الموضوع: الزهد
عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-03-26, 21:40 رقم المشاركة : 1
aboukhaoula
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية aboukhaoula

 

إحصائية العضو









aboukhaoula غير متواجد حالياً


وسام المشاركة في دورة HTML

وسام المشاركة

وسام المركز الثاني في مسابقة نتخلق بخلقه لنسعد بقر

وسام المركز الثاتي في  المسابقة االرمضانية الكبرى

وسام المراقب المتميز

افتراضي الزهد


قال تعالى :{ما عندكم ينفذ و من عند الله باق}[سورة النحل:الاية 96] , و قالتعالى:{اعلموا إنما الحياة الدنيا لعب و لهو و زينة و تفاخر بينكم و تكاثر فيالاموال و الاولاد, كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما, و في الاخرة عذاب شديد و مغفرة من الله و رضوان , و ما الحياة الدنيا إلا متاعالغرور}[الحديد:20]
فالقرآن مملوء من التزهيد في الدنيا , و الاخبار بخستها وقلتها و انقطاعها, و سرعة فنائها ,و الترغيب في الاخرة , و الاخبار بشرفها و دوامها , فإذا أراد الله بعبد خيرا , أقام في قلبه شاهدا يعاين به حقيقة الدنيا و الاخرة , و يؤثر منهما ما هو أولى بالايثار. و قد أكثر الناس من الكلام في" الزهد", و كلأشار إلى ذوقه, ونطق عن حاله و شاهده , فإن غالب عبارات القوم عن أذواقهم و أحوالهم , و الكلام بلسان العلم , أوسع من الكلام بلسان الذوق , و أقرب إلى الحجة والبرهان.
و سمعت شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله ,يقول :الزهد ترك ما لا ينفعفي الاخرة , و الورع ترك ما تخاف ضرره في الاخرة.
و هذه العبارة من أحسن ما قيلفي "الزهد" و" الورع" و أجمعها.
و قال سفيان الثوري : الزهد في الدنيا قصر الامل , ليس بأكل الغليظ , و لا لبس العباء.
ذلك أن الزهد في الشيء في لغة العرب _التيهي لغة الاسلام _الانصراف عنه احتقارا له,و تصغيرا لشأنه للاستغناء عنه بخير منه,ولم بجيء في القرآن إلا في شأن الذين شروا يوسف {بثمن بخس دراهم معدودة و كانوا فيهمن الزاهدين}[يوسف :الاية20]
فالزهد فيما انعم الله و تفضل به على الانسان فيهذه الحياة , بما جعله بلاء و عونا للمهتدين على الايمان و الهدي و صالح الاعمالللمتقين , فيكون باقيا صالحا للآخرة, و عونا على الكفر و الفسوق و العصيان, عندالغافلين الكافرين الزهد في ذلك : إعراض عن نعم الله و تحقيرها , و ليس هذا من هديرسول الله صلى الله عليه و لا هدي أصحابه,
و قال الجنيد: الزهد في قوله تعالى {لكيلا تأسوا على ما فاتكم و لا تفرحوا بما ءاتاكم , و الله لا يحب كل مختالفخور}[الحديد:23] فالزاهد لا يفرح من الدنيا بموجود , و لا يأسف منها علىمفقود.
و قال يحيى بن معاذ :الزهد يورث السخاء بالملك , و الحب يورث السخاءبالروح .
و قال بن الجلاء:الزهد هو النظر إلى الدنيا بعين الزوال ,فتصغر في عينك , فيسهل عليك الاعراض عنها.
و قيل : هو القلب عن الدنيا بلا تكلف.
و قالالجنيد:الزهد خلو القلب عما خلت منه اليد.
و قال الامام احمد:الزهد في الدنياقصر الامل.
و عنه روايةاخرى:أنه عدم فرحه بإقبالها,و لا حزنه على إدبارها, فإنهسئل عن الرجل يكون معه ألف دينار , هل يكون زاهدا؟قال : نعم, ألا يفرح إذا زادت, ولا يحزن إذا نقصت.
و قال أبو سليمان الداراني:ترك ما يشغل عن الله.
و سألرويم عن الزهد ؟فقال:استصغار الدنيا ,و محو آثارها من القلب.و قال مرة:هو خلو اليدعن الملك , و القلب عن التتبع.
و السلام عليكم





التوقيع

إذا الشّعب يوما أراد الحياة **** فلا بد أن يستقيم البشر
و لا بد للجهل إن ينجلي **** و لا بد للعلم أن ينتشر
و لا بد للشعب أن يرجع **** إلى عز دين به ننتصر
إلى رحب شرع إلى مسجد **** إلى نور علم به مزدجر
إلى سنة النبي المصطفى **** ففيها الهدى و الضيا و الدرر
... إلى نور قرآننا المنزل **** رسول كريم به قد نزل
إلى شرعة ربنا السمحة **** ففيها النجاة و فيها الضّفر
و فيها الخلاص و فيها المناص **** من الظلمات و من كل شر
فيا شعب إسلامنا الماجد **** أنيبوا و عودوا إلى مقتدر
و توبوا إلى الله كي تفلحوا **** و تنجوا و إلا فبئس المقر

    رد مع اقتباس