الرئيسية | الصحيفة | خدمات الإستضافة | مركز الملفات | الحركة الانتقالية | قوانين المنتدى | أعلن لدينا | اتصل بنا |

أفراح بن جدي - 0528861033 voiture d'occasion au Maroc
educpress
للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :

فعاليات صيف 2011 على منتديات الأستاذ : مسابقة استوقفتني آية | ورشة : نحو مفهوم أمثل للزواج

العودة   منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد > المنتديات العامة والشاملة > المنتدى الإسلامي


إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 2012-07-24, 11:09 رقم المشاركة : 26
أم طه
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية أم طه

 

إحصائية العضو







أم طه غير متواجد حالياً


وسام المشاركة في مسابقة القران الكريم

وسام المنظم مسابقة صور وألغاز

وسام المشاركةفي المسابقة الرمضانية الكبرى 2015

مسابقة المبشرون بالجنة

الشخصية المتميزة رمضان 2014

وسام المنظم

وسام المنظم

وسام تحدي الصور2

وسام المركز الثالث مسابقات أم علاء

وسام المرتبة الرابعة في المسابقة الرمضانية الكبرى

افتراضي رد: شرح أسماء الله الحسنى



الحق

الله عز وجل هو الحق في ذاته وصفاته.فهو واجب الوجود، كامل الصفات والنعوت، وجوده من لوازم ذاته. ولا وجود لشيء من الأشياء
إلا به. فهو الذي لم يزل، ولا يزال، بالجلال، والجمال، والكمال موصوفاً.
ولم يزل ولا يزال بالإحسان معروفاً. فقوله حق، وفعله حق، ولقاؤه حق، ورسله حق، وكتبه حق، ودينه هو الحق، وعبادته وحده
لا شريك له، هي الحق، وكل شيء ينسب إليه، فهو حق. { ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل، وأن الله هو
العلي الكبير} {وقل الحق من ربكم، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر} {فذلكم الله ربكم الحق فماذا بعد الحق إِلَّا الضلال} {وقل جاء
الحق وزهق الباطل، إن الباطل كان زهوقاً} وقال الله تعالى : {يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ويعلمون أن الله هو الحق المبين} .
فأوصافه العظيمة حق، وأفعاله هي الحق، و عبادته هي الحق، ووعده حق، ووعيده وحسابه هو العدل الذي لا جور فيه.

الجميل

قال صلى الله عليه وسلم : (( إن الله جميل يحب الجمال)) فهو سبحانه جميل بذاته، وأسمائه، وصفاته، وأفعاله، فلا يمكن مخلوقاً أن
يعبر عن بعض جمال ذاته، حتى أن أهل الجنة مع ما هم فيه من النعيم المقيم واللذات والسرور والأفراح التي لا يقدر قدرها إذا رأوا
ربهم وتمتعوا بجماله نسوا ما هم فيه من النعيم وتلاشى ما فيه من الأفراح، وودّوا أن لو تدوم هذه الحال، واكتسبوا من جماله ونوره
جمالاً إلى جمالهم، وكانت قلوبهم في شوق دائم ونزوع إلى رؤية ربهم، ويفرحون بيوم المزيد فرحاً تكاد تطير له القلوب.
وكذلك هو الجميل في أسمائه، فإنها كلها حسنى بل أحسن الأسماء على الإطلاق وأجملها، قال تعالى : {ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها}
وقال تعالى : {هل تعلم له سمياً} فكلها دالة على غاية الحمد والمجد والكمال، لا يسمى باسم منقسم إلى كمال وغيره. وكذلك هو الجميل
في أوصافه، فإن أوصافه كلها أوصاف كمال ونعوت ثناء وحمد، فهي أوسع الصفات وأعمها وأكثرها تعلقاً، خصوصاً أوصاف الرحمة،
والبر، والكرم، والجود، وكذلك أفعاله كلها جميلة، فإنها دائرة بين أفعال البر والإحسان التي يحمد عليها ويثنى عليه ويشكر، وبين أفعال
العدل التي يحمد عليها لموافقتها للحكمة والحمد، فليس في أفعاله عبث، ولا سفه، ولا سدى، ولا ظلم، كلها خير، وهدى، ورحمة، ورشد،
وعدل : {إن ربي على صراط مستقيم} فلكماله الذي لا يحصي أحد عليه به ثناء كملت أفعاله كلها فصارت أحكامه من أحسن الأحكام،
وصنعه وخلقه أحسن خلق وصنع: أتقن ما صنعه : {صنع الله الذي أتقن كل شيء} وأحسن خلقه.{الذي أحسن كل شيء خلقه}
{ومن أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون} والأكوان محتوية على أصناف الجمال، وجمالها من الله تعالى فهو الذي كساها الجمال وأعطاها
الحسن، فهو أولى منها لأن معطي الجمال أحق بالجمال، فكل جمال في الدنيا والآخرة باطني وظاهري، خصوصاً ما يعطيه المولى لأهل
الجنة من الجمال المفرط في رجالهم ونسائهم، فلو بدا كفّ واحدة من الحور العين إلى الدنيا، لطمس ضوء الشمس كما تطمس الشمس ضوء
النجوم، أليس الذي كساهم ذلك الجمال ومنّ عليهم بذلك الحسن والكمال أحق منهم بالجمال الذي ليس كمثله شيء.فهذا دليل عقلي واضح
مسلّم المقدمات على هذه المسألة العظيمة وعلى غيرها من صفاته، قال تعالى : {ولله المثل الأعلى} فكل ما وجد في المخلوقات من كمال لا
يستلزم نقصاً، فإن معطيه وهو الله أحق به من المعطى بما لا نسبة بينهم ، كما لا نسبة لذواتهم إلى ذاته وصفاتهم إلى صفاته، فالذي أعطاهم
السمع، والبصر، والحياة، والعلم، والقدرة، والجمال، أحق منهم بذلك، وكيف يعبِّر أحد عن جماله وقد قال أعلم الخلق به :
((لا أحصي ثناء عليك كما أثنيت على نفسك)) وقال صلى الله عليه وسلم : ((حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه
ما انتهى إليه بصره من خلقه)) فسبحان الله وتقدس عما يقوله الظالمون النافون لكماله علواً كبيراً، وحسبهم مقتاً وخساراً أنهم حرموا
من الوصول إلى معرفته والابتهاج بمحبته.


قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : ( (لا أحد أصبر على أذى سمعه من الله، يجعلون له الولد وهو يعافيهم ويرزقهم))
وقال أيضاً في الصحيح: قال الله تعالى : ((كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك.وشتمني ابن آدم ولم يكن له ذلك. فأما تكذيبه إياي فقوله:
لن يعيدني كما بدأني.وليس أول الخلق بأهون عليَّ من إعادته.وأما شتمه إياي فقوله إن لي ولداً وأنا الأحد الصمد الذي لم يلد ولم
يولد ولم يكن له كفواً أحد)) فالله تعالى يدر على عباده الأرزاق المطيع منهم والعاصي، والعصاة لا يزالون في محاربته وتكذيبه
وتكذيب رسله والسعي في إطفاء دينه، والله تعالى حليم على ما يقولون وما يفعلون، يتتابعون في الشرور وهو يتابع عليهم النعم ،
وصبره أكمل صبر لأنه عن كمال قدرة وكمال غنى عن الخلق وكمال رحمة وإحسان ، فتبارك الرب الرحيم الذي ليس كمثله شيء
الذي يحب الصابرين ويعينهم في كل أمرهم.

يُتبع بإذن الله تعالى ...





التوقيع








    رد مع اقتباس
قديم 2012-07-24, 11:10 رقم المشاركة : 27
أم طه
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية أم طه

 

إحصائية العضو







أم طه غير متواجد حالياً


وسام المشاركة في مسابقة القران الكريم

وسام المنظم مسابقة صور وألغاز

وسام المشاركةفي المسابقة الرمضانية الكبرى 2015

مسابقة المبشرون بالجنة

الشخصية المتميزة رمضان 2014

وسام المنظم

وسام المنظم

وسام تحدي الصور2

وسام المركز الثالث مسابقات أم علاء

وسام المرتبة الرابعة في المسابقة الرمضانية الكبرى

افتراضي رد: شرح أسماء الله الحسنى



الرفيق

مأخوذ من قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : ((إن الله رفيق يحب الرفق
ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف وما لا يعطى على ما سواه )) فالله تعالى رفيق في
أفعاله، خلق المخلوقات كلها بالتدريج شيئاً فشيئاً بحسب حكمته ورفقه، مع أنه قادر على
خلقها دفعة واحدة وفي لحظة واحدة. ومن تدبر المخلوقات وتدبر الشرائع كيف يأتي بها شيئاً
بعد شيء شاهد من ذلك العجب العجيب، فالمتأني الذي يأتي الأمور برفق وسكينة ووقار، اتباعاً
لسنن الله في الكون واتباعاً لنبيه صلى الله عليه وسلم. فإن من هذا هديه وطريقه تتيسر له الأمور،
وبالأخص الذي يحتاج إلى أمر الناس ونهيهم وإرشادهم، فإنه مضطر إلى الرفق واللين، وكذلك
من آذاه الخلق بالأقوال البشعة وصان لسانه عن مشاتمتهم، ودافع عن نفسه برفق ولين، اندفع عنه
من أذاهم ما لا يندفع بمقابلتهم بمثل مقالهم وفعالهم، ومع ذلك فقد كسب الراحة والطمأنينة والرزانة والحلم.
والله عز وجل يغيث عباده إذا استغاثوا به سبحانه فعن أنس بن مالك أن رجلاً دخل المسجد يوم الجمعة
ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب ثم قال يا رسول الله : هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع
الله يغيثنا ، فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه ثم قال(اللهم أغثنا.اللهم أغثنا. اللهم أغثنا ))
فالله عز وجل يغيث عباده في الشدائد والمشقات، فهو يغيث جميع المخلوقات عندما تتعسر أمورها
وتقع في الشدائد والكربات: يطعم جائعهم ويكسو عاريهم، ويخلص مكروبهم، وينزل الغيث عليهم
في وقت الضرورة والحاجة، وكذلك يجيب إغاثة اللهفان أي دعاء من دعاه في حالة اللهف و
الشدة والاضطرار، فمن استغاثه أغاثه.وفي الكتاب والسنة من ذكر تفريجه للكربات، وإزالته الشدائد،
وتيسيره للعسير شيء كثير جداً معروف .

الحي ، الستار

هذا مأخوذ من قوله صلى الله عليه وسلم : ((إن الله حيي يستحي من عبده إذا مدّ يديه إليه أن
يردهما صفراً )) وقال صلى الله عليه وسلم : ((إن الله عز وجل حليم، حيي ستير يحب الحياء
والستر فإذا اغتسل أحدكم فليستتر)) وهذا من رحمته، وكرمه، وكماله، وحلمه أن العبد يجاهره بالمعاصي
مع فقره الشديد إليه، حتى أنه لا يمكنه أن يعصي إلا أن يتقوى عليها بنعم ربه، والرب مع كمال غناه
عن الخلق كلهم من كرمه يستحي من هتكه وفضيحته وإحلال العقوبة به ، فيستره بما يقيّض له من
أسباب الستر، ويعفو عنه ويغفر له، فهو يتحبب إلى عباده بالنعم وهم يتبغّضون إليه بالمعاصي،
خيره إليهم بعدد اللحظات وشرهم إليه صاعد، ولا يزال الملك الكريم يصعد إليه منهم بالمعاصي وكل قبيح.
ويستحي تعالى ممن شاب في الإسلام أن يعذبه وممن يمد يديه إليه أن يردهما صفراً، ويدعو عباده
إلى دعائه ويعدهم بالإجابة وهو الحيي الستِّير يحب أهل الحياء والستر، ومن ستر مسلماً ستر الله
عليه في الدنيا والآخرة، ولهذا يكره من عبده إذا فعل معصية أن يذيعها، بل يتوب إليه فيما بينه وبينه
ولا يظهرها للناس، وإن من أمقت الناس إليه من بات عاصياً والله يستره ، فيصبح يكشف ستر الله عليه ،
وقال تعالى :{إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين ءامنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة}
وهذا كله من معنى اسمه (الحليم) الذي وسع حلمه أهل الكفر والفسوق والعصيان ، ومنع عقوبته أن
تحل بأهل الظلم عاجلاً،فهو يمهلهم ليتوبوا، ولا يهملهم إذا أصروا واستمروا في طغيانهم ولم ينيبوا.

الإله

هو الجامع لجميع صفات الكمال ونعوت الجلال ، فقد دخل في هذا الاسم جميع الأسماء الحسنى،
ولهذا كان القول الصحيح أن (الله) أصله (الإله) وأن اسم (الله) هو الجامع لجميع الأسماء الحسنى
والصفات العلى والله أعلم
قال الله تعالى :
{إنما الله إله واحد سبحانه أن يكون له ولد له ما في السموات وما في الأرض وكفى بالله وكيلاً} .

يتــــ إن شاء الله ـــــع





التوقيع








    رد مع اقتباس
قديم 2012-07-24, 11:12 رقم المشاركة : 28
أم طه
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية أم طه

 

إحصائية العضو







أم طه غير متواجد حالياً


وسام المشاركة في مسابقة القران الكريم

وسام المنظم مسابقة صور وألغاز

وسام المشاركةفي المسابقة الرمضانية الكبرى 2015

مسابقة المبشرون بالجنة

الشخصية المتميزة رمضان 2014

وسام المنظم

وسام المنظم

وسام تحدي الصور2

وسام المركز الثالث مسابقات أم علاء

وسام المرتبة الرابعة في المسابقة الرمضانية الكبرى

افتراضي رد: شرح أسماء الله الحسنى



القابض ، الباسط ، المعطي

قال الله تعالى : {والله يقبض ويبسط وإليه ترجعون} وقال صلى الله عليه وسلم : ((إن الله هو المسعِّر،
القابض، الباسط، الرزاق ..)) وقال صلى الله عليه وسلم : (( من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين
والله المعطي وأنا القاسم..)) . وقال صلى الله عليه وسلم : (( إن الله عز وجل لا ينام ولا ينبغي
له أن ينام يخفض القسط ويرفعه ، يرفع إليه عمل الليل قبل النهار وعمل النهار قبل عمل الليل )) الحديث.
وقال تعالى : {قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء
وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير} وقال صلى الله عليه وسلم : (( إن الله يرفع بهذا
الكتاب أقواماً ويضع به آخرين )) وقد كان صلى الله عليه وسلم يقول بعد السلام من الصلاة حينما
ينصرف إلى الناس : ((لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.
اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد )) .
هذه الصفات الكريمة من الأسماء المتقابلات التي لا ينبغي أن يثنى على الله بها إلا كل واحد منها مع
الآخر، لأن الكمال المطلق من اجتماع الوصفين، فهو القابض للأرزاق والأرواح والنفوس، والباسط
للأرزاق والرحمة والقلوب . وهو الرافع لأقوام قائمين بالعلم والإيمان ، الخافض لأعدائه. وهو المعز
لأهل طاعته، وهذا عز حقيقي، فإنَّ المطيع لله عزيز وإن كان فقيراً ليس له أعوان ، المذل لأهل معصيته
وأعدائه ذلاً في الدنيا والآخرة. فالعاصي وإن ظهر بمظاهر العز فقلبه حشوه الذل وإن لم يشعر به لانغماسه
في الشهوات فإن العز كل العز بطاعة الله والذل بمعصيته {ومن يهن الله فما له من مكرم} {من كان يريد
العزة فلله العزة جميعاً} {ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين} وهو تعالى المانع المعطي فلا معطي لما منع،
ولا مانع لما أعطى.
وهذه الأمور كلها تبع لعدله وحكمته وحمده، فإن له الحكمة في خفض من يخفضه ويذله ويحرمه،
ولا حجة لأحد على الله، كما له الفضل المحض على من رفعه وأعطاه وبسط له الخيرات، فعلى العبد
أن يعترف بحكمة الله، كما عليه أن يعترف بفضله ويشكره بلسانه وجنانه وأركانه ، وكما أنه هو المنفرد
بهذه الأمور وكلها جارية تحت أقداره، فإن الله جعل لرفعه وعطائه وإكرامه أسباباً، ولضد ذلك أسباباً من
قام بها ترتبت عليه مسبباتها، وكلٌ ميسر لما خلق له، أما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة ، وأما
أهل الشقاوة فييسرون لعمل أهل الشقاوة ، وهذا يوجب للعبد القيام بتوحيد الله، والاعتماد على ربه في
حصول ما يحب ، ويجتهد في فعل الأسباب النافعة فإنها محل حكمة الله.

المقدم ، والمؤخر

كان من آخر ما يقول النبي صلى الله عليه وسلم بين التشهد والتسليم : (( اللهم اغفر لي ما قدمت،
وما أخرت، وما أسررت، وما أعلنت، وما أسرفت، وما أنت أعلم به مني. أنت المقدم، وأنت المؤخر.
لا إله إلا أنت)) .
المقدم والمؤخر هما كما تقدم من الأسماء المزدوجة المتقابلة التي لا يطلق واحد بمفرده على الله إلا مقروناً
بالآخر، فإن الكمال من اجتماعهما، فهو تعالى المقدم لمن شاء والمؤخر لمن شاء بحكمته.
وهذا التقديم يكون كونياً كتقديم بعض المخلوقات على بعض وتأخير بعضها على بعض، وكتقديم الأسباب على
مسبباتها والشروط على مشروطاتها.
وأنواع التقديم والتأخير في الخلق والتقدير بحر لا ساحل له. ويكون شرعياً كما فضل الأنبياء على الخلق
وفضل بعضهم على بعض، وفضل بعض عباده على بعض، وقدمهم في العلم، والإيمان، والعمل، والأخلاق، وسائر الأوصاف، وأخَّر من أخَّر منهم بشيء من ذلك وكل هذا تبع لحكمته. وهذان الوصفان وما أشبههما من
الصفات الذاتية لكونهما قائمين بالله والله متصف بهما، ومن صفات الأفعال لأن التقديم والتأخير متعلق
بالمخلوقات ذواتها، وأفعالها، ومعانيها، وأوصافها، وهي ناشئة عن إرادة الله وقدرته.
فهذا هو التقسيم الصحيح لصفات الباري، وإن صفات الذات متعلقة بالذات، وصفات أفعاله متصفة بها
الذات ومتعلقة بما ينشأ عنها من الأقوال والأفعال.
قال الله عز وجل : {وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يمسسك بخير فهو على كل شيء قدير }
وقال الله تعالى : {قل فمن يملك لكم من الله شيئاً إن أراد بكم ضراً أو أراد بكم نفعاً بل كان الله بما تعملون خبيراً } .
وصفة الضر والنفع هما كما تقدم من الأسماء المزدوجة المتقابلة . فالله تعالى النافع لمن شاء من عباده
بالمنافع الدينية والدنيوية، الضار لمن فعل الأسباب التي توجب ذلكٍ، وكل هذا تبع لحكمته وسننه الكونية
وللأسباب التي جعلها موصلة إلى مسبباتها، فإنَّ الله تعالى جعل مقاصد للخلق وأموراً محبوبة في الدين
والدنيا، وجعل لها أسباباً وطرقاً، وأمر بسلوكها ويسَّرها لعباده غاية التيسير، فمن سلكها أوصلته إلى
المقصود النافع، ومن تركها أو ترك بعضها أو فوت كمالها أو أتاها على وجه ناقص ففاته الكمال المطلوب
فلا يلومنّ إلا نفسه، وليس له حجة على الله، فإن الله أعطاه السمع، والبصر، والفؤاد، والقوة’ والقدرة،
وهداه النجدين، وبين له الأسباب، والمسببات، ولم يمنعه طريقاً يوصل إلى خير ديني ولا دنيوي، فتخلفه
عن هذه الأمور يوجب أن يكون هو الملوم عليها المذموم على تركها.
واعلم أن صفات الأفعال كلها متعلقة وصادرة عن هذه الصفات الثلاث: القدرة الكاملة، والمشيئة النافذة،
والحكمة الشاملة التامة. وهي كلها قائمة بالله، والله متصف بها، وآثارها ومقتضياتها جميع ما يصدر عنها
في الكون كله من التقديم والتأخير، والنفع والضر، والعطاء والحرمان، والخفض والرفع، لا فرق بين
محسوسها ومعقولها، ولا بين دينيها ودنيويها. فهذا معنى كونها أوصاف أفعال لا كما ظنه أهل الكلام الباطل.

يتـــ إن شاء الله ـــبع





التوقيع








    رد مع اقتباس
قديم 2012-07-24, 11:13 رقم المشاركة : 29
أم طه
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية أم طه

 

إحصائية العضو







أم طه غير متواجد حالياً


وسام المشاركة في مسابقة القران الكريم

وسام المنظم مسابقة صور وألغاز

وسام المشاركةفي المسابقة الرمضانية الكبرى 2015

مسابقة المبشرون بالجنة

الشخصية المتميزة رمضان 2014

وسام المنظم

وسام المنظم

وسام تحدي الصور2

وسام المركز الثالث مسابقات أم علاء

وسام المرتبة الرابعة في المسابقة الرمضانية الكبرى

افتراضي رد: شرح أسماء الله الحسنى



المبين


المبين
: اسم الفاعل من أبان يبين فهو مبين إذا أظهر وبينّ إما قولاً، وإما فعلاً.
والبينة هي الدلالة الواضحة عقلية كانت أو محسوسة والبيان هو الكشف عن الشيء .. وسمي
الكلام بياناً لكشفه عن المقصود وإظهاره نحو {هذا بيان للناس}.
فالله عز وجل هو المبين لعباده سبيل الرشاد والموضح لهم الأعمال التي يستحقون الثواب على فعلها
والأعمال التي يستحقون العقاب عليها، وبين لهم ما يأتون، وما يذرون يقال: أبان الرجل في كلامه
ومنطقه فهو مبين والبيان: الكلام ويقال: ( بان الكلام وأبان بمعنىً واحد فهو: مُبِّينٌ ومُبينٌ وقد سمى
الله نفسه بالمبين {يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ويعلمون أن الله هو الحق المبين}.

وهو سبحانه الذي بين لعباده طرق الهداية وحذرهم وبين لهم طرق الضلال وأرسل إليهم الرسل وأنزل

الكتب ليبين لهم قال الله عز وجل : {إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس
في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون
} وهذا وعيد شديد لمن كتم ما جاءت به الرسل من الدلالات
البينة على المقاصد الصحيحة والهدى النافع للقلوب من بعد ما بينه الله تعالى في كتبه التي أنزلها
على رسله عليهم الصلاة والسلام.
وقال عز وجل : {وقال الذين لا يعلمون لولا يكلمنا الله أو تأتينا آية كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم
تشابهت قلوبهم قد بينا الآيات لقوم يوقنون
}. ، {كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون } ، {يريد الله
ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم والله عليم حكيم
}، وقال عز وجل : {قد جاءكم من
الله نور وكتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه
ويهديهم إلى صراط مستقيم
}. ويقول عز وجل : { انظر كيف نبين لهم الآيات ثم انظر أنى يؤفكون}.
{ويبين الله لكم الآيات والله عليم حكيم}، والله عز وجل يبين للناس الأحكام الشرعية ويوضحها ويبين
الحكام القدرية وهو عليم بما يصلح عباده حكيم في شرعه وقدره، فله الحكمة البالغة والحجة الدامغة.
وقال عز وجل:{كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون}، وقال:{وما كان الله ليضل قوماً بعد إذ هداهم حتى
يبين لهم ما يتقون إن الله بكل شيء عليم
}، يخبر الله عن نفسه الكريمة وحكمه العادل أنه لا يضل قوماً
إلا بعد إبلاغ الرسالة إليهم حتى يكونوا قد قامت عليهم الحجة.

المنان


المنان من أسماء الله الحسنى التي سماه بها رسول الله صلى الله عليه وسلم
فعن أنس بن مالك رضي
الله عنه قال:سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً يقول: ((اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت
[وحدك لا شريك لك]المنان[يا]بديع السموات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم إني أسألك
الجنة وأعوذ بك من النار. فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ((لقد سأل الله باسمه الأعظم الذي إذا سئل
به أعطى وإذا دعي به أجاب)).

قال ابن الأثير في النهاية في غريب الحديث : (المنان) هو المنعم المعطي من المنِّ:العطاء، لا من المنة.
وكثيراً ما يرد المنّ في كلامهم:بمعنى الإحسان إلى من لا يستثيبه ولا يطلب الجزاء عليه فالمنان من أبنية
المبالغة.... كالوهاب. ومنه الحديث الذي أخرجه البخاري وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
(( إنه ليس من الناس أحد أمنَّ عليَّ في نفسه وماله من أبي بكر بن أبي قحافة ولو كنت متخذاً من الناس
خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً ولكن خلة الإسلام أفضل
)) ومعنى ((إن من أمنّ الناس )) أكثرهم جوداً لنا
بنفسه، وماله وليس هو من المن الذي هو الاعتداد بالصنيعة ) والله عز وجل هو المنان:من المن العطاء ،
والمنان: هو عظيم المواهب، فإنه أعطى الحياة، والعقل، والنطق، وصور فأحسن وأنعم فأجزل، وأسنى
النعم، وأكثر العطايا والمنح )) قال وقوله الحق : {وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار}.
ومن أعظم النعم بل أصل النعم التي امتن الله بها على عباده الامتنان عليهم بهذا الرسول صلى الله عليه
وسلم الذي أنقذهم الله به من الضلال وعصمهم به من الهلاك. قال الله تعالى:{لقدمن الله على المؤمنين
إذ بعث فيهم رسولاً من أنفسهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي
ضلال مبين
}.
فالله عز وجل هو الذي منّ على عباده: بالخلق، والرزق، والصحة في الأبدان، والأمن في الأوطان، أسبغ
عليهم النعم الظاهرة و الباطنة، ومن أعظم المنن وأكملها وأنفعها- بل أصل النعم – الهداية للإسلام ومنته
بالإيمان وهذا أفضل من كل شيء.
ومعنى (( لقد من الله على المؤمنين )) أي تفضل على المؤمنين المصدقين والمنان المتفضل . ، والمنة :
النعمة العظيمة . قال الأصفهاني: المنة: النعمة الثقيلة وهي على نوعين:
النوع الأول:
أن تكون هذه المنة بالفعل فيقال: منّ فلان على فلان إذا أثقله بالنعمة وعلى ذلك قوله تعالى:
{لقد منّ الله على المؤمنين}. وقوله تعالى:{كذلك كنتم من قبل فمنّ الله عليكم فتبينوا إن الله كان بما تعملون خبيراً
وقال عز وجل:{ولقد مننا على موسى وهارون} {ولقد مننا عليك مرة أخرى} ، {ونريد أن نمنّ على الذين
استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين
}، {فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم}، {ولكن الله
يمنُّ على من يشاء من عباده
}. وهذا كله على الحقيقة لا يكون إلا من الله تعالى فهو الذي منّ على عباده بهذه
النعم العظيمة فله الحمد حتى يرضى وله الحمد بعد رضاه وله الحمد في الأولى والآخرة.
النوع الثاني :
أن يكون المنّ بالقول . وذلك مستقبح فيما بين الناس ولقبح ذلك قيل المنة تهدم الصنيعة قال
الله تعالى : {يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا عليَّ إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين}.
فالمنة من الله عليهم بالفعل وهو هدايتهم للإسلام، والمنة منهم بالقول المذموم وقد ذم الله في كتابه ونهى
عن المنّ المذموم : وهو المنة بالقول فقال : {ولا تمنن تستكثر} قال ابن كثير : (( لا تمنن بعملك على ربك
تستكثره)) وقيل غير ذلك.
وقال الله عز وجل : {الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما أنفقوا مناً ولا أذى لهم أجرهم عند
ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون * قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى والله غني حليم *
يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمنِّ والأذى كالذي ينفق ماله رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الآخر
فمثله كمثل صفوان عليه تراب فأصابه وابل فتركه صلداً لا يقدرون على شيء مما كسبوا والله لا يهدي القوم
الكافرين
}. وقد ذم رسول الله صلى الله عليه وسلم المنّ بالعطية فقال عليه الصلاة والسلام : ((ثلاثة لا يكلمهم
الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم، ولا يزكيهم، ولهم عذاب أليم )) فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث
مرات . قال أبو ذر: خابوا وخسروا. من هم يا رسول الله قال : (( المسبل، والمنان، والمنفق سلعته بالحلف
الكاذب
)) هذا هو المنّ المذموم أما المن بمعنى العطاء والإحسان، والجود فهو المحمود .
والخلاصة:أنَّ الله تبارك وتعالى هو المنان الذي ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، وهو عظيم المواهب،
أعطى الحياة، والعقل، والنطق، وصور فأحسن، وأنعم فأجزل ، وأكثر العطايا والمنح ، وأنقذ عباده المؤمنين ،
ومنّ عليهم بإرسال الرسل وإنزال الكتب ، وإخراجهم من الظلمات إلى النور بمنه وفضله. ومن على عباده
أجمعين: بالخلق، والرزق، والصحة، والأمن لعباده المؤمنين. وأسبغ على عباده النعم مع كثرة معاصيهم وذنوبهم.
فاللهم مُنَّ علينا بنعمة الإيمان ، واحفظنا وأجزل لنا من كل خير ، واصرف عنا كل شر وأحسن عاقبتنا في الأمور
كلها ، وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة يا كريم يا منان، يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم ، يا بديع
السموات والأرض، يا الواحد الأحد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد .

يتـــ إن شاء الله ــــبع






التوقيع








    رد مع اقتباس
قديم 2012-07-24, 11:14 رقم المشاركة : 30
أم طه
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية أم طه

 

إحصائية العضو







أم طه غير متواجد حالياً


وسام المشاركة في مسابقة القران الكريم

وسام المنظم مسابقة صور وألغاز

وسام المشاركةفي المسابقة الرمضانية الكبرى 2015

مسابقة المبشرون بالجنة

الشخصية المتميزة رمضان 2014

وسام المنظم

وسام المنظم

وسام تحدي الصور2

وسام المركز الثالث مسابقات أم علاء

وسام المرتبة الرابعة في المسابقة الرمضانية الكبرى

افتراضي رد: شرح أسماء الله الحسنى



الولي

الولي: يطلق على كل من ولي أمراً أو قام به، والنصير، والمحب، والصديق، والحليف،
والصهر، والجار، والتابع، والمعتق، والمطيع يقال: المؤمن ولي الله، والمطر يسقط بعد المطر،
والولي ضد العدو، والناصر والمتولي لأمور العالم والخلائق، ويقال للقيِّم على اليتيم الولي،
وللأمير الوالي.
قال الراغب الأصفهاني: الولاء والتوالي يطلق على القرب من حيث المكان ومن حيث النسب ومن
حيث الدين، ومن حيث الصداقة، ومن حيث النصرة، ومن حيث الاعتقاد، والولاية النصرة، والولاية
تولي الأمر.. والوَليُّ والموْلى يستعملان في ذلك كل واحد منهما يقال في معنى الفاعل أي الموُاِلي وفي
معنى المفعول أي المُوالَى: يقال للمؤمن هو ولي الله، ويقال الله ولي المؤمنين.
وولاية الله عز وجل ليست كغيرها : {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}. فهو سبحانه الولي الذي
تولى أمور العالم والخلائق، وهو مالك التدبير، وهو الولي الذي صرف لخلقه ما ينفعهم في دينهم ودنياهم
وأخراهم)) وقد سمى الله نفسه بهذا الاسم فهو من الأسماء الحسنى قال الله عز وجل:{أم اتخذوا من دونه
أولياء فالله هو الولي وهو يحي الموتى وهو على كل شيء قدير}، وقال عز وجل:{وهو الذي ينزِّل الغيث من
بعد ما قنطوا وينشر رحمته وهو الولي الحميد}.
فالله عز وجل هو الولي الذي يتولاه عبده بعبادته وطاعته والتقرب إليه بما أمكن من القربات وهو الذي يتولى
عباده عموماً بتدبيرهم ونفوذ القدر فيهم، ويتولى عباده بأنواع التدبير.
ويتولى عباده المؤمنين خصوصاً بإخراجهم من الظلمات إلى النور ويتولى تربيتهم بلطفه ويعينهم في جميع
أمورهم وينصرهم، ويؤيدهم بتوفيقه، ويسددهم قال الله عز وجل:{الله ولي الذي ءامنوا يخرجهم من الظلمات
إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون
وقال عز وجل:{وإن الظالمين بعضهم أولياء بعض والله ولي المتقين}.
فالله عز وجل هو نصير المؤمنين وظهيرهم، يتولاهم بعونه وتوفيقه، ويخرجهم من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان ..
وإنما جعل الظلمات للكفر مثلاً، لأن الظلمات حاجبة للأبصار عن إدراك الأشياء وإثباتها وكذلك الكفر حاجب
لأبصار القلوب عن إدراك حقائق الإيمان، والعلم بصحته وصحة أسبابه فأخبر عز وجل عباده أنه ولي
المؤمنين ومبصِّرهم حقيقة الإيمان، وسبله، وشرائعه، وحججه، وهاديهم لأدلته المزيلة عنهم الشكوك بكشفه عنهم
دواعي الكفر، وظلم سواتر أبصار القلوب.
والخلاصة : أن الله تعالى أخبر أن الذين آمنوا بالله ورسله، وصدقوا إيمانهم بالقيام بواجبات الإيمان، وترك
كل ما ينافيه، أنه وليهم، يتولاهم بولايته الخاصة، ويتولى تربيتهم فيخرجهم من ظلمات الجهل والكفر،
والمعاصي، والغفلة، والإعراض، إلى نور العلم، واليقين، والإيمان والطاعة، والإقبال الكامل على ربه،
وينور قلوبهم بما يقذف فيها من نور الوحي والإيمان، وييسرهم لليسرى، ويجنبهم العسرى، ويجلب لهم المنافع،
ويدفع عنهم المضار فهو يتولى الصالحين : {إن ولييّ الله الذي نزَّل الكتاب وهو يتولى الصالحين} الذين
صلحت نياتهم ، وأقوالهم، فهم لمَّا تولوا ربهم بالإيمان والتقوى، ولم يتولوا غيره ممن لا ينفع ولا يضر
تولاهم الله ولطف بهم، وأعانهم على ما فيه الخير، والمصلحة في دينهم ودنياهم ودفع عنهم بإيمانهم كل
مكروه كما قال عز وجل : {إن الله يدافع عن الذين ءامنوا} .
وأما الذين كفروا، فإنهم لما تولوا غير وليهم ولاهم الله ما تولوا لأنفسهم، وخذلهم ووكلهم، إلى رعاية من
تولاهم ممن ليس عنده نفع ولا ضر، فأضلوهم، وأشقوهم، وحرموهم هداية العلم النافع، والعمل الصالح،
وحرموهم السعادة الأبدية وصارت النار مثواهم خالدين فيها مخلدينٍ: اللهم تولنا فيمن توليت. والله عز وجل
يحب أولياءه وينصرهم ويسددهم والولي لله هو العالم بالله المواظب على طاعته المخلص في عبادته المبتعد
عن معصية الله.ومن عادى هذا الولي لله فالله عز وجل يعلمه بالحرب ، قال صلى الله عليه وسلم فيما يرويه
عن ربه تبارك وتعالى : ((إن الله يقول من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب ، وما تقرَّب إلي عبدي بشيء أحبَّ
إلي مما افترضته عليه . وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به،
وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه ولئن أستعاذني
لأعيذنه ، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته). والمعنى
أنه إذا كان ولياً لله عز وجل فالله يحفظه ويسدده، ويوفقه حتى لا يسمع إلا إلى ما يرضي مولاه، ولا ينظر إلا
إلى ما يحبه مولاه ، ولا تبطش يداه إلا فيما يرضي الله ، ولا تمشي قدماه إلا إلى الطاعات فهو موفق مسدد مهتد
ملهم من المولى وهو الله عز وجل ولهذا فسَّر هذا الحديث بهذا أهل العلم كابن تيمية وغيره ولأنه جاء في
رواية الحديث رواية أخرى : ((فبي يسمع، وبي يبصر، وبي يبطش وبي يمشي )) هذا يدل على نصرة الله
لعبده، وتأييده، وإعانته، فيوفقه الله للأعمال التي يباشرها بهذه الأعضاء، ويعصمه عن مواقعة ما يكره الله
عز وجل.

المولى

(المولى) اسم يقع على جماعة كثيرة فهو: الرب، والمالك، والسيد، والمنعم، والمعتق، والناصر، والمحب،
والتابع، والجار، وابن العم، والحليف، والصهر، والعبد، والمنعم عليه، وأكثرها قد جاء في الحديث فيضاف كل
واحد إلى ما يقتضيه الحديث الوارد فيه وكل من ولي أمراً أو قام به فهو مولاه، ووليه، وقد تختلف مصادر
هذه الأسماء: فالوَلايَةُ- بالفتح – في النسب، والنصرة والمُعتِق.
والوِلاية-بالكسر-في الإمارة، والولاء المعتَق، والموالا من والى القوم.
والله عز وجل هو المولى: { ليس كمثله شيء وهو السميع البصير} فهو المولى، والرب الملك، السيد، وهو
المأمول منه النصر والمعونة. لأنه هو المالك لكل شيء. وهو الذي سمى نفسه عز وجل بهذا الاسم فقال سبحانه
{فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير }. وقال سبحانه وتعالى :
{ وإن تولّوا فاعلموا أن الله مولاكم نعم المولى ونعم النصير } وقال الله سبحانه:{ذلك بأنَّ الله مولى الذين آمنوا
وأن الكافرين لا مولى لهم} والله سبحانه وتعالى هو مولى الذين آمنوا وهو سيدهم وناصرهم، على أعدائهم فنعم
المولى ونعم النصير، فالله عزَّ وجل هو الذي يتولى عباده المؤمنين ويوصل إليهم مصالحهم، وييسر لهم منافعهم
الدينية والدنيوية (ونعم النصير) الذي ينصرهم ويدفع عنهم كيد الفجار وتكالب الأشرار ، ومن الله مولاه وناصره
فلا خوف عليه ومن كان الله عليه فلا عز له ولا قائمة تقوم له.
فالله سبحانه هو مولى المؤمنين فيدبرهم بحسن تدبيره فنعم المولى لمن تولاه فحصل له مطلوبه ونعم النصير لمن
استنصره فدفع عنه المكروه ، وقال الله عز وجل:{بل الله مولاكم وهو خير الناصرين} ومن دعاء المؤمنين لربهم
تبارك وتعالى ما أخبر الله عنهم بقوله:{أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين} أي أنت ولينا وناصرنا وعليك
توكلنا وأنت المستعان وعليك التكلان ولا حول ولا قوة لنا إلا بك. وقال عز وجل:{إن تتوبا إلى الله فقد صغت
قلوبكما وإن تظاهرا عليه فإنَّ الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين}. وقال:{قد فرض الله لكم تحلَّة أيمانكم
والله مولاكم وهو العليم الحكيم } .
وقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة حينما قال لهم أبو سفيان لنا العُزى ولا عُزى لكم فقال :
(( قولوا الله مولانا ولا مولى لكم )) .

يتــــ إن شاء الله ــــع





التوقيع








    رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are معطلة


مــــواقـــع صـــديــقــة مــــواقـــع مـــهــــمــــة خـــدمـــــات مـــهـــمـــة
إديــكـبـريــس تربويات
منتديات نوادي صحيفة الشرق التربوي
منتديات ملتقى الأجيال منتديات كاري كوم
مجلة المدرس شبكة مدارس المغرب
كراسات تربوية منتديات دفاتر حرة
وزارة التربية الوطنية مصلحة الموارد البشرية
المجلس الأعلى للتعليم الأقسام التحضيرية للمدارس العليا
مؤسسة محمد السادس لأسرة التعليم التضامن الجامعي المغربي
الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي التعاضدية العامة للتربية الوطنية
اطلع على وضعيتك الإدارية
احسب راتبك الشهري
احسب راتبك التقاعدي
وضعية ملفاتك لدى CNOPS
اطلع على نتائج الحركة الإنتقالية

منتديات الأستاذ

الساعة الآن 16:08 لوحة المفاتيح العربية Profvb en Alexa Profvb en Twitter Profvb en FaceBook xhtml validator css validator

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd