عرض مشاركة واحدة
قديم 2023-06-22, 22:18 رقم المشاركة : 1
تيتوة
أستـــــاذ(ة) جديد
إحصائية العضو








تيتوة غير متواجد حالياً


افتراضي الأستاذ أحمد بوكماخ مؤلف.





الأستاذ أحمد بوكماخ مؤلف،معلم، مؤطر …”بورتري” عن أعظم رجل عرفته المدرسة المغربية منذ الاستقلال :

ب حامد الزيدوحي .



قد لا يعرفه الكثيرون من الجيل الجديد، وقد يسمعون اسمه خلال كل نقاش حول إصلاح التعليم، دون أن يعرفوا من هو ولا فضله على النظام التعليمي بالمغرب. لكن اسم *أحمد بوكماخ*، معروف لدى غالبية المغاربة الذين كانوا طلابًا في المدارس الحكومية المغربية خلال السنوات الأولى للاستقلال أو خلال السبعينيات.
انطلق من المسرح إلى السياحة، وصولا إلى التدريس بالمستوى الابتدائي، الذي يدين له بالفصل الكبير، كونه من مؤسسي أولى لبنات النظام التعليمي بعد الاستقلال.
*نشأته ومساره*:
*ولد أحمد بوكماخ في طنجة عشرينات القرن الماضي، وسط حرب الريف. توفيت والدته عندما كان يبلغ من العمر ثمان سنوات فقط، مما جعله يعيش طفولة صعبة.
عمل طفلا صغيرا في متجر والده، حيث تبيع الأسرة مواد غذائية ومنتجات استهلاكية، و كتب و روايات. هناك تشكلت شخصية الشاب بوكماخ من خلال مزاوجته بين العمل والدراسة.
ستؤمن شقيقته، بعد سنوات ، حصول أحمد على مقعد في المدرسة القرآنية بالمسجد الكبير في مدينة البوغاز، و بعد عدة سنوات، سينهي تعليمه، ليصبح مدرسًا في نفس المدرسة التي درس فيها.
في سن الــ 18، سيصبح أحمد عضوًا نشطا في حزب الشورى والاستقلال، وسجن والده لاحقا بالرباط بسبب نشاط ابنه السياسي، بعد أن عثرت السلطات الاستعمارية على لافتات تطالب بالاستقلال في متجر العائلة. خلال هذه الفترة العصيبة، سيصبح أحمد أيضًا مسؤولاً عن عائلته، وتوفير احتياجات إخوانه الصغار وإدارة المتجر.
*من المؤلفات المسرحية إلى الكتب المدرسية:
انطلق إبداع بوكماخ في الكتابة والتأليف قبل كراسة “إقرأ” التي اشتهر بتأليفها بكثير، فما لا يعرفه الجميع، هو أن أحمد كان مؤلف مسرحيات في سنوات الأربعينيات. وبين “نور من السماء”، “رسالة فاس” و “فريدة بنت الحداد”، حاول بوكماخ من خلال مسرح “سيرفانتيس” بطنجة، أن يزرع روح الوطنية في الشباب و محبي المسرح.
و لا زالت مؤلفاته المسرحية تؤثث أركان كتب العلامة عبد الله كنون، الذي كان الأب الروحي والمدرس والمؤطر لأحمد بوكماخ. مؤلفات هدفها كان بالأساس بث نفس الوطنية ودفع أهواء المستعمر من نفوس الأطفال المغاربة.
*كراسة “إقرأ”.*. كتاب أجيال
عقب اختطاف أحد أصدقائه والمشاكل التي عانى منها الحزب الذي كان منخرطا فيه و زواجه، قرر أحمد بوكماخ إنهاء انخراطه السياسي، الأمر الذي سيمنحه الكثير من الوقت لتكريسه لنشر الكتب وتأليفها. و رفقة عبد الله كنون، سيؤلف سلسلة كتب “إقرأ” بكل قصصها المستوحاة من قصص بالفرنسية والإسبانية والصينية حتى هي.
الفكرة انطلقت من إعداد دليل مدرسي باللغة العربية، يسهل تعليمه للطلاب في فصله. فكل الكتيبات التي كانت متوفرة آنذاك، كلها باللغة الفرنسية. ليصبح هذا الدليل، الذي طبعت نسخته الأولى عام 1954، أولى لبنات النظام التعليمي الابتدائي بطنجة، ومنه بالمغرب كله.
وتتكون مجموعة “إقرأ” من خمسة كتب مدرسية، تدرس لمدة خمس سنوات من التعلم، وفي نهايتها يفوز الطالب بديبلوم “الشهادة” الشهير آنذاك، ويفوز بتقدير أسرته و ربما عملا في الوظيفة العمومية حتى.
*رسومات جميلة وقصص مفيدة
نظرًا لاستيراد المغرب للكتب المدرسية من مصر و لبنان، أصبحت سلسلة “إقرأ” و “التلاوة”، أساسًا للتعليم الابتدائى لعدة أجيال حتى ثمانينيات القرن الماضي. ومع طبعات جديدة طبعت في 1956 و 1957 ثم 1958، كانت تستند إلى جمل قصيرة و مختصرة و تتسم بالكثير من السهولة، وتشكل صورا و رسومات تبسط الدروس للطلاب. كما أراد أحمد بوكماخ أن يضع دليلاً واحداً لكل مستوى، يحتوي على عدة موضوعات مثل تعلم اللغة العربية والكتابة والقرآن.
وابتكر أحمد بوكماخ، عدة كتب مدرسية ونشرها بعد سنوات قليلة من تأليفها، ويتعلق الأمر ب”الفصحى” من خمسة مجلدات، و “الرياضيات” ثم “القراءة”. وهي كتب مدرسية تجمع بين القصص الرائعة والرسومات والصور لتحفيز فضول التلاميذ وتقوية ذكرياتهم البصرية. وتعاون أحمد بوكماخ مع عدد من المثقفين المغاربة، منهم الرسام أحمد شبعة، ورسام الكاريكاتير أحمد الشنتوف.
وعلى الرغم من استبدال كتبه المدرسية بكتب تعليمية أخرى في وقت مبكر من الثمانينيات ، إلا أن الإصدارات الجديدة ، ولا سيما من سلسلة “إقرأ”، كانت لا تزال تُطبع حتى عام 2013 وربما حتى اليوم، حيث تستعمل في دروس محاربة الأمية.
ونحن مدينون بالعديد من القصص التي لازال طلاب الستينيات والسبعينيات والثمانينيات وحتى منتصف التسعينيات، يتذكرونها كما لو كانوا قد تعلموها أمس. حيث تقف كتب أحمد بوكماخ وراء بناء أجيال لازالت تسمى إلى الآن بالأجيال الذهبية.






    رد مع اقتباس