الأوفياءُ نجومٌ في العلى سَكَنوا
نورٌ مَنازِلهُمْ و السعيُ إشراقُ

ضِياؤُهُمْ مِنْ ضياءِ الصِّدْقِ جِذْوَتُها
و سِرُّ رِفْعَتِهِمْ في الدهر أخْلاقُ

فَخْرٌ مَحبّتُهُمْ.. طيبٌ نسائمُهُمْ
ترعى شواهِدَهُمْ في القلبِ أشواقُ

نَشْتاقُهُمْ لَوْ أقاموا نُصْبَ أعْيُنِنا
و إن ندَتْ بِهِمُ في الروح أعماقُ

و إنْ نأوا فلهُمْ في النفس منزلة
بها من الوجْدِ و الإعزاز إهراقُ

الأتْقِياءُ هُمُ في الرشد سيرَتُهُمْ
و البِرُّ عادَتُهُمْ و الدأبُ إشفاقُ

ترى شمائلَهُمْ بالحسن ماثلة
كأنّها لُؤْلُؤٌ شالتْه أعناقُ

لا يعرفونَ هوىً للضّنِّ من كرمٍ
ما لمْ تزَلْ حَيّةً في الذات أرماقُ

هُمُ الظِّلالُ على الأرجاءِ سابحة
هُمُ لِصدِّ الأذى في الناس ترياقُ

هُمُ وُلاةُ الهدى.. القائمون به
هُمُ سبيل الندى بالفضل سُبّاق

إنْ عاهدوا أخْلصوا في العهْدِ و التزموا
نهْجَ الوفاء و ما يُمْليه إحقاقُ

أو واجهوا شِدّةً في الحَقِّ لمْ يهِنوا
و لا نَهَتْهُمْ عَنِ الإخلاص أطواقُ

بل زادهُمْ أملا في الله ما صنعوا
فَتاجُ صَبْوَتِهِمْ عَهْدٌ و ميثاقُ

لله ما بذلوا بالحُبِّ صائبةً
يَقِرُّ مِنْ لُطْفِها قَلْبٌ و آماقُ

لَهُمْ مُصافاتُنا القُصْوى و ما حَمَلَتْ
في طَيِّها عَبَقاً و الوُدُّ رَقْراقُ