عرض مشاركة واحدة
قديم 2020-05-10, 18:31 رقم المشاركة : 39
خادم المنتدى
مدير التواصــل
 
الصورة الرمزية خادم المنتدى

 

إحصائية العضو








خادم المنتدى غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي رد: قصة سيدنا محمد كاملة مكملة ونسبه


"المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار"

وكما قام النبي صلى الله عليه وسلم ببناء المسجد مركز التجمع والتآلف؛ قام بعمل آخر من أروع ما يحفظه التاريخ، وهو عمل المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار. قال ابن القيم: ثم آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار، في دار أنس بن مالك، وكانوا تسعين رجلا نصفهم من المهاجرين ونصفهم من الأنصار، آخى بينهم على المواساة، ويتوارثون بعد الموت دون ذوي الأرحام إلى حين وقعة بدر، فلما أنزل الله عز وجل {وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض } [ 75:8] رد التوارث دون عقد الاخوة. وقد جعل الرسول صلى الله عليه وسلم هذه الأخوة عقدا نافذا، لا لفظا فارغا، وعملا يرتبط بالدماء والأموال لا تحية تثرثر بها الألسنة ولا يقوم لها أثر. وكانت عواطف الإيثار والمواساة والمؤانسة تمتزج في هذه الأخوة وتملأ المجتمع الجديد بأروع الأمثال. فقد روى البخاري أنهم لما قدموا المدينة آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين عبد الرحمن بن عوف وسعد بن الربيع فقال سعد لعبد الرحمن: إني أكثر الأنصار مالا، فاقسم مالي نصفين، ولى امرأتان فانظر أعجبهما إليك فسمها لي، أطلقها، فإذا انقضت عدتها فتزوجها، قال: بارك الله لك في أهلك ومالك، وأين سوقكم؟ فدلوه على سوق بني قينقاع، فما انقلب إلا ومعه فضل من أقط (طعام من لبن الإبل) وسمن، ثم تابع الغدو، ثم جاء يوما وبه أثر صفرة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: مهيم ؟ (كلمة يمانية معناها ما الذي أرى بك) قال: تزوجت. قال: كم سقت إليها؟ قال: نواة من ذهب. وروى البخاري عن أبي هريرة قال: قالت الأنصار للنبي صلى الله عليه وسلم: اقسم بيننا وبين إخواننا النخيل. قال: لا، فقالوا: فتكفونا المؤنة، ونشرككم في الثمرة. قالوا: سمعنا وأطعنا. وهذا يدلنا على ما كان عليه الأنصار من الحفاوة البالغة بإخوانهم المهاجرين، ومن التضحية والإيثار والود والصفاء وما كان عليه المهاجرون من تقدير هذا الكرم حق قدره، فلم يستغلوه ولم ينالوا منه إلا بقدر ما يحفظ حياتهم. وحقا فقد كانت هذه المؤاخاة حكمة فذة، وسياسة صائبة حكيمة، وحلا رائعا لكثير من المشاكل التي كان يواجهها المسلمون، والتي أشرنا إليها. وكما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم بعقد المؤاخاة بين المؤمنين قام بعقد معاهدة أزاح بها كل ما كان من حزازات الجاهلية والنزعات القبلية، ولم يترك مجالا لتقاليد الجاهلية، وهاك بنودها ملخصا: هذا كتاب من محمد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بين المؤمنين والمسلمين من قريش ويثرب ومن تبعهم فلحق بهم، وجاهد معهم: 1 ـ أنهم أمة واحدة من دون الناس. 2 ـ المهاجرون من قريش على ربعتهم (أي حالتهم التي وجدها عليهم الإسلام) يتعاقلون بينهم (أي يعقل بعضهم عن بعض، والعقل: الدية) وهم يفدون عانيهم (أي أسيرهم) بالمعروف والقسط بين المؤمنين، وكل قبيلة من الأنصار على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة منهم تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين. 3 ـ وأن المؤمنين لا يتركون مفرحا بينهم (أي المثقل بالدين) أن يعطوه بالمعروف في فداء أو عقل(أي دية). 4 ـ وأن المؤمنين المتقين على من بغى عليهم، أو ابتغى ظلما (أي طلب إتاوة بالظلم) أو إثم أو عدوان أو فساد بين المؤمنين. 5 ـ وأن أيديهم عليه جميعا، ولو كان ولد أحدهم. 6 ـ ولا يقتل مؤمن مؤمنا في كافر. 7 ـ ولا ينصر كافرا على مؤمن. 8 ـ وأن ذمة الله واحدة يجير عليهم أدناهم. 9 ـ وأن من تبعنا من يهود فإن له النصر والأسوة، غير مظلومين ولا متناصرين عليهم. 10 ـ وأن سلم المؤمنين واحدة، ولا يسالم مؤمن دون مؤمن في قتال في سبيل الله إلا على سواء وعدل بينهم. 11ـ وأن المؤمنين يبيء بعضهم على بعض بما نال دماءهم في سبيل الله (البواء: المساواة، والمقصود أنهم يد واحدة يثأرون لبعضهم). 12 ـ وأنه لا يجير مشرك مالا لقريش ولا نفسا، ولا يحول دونه على مؤمن. 13 ـ وأنه من اعتبط مؤمنا قتلا (أي قتله بلا جناية) عن بينة فإنه قود به (أي عليه الدية) إلا أن يرضى ولي المقتول. 14 ـ وأن المؤمنين عليه كافة ولا يحل لهم إلا قيام عليه. 15 ـ وأنه لا يحل لمؤمن أن ينصر محدثا (أي مجرما) ولا يؤويه، وأنه من نصره أو آواه فإن عليه لعنة الله وغضبه يوم القيامة، ولا يؤخذ منه صرف ولا عدل. 16 ـ وأنكم مهما اختلفتم فيه من شئ فإن مرده إلى الله عز وجل وإلى محمد صلى الله عليه وسلم.





    رد مع اقتباس