتزاز كمن وجد نقطة مضيئة تبدد الظلمة الجاثية على تفاصيل يومياته.
سكينة بنزين
|
: منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=584585 |
|
|  |
فعاليات صيف 2011 على منتديات الأستاذ :
مسابقة استوقفتني آية
|
ورشة : نحو مفهوم أمثل للزواج
