" وأهدى لها مرة زجاجة من العطر الثمين وكتب معها : " يا زجاجة العطر ، اذهبي إليها وتعطري بمس يديها وكوني رسالة قلبي لديها. وها أنذا أنثر القبلات على جوانبك ، فمتى لمستك فضعي قبلتي على بنانها ، وألقيها خفية ظاهرة في مثل حنوّ نظرتها وحنانها، والمسيها من تلك القبلات معاني أفراحها في قلبي ومعاني أشجانها. وها أنذا أصافحك فمتى أخذتك في يدها فكوني لمسة الأشواق ، وها أنذا أضمك إلى قلبي فمتى فتحتك فانثري عليها في معاني العطر لمسات العناق. **** إنها الحبيبة يا زجاجة العطر! وما أنت كسواك من كل زجاجة مُلأت سائلا ، ولا هي كسواها من كل امرأة مُلأت حسنا ، وكما افتنت الصناعة في إبداعك واستخراجك افتنت الحياة في جمالها وفتنتها ، حتى لأحسب أسرار الحياة في غيرها من النساء تعمل بطبيعة وقانون ، وفيها وحدها تعمل بفن وظرف. وأنت سبيكة عطر كل موضع منك يأرج ويتوهج ، وهي سبيكة جمال كل موضع فيها يستبي ويتصبى؟ وما ظهرت معانيك إلا أفعمت الهواء من حولك بالشذا ، ولا ظهرت معانيها إلا أفعمت القلوب من حولها بالحب . وكلتاكما لا تمس أحد منهما إلا تلبس بها فلا يستطيع أن يخلص منها ، و لا يستوى له أن يخلص منها. أنت عندي أجمل أنثى في الطيب من بنات الزهر ، وهي عندي أجمل أنثى في الحب من بنات آدم. ************ يتبع