عرض مشاركة واحدة
قديم 2020-05-06, 09:48 رقم المشاركة : 2
خادم المنتدى
مدير التواصــل
 
الصورة الرمزية خادم المنتدى

 

إحصائية العضو








خادم المنتدى غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي رد: ابن قيم الجوزية


يقول أبن القيم في دواعي المحبة وبتعلقاتها....

ان التناسب الذي بين الأرواح من أقوى أسباب المحبة
فكل امرئ يصبو الى ما يناسبه
ولا ريب ان وقوع هذا القدر بين الأرواح أعظم من وقوعه بين الجمادات كما قيل :
محاسنها هي هيولي كل حسن ومغناطيس افئدة الرجال
(هيولي : الشيء الذي يصنع منه الشيء كما في المعجم )
وما الحب من حسن ولا من ملاحة ولكنه شيء به الروح تكلف
فقال بعضهم لمحبوبته : صادفت فيك جوهر نفس ومشاكلها في كل احوالها , فانبعثت نفس نحوك وانقادت اليك وانما هويت نفسي وهذا صحيح من وجه , فان المناسبة علة الضم شرعا وقدرا
وشاهد هذا بالاعتبار ان احب الاغذية الى الحيوان ما كان اشبه بجوهر بدونه واكثر مناسبة له,
وكلما قويت المناسبة بين الغاذي والغذاء كان ميل النفس اليه اكثر , وكلما بعدت المناسبة حصلت النفرة عنه,
ولا ريب ان هذا قدر زائد على مجرد الحسن والجمال , ولهذا كانت النفوس الشريفة الزكية العلوية تعشق صفات الكمال بالذات , فاحب شيء اليها العلم والشجاعة والعفة والجود والاحسان والصبر والثبات لمناسبة هذه الاوصاف لجوهرها
بخلاف النفوس اللئيمة الدنية فانها بمعزل عن محبة هذه الصفات وكثير من الناس يحمله على الجود والاحسان فرط عشقه ومحبته له التي يجدها في بذله كما قال المأمون : لقد حبب الي العفو حتى خشيت ان لا أوجر عليه .
وقيل للامام أحمد بن حنبل _رحمه الله _ تعلمت هذا العلم للعلم ؟ فقال: اما لله فعزيز ولكن شيء حبب الي ففعلته .
وقال آخر : اني لافرح بالعطاء وألتذ به اكثر وأعظم مما يفرح الآخذ بما ياخذه مني
وفي هذا قيل في مدح بعض الكرماء من ابيات:
وتأخذه عند المكارم هزة كما أهتز عند البارح الغصن الرطب
(البارح:الريح الحارة في الصيف كما في القاموس)








    رد مع اقتباس