2009-11-15, 17:34
|
رقم المشاركة : 1 |
إحصائية
العضو | | | مادّة العربيّة خطوات و منهجيّة المقال و التحليل | مادّة العربيّة خطوات و منهجيّة المقال و التحليل السلام عليكم و رحمة الله و بركاته منهجيّة تحليل النصّ مدخل 1: قيل (اتفق العرب على ألاّ يتفقوا) و عدم الاتفاق هذا حاصل حتى في مستوى المنهج رغم ما تعنيه هذه الكلمة من بيـان و وضوح لغة، فمنهج الطّريقِ وَضَحُهُ و المنهـاجُ كالمنهج و في التنزيـل ﴿ لِكُـلّ جَعَلْنَا منْكُم شِرْعَةً وَ منْهَاجَا﴾ ونحن لا نزعم بأنّنا سنحقّق التوحّد في الآراء، و إنما هدفنا الرّئيس هو تقديم تصوّر لما يجب على التلميذ أن يسلكه في عمله حتى لا ينعت عمله باختلال أو باضطراب المنهج، علما و أنّنا قد احتكمنا ،في انجاز هذا العمل، إلى مقاييس إصلاح الباكالوريا وبعض الكتب المختصّة، علّنا بذلك نجْمَع شتات الآراء، و نحقّق اتفاقا نكسر به مقولة عدم الاتفاق. مدخل 2: إن العنـاصر الكبرى التي يبنى عليهـا تحليل النصّ لا تختلف عن مثيلتهـا في تحلـيل المقال و هي المقدّمة و الجوهر و الخاتمة وهذه المحطّات الكبرى تتفرّع داخليّا إلى عناصر صغرى سنفصّل فيها القول. صناعة المقدّمة تنقسم المقدّمة إلى مجموعة من المحطّات التي يجب على التلميذ أن يتوقف عندها و هي على التوالي: 1-التمهيد: هو فاتحة المقدّمة و التحليل ككلّ و وظيفته وضع النصّ في إطاره التاريخي و في سياقه الفكري و لا يجب أن يكون التمهيد مُطَوَّلا و يجب أن نتجنّب فيه الأحكام المسبقة من قبيل (نجح، أبدع...) أو الحكم على النصّ كمـا يجب أن نتجنّب فيه الأحكـام الانطباعيّة من قبيل (أحسن، أجمـل، أروع، خير...) و نشير في هذا السّياق إلى أنّ التمهيد ليس بطاقة هويّة تعرّف بالشّخصيّة محور الدّرس.. 2-التقديم الماديّ للنصّ: وهي عمليّة تأطيريّة للنصّ و مدار الاهتمام فيها نوع النصّ و مؤلّفه و المصدر الذي أخذ منه، مع ضرورة كتابة الأرقام بلسان القلم عند إشارتنا إلى الصّفحات التي أخذ منها النصّ. 3-التقديم المعنويّ: و يكون ذلك بضبط موضوع النصّ و من المستحسن أن تكون صياغة الموضوع في شكل جملة فعليّة. 4-الإشكاليّة أو محاور الاهتمـام: هي المرحلة الختاميّة في المقدّمة و المعلنة عن التحوّل من التقديم إلى الجوهر و يمكن الاستعانة بالأسئلة التي ترفق بالنصّ كما يمكننا التصرّف في هذه الأسئلة بالزّيادة أو النقصان أو إعادة الصّياغة، و يجب في الإشكاليّة تجنب كثرة الأسئلة كما يجب علينا أن نلتزم بالإجابة عن كلّ الأسئلة التي نطرحها. صناعة الجوهر: 1-بنية النصّ /الوحدات/ التفكيك: هذه مسمّيات عدّة لنفس المسمّى، و يرى البعض أنّ هذه المرحلة هي ركن من أركان المقدّمة في حين أنّ البعض الآخر يرى أنّها أوّل محطّات الجوهر و قد انتصرنا إلى الرأي الثاني لعدّة أسباب منها، أن استهلال الجوهر بالوحدات يمكّن التلميذ من تجاوز صعوبة بداية هذا القسم إضافة إلى أنّ تقسيم النصّ إلى وحداته المعنويّة و التعليق على هذا التقسيم ،متى كان في المقدّمة، من شأنه أن يطيلها و يجعلها تتجاوز قدرَها كمًّا، هذا و أنه متى اعتمدنا المواضيع معيارا فإنّنا قد نسقط في فخّ الأحكام المسبقة، لهذا و تفاديا لكلّ هذه المزالق فإنّنا ننصح بجعل تفكيك النصّ إلى وحداته فاتحة الجوهر فيكون ذلك لنا لا علينا و ننبّه إلى أنّ التقسيم يكون وفق معيار يجب التّصريح به و يجب التعليق على هذا التقسيم بمعنى النظر في بنية النصّ الكبرى. 2-التحليل: هو أكبر مراحل العمل كمّا و أغزرهـا مادّة، و يكون التحليل بالنظر في وحدات النصّ وحدة فوحدة و يتمّ الانطلاق في التحليل من الأساليب إلى الدّلالات أو المعاني وصولا إلى المقاصد، و في هذه المرحلة نحن مطالبون بالاستشهـاد بقرائن من النصّ كي يشعر المصحّح بأنّنا نتعـامل مع نصّ و لسنا بصدد كتابة مقـال حرّ، و يجب أن ننهي تحليل كلّ وحدة بتأليف جزئي نجمع فيه أهمّ الاستنتاجات التي انتهينا إليها، و هذا التأليف الجزئي سيكون بمثابة عنصر التخلّص إلى تحليل الوحدة الثانية، و هكذا إلى أن ننتهي من تحليل الوحدات التي أعلنّا عنها منذ البداية 3-التأليف الكلّي: كثيرا ما يقع التلاميذ في إهمال هذا القسم رغم أهميّته الفائقة، و في التأليف الكلي نجمع أهم ما انتهينا إليه بعد تحليلنا للنصّ و ذلك في مستوى الأساليب و المضامين و لنا أن نستنير بمجموع التآليف الجزئيّة التي ذيّلنا بها تحليل الوحدات و لا يجب علينا أن نعتبر هذا القسم بمثابة الفرصة لتحليل فكرة فاتنا التوقّف عندها في التحليل. 4-التقويم: هو آخر أقسام الجوهر و ينقسم إلى قسمين: أ- التقويم الداخليّ: و يكون ذلك بالبحث في طرافة النصّ و ما حقّقه من إضافات و مكاسب، كما لنا أن نبدي رأينا في بعض مباني النصّ و معانيه.. ب- التقويم الخارجي: لنـا في هذا القسم أن نخرج من حدود النصّ المدروس لنقارنه بنصوص أخرى لنفس المؤلف بينهـا و بين النصّ موضوع الدرس روابط و وشائج، و لن أيضا أن نقارنه بنصوص أخرى لغيره من المؤلّفين شرط إيجاد رابط منطقيّ جامع بينها. صناعة الخاتمة: ننبّه في البداية إلى أن الخاتمة هي آخر مرحلة نختم بها مقاربتنا للنصّ وهي قسم ضروريّ و هامّ و تشتمل الخاتمة على عصارة ما توصّلنا إليه من أفكار في الجوهر و ذلك بإيجاز شديد دون الخوض فيها مجدّدا ثم نفتح آفاقا على مداخل جديدة أو نصّ آخر قريب من النصّ المدروس قد يشترك معه في الدلالة و يختلف في طرق التعبير... لم أقصد بما قدّمت مقاربة لنصّ معيّن من النّصوص و إنّما قدّمت منهجا للتلميذ أن يسلكه في عمله كي لا ينعت عمله باختلال المنهج، فهي مقاربة لمنهجيّة حسب المطلوب في الباكالوريا...
في منهجيّة المقال نصائح منهجيّة
في المواضيع الإنشائيّة: توزع المادّة على أربعة أبواب كبرى 1- قراءة الموضوع وفهمه و ذلك بتحديد المعطى و المطلوب و استنطاق العبارات المفاتيح في كليهما. 2- بناء الجوهر باستعراض عناصره مفرّعة و ذكر الشّواهد المناسبة في كلّ موضوع مع: * التزام التوازن بين هذه العناصر التي تتمحّض للتحليل و النقاش. * التأليف بين المعاني عند نهاية كلّ عنصر. 3- بناء المقدّمة: من المستحسن تأخير الاشتغال على المقدّمة لاستلهام ما جاء في بناء الجوهر لصياغة هذه المقّدمة و الغاية من ذلك تجنّب المترشّح الاعتماد على المقدّمات التاريخيّة أو تلك التي تعرّف بالشّخصيّة المعنيّة بالموضوع. 4- بناء الخاتمة: الخاتمة عموما قائمة على: * التأليف بين أهمّ المعاني التي قام عليها التحليل. * تنزيل الموضوع في سياق أوسع بفتح آفاق أخرى للبحث. عن لجنة إصلاح الباكالوريا مدخل: ينقسم المقال إلـى معطى و مطلوب و لكلّ قسم خصوصيّـات في مستوى الصّياغات و التّـراكيب و العبارات المستعملة، و على المترشّح أن يميّز بينها تمييزا يخوّل له الاطمئنان إلى سلامة المنهج. تركيب المعطى: أنّ التّراكيب التي تكون في المعطى تؤثّر في عناصر الجوهر تقديما و تأخيرا و تؤثر كذلك في تحديد مواطن الثقل فيه فتؤدى إلى توازن أو اختلاف أقسامه كمّا. -1- التركيب التّوازني: لئن كان شعر أبي الطيّب المتنبّي مُتأصّلا شكلاً و مضمونا في السنن الشعريّة التقليديّة، فإنّه يعكس قدرة فائقة على المجاوزة و الإبداع. ما رأيك؟ (الدّورة الرّئيسيّة، جوان 1996) ورد المعطى في شكل تركيب توازنيّ ( لئن... فإنّه...) و مثل هذه الصّياغة يجب أن يراعى فيها ترتيب العناصر و التّوازن الكميّ بينها ما أمكن. -2-التّركيب القائم على النّفي و الإثبات: لم تكن رحلة الغفران نقدا لواقع المجتمع و أوهام النّاس و إنّما هي تطاول على المقدّس و عبث بالحقائق الدّينيّة. قام المعطى تركيبيّا على ثنائيّة النّفي (لم) و الإثبات (إنّما) و في مثل هذا التّركيب يجب على التلميذ أن يقدّم العنصر المثبت على العنصر المنفيّ و تجدر الإشارة إلى أنّ المـواضيع المثبتة و المنفيّة لا تكون على هذه الشّـاكلة فقط و إنّما ترد في تراكيب أخرى من قبيل (لم.. بل...) ملاحظات: - إنّ صيغة النفي و الإثبات ترد في أشكال أخرى منها مثلا: لا يكمن فضل أبي العلاء في رسالة الغفران في مجرّد استدعاء الموروث الثقافيّ بروافده المتعدّدة و إنّما يكمن فضله في توظيفه لهذا التراث لإنشاء نصّ قصصيّ ممتع و جريء. (أو لا... فقط) أو (لم... و إنّما أيضا) فمثل هذه الصّيغ لا يجوز التعامل معها بالتّقديم و التأخير فهذه الألفاظ (فقط، مجرّد، أيضا..) أخرجت المعطى من حيّز النّفي و الإثبات إلى حيّز التّركيب التّوازني - ترد بعض المواضيع مشتملة على طباق كقولنا مثلا: دخل أبو هريرة تجربة الجماعة مشتاقا إلى العدد، و خرج منها ناقما على بني الإنسان. حلل.... فمثل هذه الصّياغة لا يجوز التّعامل معها تعاملنا مع صيغ الإثبات و النّفي كذلك. -3- التّركيب التّفاضليّ: قيل لم يكن الخيال في رحلة الغفران تعويضا عن حرمان أديب المعرّة بقدر ما هو خيال ثائر فاضح ناقد. قام المعطى على (لم يكن... بقدر ما..) و هو يقوم على تفضيل شيء على آخر و في مثل هذه المواضيع على التّلميذ أن يهتمّ في التّحليل بالعنصرين الواردين في المعطى و لكنّ حجم العناية بالجزء الثاني يكون أكثر كمّا و كيفا من العنصر الأوّل. نجد بعض المواضيع التي توظّف هذه الصّيغة و لا يطلب فيها عدم التّوازن كمّا أو كيفا و مثل ذلك" إنّ حكاية الغفران نصّ عجيب، بقدر ما فيه من لذّة القصّ فيه من لذعة النّقد. توسّع في تحليل هذا القول و ناقشه باعتماد شواهد دقيقة من قسم الرّحلة. ( الدّورة الرّئيسيّة جوان 1995) إنّ (بقدر ما..) في مثل هذا الموضوع لم تكن من أجل المفاضلة أو تفويق شيء على آخر إنّما كانت لتحقيق التّساوي بين العنصرين و يمكن أن يكون ذلك محلّ نقاش. -4- التركيب التّقريري: قيل إنّنا في السدّ إزاء فرجة متكاملة يتضافر فيها الفنّ المسرحيّ و الخيال القصصيّ لإبراز منزلة الإنسان في الكون. حلّل هذا القول و ناقشه اعتمادا على ما درست من مسرحيّة السدّ. (الدورة الرّئيسيّة جوان 1999) إنّ مثل هذه الصّيغ التقريريّة تتطلّب من التّلميذ تحقيق موازنة بين مختلف العناصر. تركيب المطلوب: تنقسم المواضيع بحسب صيغ المطلوب فيها إلى: تحليليّ و جدليّ و مقارن و سنسعى إلــى بيــان الفــوارق بين مختلف هذه الأنـواع متوقّفين عند الصّيغ التي تكون فـي المعطى أو المطلوب و الاختلافات التي تحصل في مستوى الجوهر. المقال بحسب المطلوب: -1- المقال التّحليليّ: هو ما نجد فيه عبارات من قبيل حلّل أو توسّع في هذا الرّأي أو بيّن، إلخ... و إذا كان ذلك كذلك فإنّ الجوهر يبنى على قسمين رئيسييّن هما التّحليل و التّأليف. * إنّ التّقويم ليس واردا في المواضيع التحليليّة، و على المترشّح أن يقوّم القولة أثناء التّحليل بإيجاز و بذكاء و له أن يترك ذلك كليّا (و على التّلميذ الذّي لم يسبق له ذلك أن يتخلّى عن التقويم في المواضيع التحليليّة نهائيّا). -2- المقال الجدليّ: نجد فيه عبارات من قبيل ناقش أو أبد رأيك أو إلى أيّ مدى و يبنى الجوهر في مثل هذه المواضيع على ثلاث أقسام رئيسيّة هي التحليل و النّقاش و التأليف. -3- المقال المقارن: من العبارات التي نجدها في مثل هذه المواضيع قارن أو وازن، إلخ.. و لنا أن نجعل الجوهر في مثل هذه المواضيع منقسم إلى عنصر لنقاط الائتلاف و الثاني لنقاط الاختلاف و يعقب ذلك التّأليف. ثبت في المراجع: 1-أبو شريفة، عبد القادر، و قزق، حسين لافي: مدخل إلى تحليل النصّ الأدبي،عمّان، دار الفكر،ط1، 1993. 2-الطّرابلسي، محمّد الهاشمي: مفتاح المنهجيّة،تونس، دار شوقي للنشر، (د.ت) 3-العزّابو، كمال: مقاربات منهجيّة في المقال الأدبي، السابعة آداب: رسالة الغفران،سوسة-تونس، دار الميزان للنشر،1998 | : منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=43659 آخر تعديل ابن خلدون يوم 2009-11-15 في 17:36. |
| |