عرض مشاركة واحدة
قديم 2020-04-13, 20:25 رقم المشاركة : 17
خادم المنتدى
مدير التواصــل
 
الصورة الرمزية خادم المنتدى

 

إحصائية العضو








خادم المنتدى غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي


ملف عن فن العيش السليم من أجل صحة جيدة





إخوتي ...أخواتي آل الأستاذ الكرام ، نعلم أن الإسلام منهج حياة متكامل لجميع شؤون الإنسان: الاجتماعية، والأخلاقية، والاقتصادية، والسياسية، والعلمية، والفكرية، وغيرها.

وإذا كان الإنسان جسدا وروحا، فبالتأكيد سيكون لكل واحد منهما غذاؤه الذي يحافظ به على حياته، ونموّه، وبقائه.

لذا يهمني اليوم أن أخصص ملفا عن فن العيش السليم من خلال التعرف على قواعد العناية بالصحة مستفيدة من نظام الطعام في الإسلام علما أن القليل من علمائنا القدماء- رحمهم الله- من تناول جانب العناية بالجسد، وما يفيده وما يضره من الأغذية والأطعمة، وكيفية الأكل، وأوقاته، وكميته... إلخ، إلا النزر اليسير، كما في كتاب "الطب النبوي" ؛ لابن قيم الجوزية- رحمه الله- ذلك الكتاب القيم المستوعِب لكثير من الأمور الطبية؛ في صحة الجسم، وسلامته، وعلاجه من الأمراض والأسقام، يجمع أكثر ما ورد في ذلك من الأحاديث النبوية الشريفة، مع الحكم عليها بالصحة، أو الحسن، أو الضعف، أو الوضع، وشرحها، وبيان معانيها في كثير من الأحيان، وذكر ما ورد عن الصحابة، والتابعين، والعلماء، والأطباء، والحكماء، وغيرهم، وهو كتاب نفيس في موضوعه، لم يؤلَّف مثلُه في فنه- بحسب اطلاعي المتواضع-

وكذلك كتاب "الطب النبوي"؛ لعبد الملك بن حبيب الأندلسي الألبيري

وكتاب "الأربعين الطبية"؛ لعبداللطيف بن يوسف البغدادي، الذي شرح فيه أربعين حديثًا من "سنن ابن ماجه" عن الطب، وهو كتاب لطيف جيد، فيه علمٌ مفيدٌ ونافعٌ ،

وكتاب "الرحمة في الطب والحكمة"؛ للحافظ السيوطي ، الذي قسَّمه على أبواب كثيرة تعدَّت المائة والتسعين بابًا، أغلبُها في علاج الأمراض، والأسقام، و العاهات، هذا كله في القديم.

وأما في عصرنا فقد أُلِّفَت كتبٌ كثيرةٌ جدًّا، أكثرها لم يأتِ بجديدٍ ذي فائدة، ومن أحسن، وأتقن، وأنفع، وأوسع هذه الكتب كتاب:

"الموسوعة الطبية الفقهية، الجامعة للأحكام الفقهية، في الصحة، والمرض، والممارسات الطبية"
من تأليف الدكتور أحمد محمد كنعان .

إذن إخوتي سيكون الملف بحول الله ملخصا لأهم القواعد الصحية التي تحفظ للإنسان صحته وجسمه من خلال نمط عيش سليم على اعتبار أن شؤون الصحة والمرض هي من أَمس أحوال الإنسان به، وألصقها بحياته اليومية، وأكثرها مواجهة له في جميع حالاته؛ وقد صح عنه- عليه الصلاة والسلام- قوله: ((المؤمن القوي خيرٌ من المؤمن الضعيف، وفي كلٍّ خير)) جزءٌ من حديث أخرجه الإمام مسلم في: "صحيحه" (1/ 2052/ كتاب القدر/ حديث رقم 2664)، وابن ماجه (1/ 31/ المقدمة/ رقم الحديث 194)، وأبو يعلي في مسنده (11/ 124/ رقم 6251)، كلهم عن أبي هريرة- رضي الله عنه.

ولما كانت الصحة والعافية من أجلِّ نِعَم الله على عباده، وأجزل عطاياه، وأوفر مِنَحِه، بل العافية المطلقة من أجلِّ النعم على الإطلاق، فحقيقٌ على من رُزِقَ حظًّا من التوفيق مراعاتها، وحفظها، وحمايتها مما يضادها؛

وقد صح عن النبي- صلَّى الله عليه وسلَّم- من حديث ابن عباس قوله: ((نعمتان مغبونٌ فيها كثيرٌ من الناس: الصحة، والفراغ)) أخرجه البخاري (11/ رقاق/ 233/ رقم 6412)، والترمذي (4/ زهد/ 550/ رقم 2304)، وقال: حسن صحيح، وابن ماجه (2/ زهد/ 1396/ رقم 4170)، كلهم عن ابن عباس- رضي الله عنه.

وقال- صلَّى الله عليه وسلَّم-: ((من أصبح معافًى في جسده، آمنًا في سربه، عنده قوتُ يومه، فكأنما حِيزَت له الدنيا))أخرجه الترمذي (4/ كتاب الزهد/ رقم 2346)، وقال: حديث حسن غريب، وابن ماجه (2/ كتاب الزهد/ 1347/ رقم 4141)، وابن حبان (2/ كتاب الرقاق/ 445- 446/ رقم 671)، والهيثمي في المجمع (10/ 292)، وأبو نعيم في: "الحلية" (5/ 249)، والخطيب في "تاريخه" (3/ 346)، في ترحمة محمد بن الهيثم أبو عيسى المخرمي، (رقم 1475)، والبخاري في: "الأدب المفرد" ص91؛ بعضهم عن سلمة بن عبيدالله بن محصن الأنصاري عن أبيه، وبعضهم عن أبي الدرداء- رضي الله عنهم. .

هكذا إذن إخوتي سنبدأ من أهم القواعد للعناية بالصحة ،فكونوا متتبعين ،ومتفاعلين
جعلها الله في موازين حسنات الجميع .





يتبع مع القاعدة الأولى :
تجنب الإسراف في الطعام





6- وقال أحد الأطباء يوصِي أحدَ الملوك: لا تأكلْ من اللحم إلا فتيا، ولا تشرب الدواء إلا من علة، ولا تأكل الفاكهة إلا في نضجها، وأجد مضغ الطعام، وإذا أكلتَ نهارًا فلا بأسَ أن تنام، وإذا أكلت ليلاً، فلا تنم حتى تمشي ولو خمسين خطوة، ولا تأكلن حتى تجوع، ولا تأكلن طعامًا وفي معدتك طعامٌ، وإياك أن تأكل ما تعجز أسنانك عن مضغه، فتعجز معدتك عن هضمه.



7- وقال الإمام الشافعي- رحمه الله تعالى-: "أربعةٌ تُقَوِّي البدنَ، فذكر منها: أكل اللحم، وأربعةٌ توهن البدن، وذكر منها: الحامض، وكثرة شرب الماء على الرِّيق".



8- وقال طبيب المأمون أحد الخلفاء العباسيين المشاهير."عليك بخصالٍ من حفظها فهو جدير ألا يعتل إلا علة الموت: لا تأكل طعامًا تتعب أضراسُك في مضغه، فتعجز معدتك عن هضمه".



9- ومن جوامع كلمات أبقراط: "كل كثيرٍ فهو معادٍ للطبيعة".



10- قيل لجالينوس: مالَكَ لا تمرض؟ فقال: لأني لم أجمع بين طعامين رديئين، ولم أدخل طعامًا على طعامٍ، ولم أحبس في المعدة طعامًا تأذيتُ منه.

11- أربعةُ أشياءٍ تُمرِضُ الجسم ذكر منها: الأكل الكثير؛ لأنه يفسد المعدة، ويضعف الجسم، ويُولِّد الرياحَ الغليظة، والدواء العسرة.

يتبع





    رد مع اقتباس