عرض مشاركة واحدة
قديم 2019-01-31, 20:52 رقم المشاركة : 16
كوردية
مراقب عام
إحصائية العضو







كوردية غير متواجد حالياً


وسام الحضور المميز السيرة 1438ه

وسام مشارك

افتراضي رد: تاريخ ترجمة القرآن الكريم


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صانعة النهضة مشاهدة المشاركة

بوركت يا الغالية كوردية
وأنتظر بصمتك الراقية وإضافتك النافعة





إذا كانت ترجمة أي نص مشروطة فما بالك لو أن (المترجم).. بفتح الجيم.. هو القرآن؟!.. والذي قال عنه. (طه حسين،)،،،،، : القرآن قرآن و بس...!
إن الترجمة ليست مجرد تحويل كلام إلى لغة أخرى ولكن هي تقابل و تكافؤ رموز و إشارات لكلتا اللغتين وتقديم التعابير كما هي و بأمانة تامة.
إن في اللغة الواحدة أعداد هائلة من المترادفات التي تختلف اختلافاً طفيفاً في معانيها ' فبرأي اللغويين فإن الاختلاف في شكل الكلمات و هيئتها دلالة على وجود اختلاف ولو طفيف بين الكلمتين من حيث المعنى.
كما أن لكل لغة نهج معين' لو صح التعبير ' فترجمة نص ليست بالضرورة ترجمة لثقافتها' إذ أن لكل كلمة خلفياتها و ثقافتها المقرونة بها ' عند المتحدثين بها. وعلى ذلك فالمترجم يكابد لكي يترجم كل هذه الأبعاد و ينقلها بأمانة.
كما أن لكل لغة طابع خاص في تركيب الجملة و ترتيب مفرداتها من حيث تقديم المبتدأ على الخبر و تأخير الفعل و الفاعل.. إلخ. بمعنى آخر أنه ليس هناك تشابها تاماً في البناء اللغوي للغتين مختلفتين.
وإن جئنا للقرآن الكريم فالأمر يتصاعد أهمية و صعوبة ' حيث على المترجم أن يكون متوغلا في العلوم الشرعية وخصوصا لو أراد أن تكون ترجمته قريبة من الكمال ولكي لا يضيع على المتلقي معان كثيرة وبالتالي تضمحل الفائدة المرجوة منها..
وحتى أن المهتمين بالشرع يرون بأنه ينبغي على القائم بمشروع الترجمة أن يكون ملما بأديان ناطقي اللغة المنقولة إليها و معتقداتهم.

هەژار...
لقد قرر الكاتب الكوردي هەژار ترجمة القرآن الكريم في 1989 ' ولكن قراره لم يكن سهلا فكلما توسل إليه أصحابه كي يترجمه' كان جوابه :
هذه ليست لعبة يا صاح...!
ويأتي الجواب منهم : إذا لم تقم أنت بذلك فمن سيفعل؟
وأخيرا قرر خوض المغامرة رغم عدم يقينه بمدى نجاعة هذا العمل الضخم.
هەژار الذي ترجم من الفارسية ما لا يحصى ولا يعد' وكانت الترجمة تفوق الأصل أحياناً..!
إذا كان هناك في الترجمة شيء يسهل مهمة المترجم ' كتجاوز يعض الأشياء والتغيير و التعديل وترتيب النص' لكن أكيد هذا الكلام لا يتماشى مع القرآن
و الترجمة لا تصح إلا في حدود آياته المباركة... إذن هو الآن أمام تحد أعظم...
فالبطل لا يظهر قوة عضلاته في المباريات البسيطة و التمرينات العادية ولكن في المسابقات الصعبة تظهر أقصى قوى عضلاته و أوصاله.
إنها فرصة استثنائية لا تتكرر.،.
حيث القرآن هبة سماوية لم تصله يد أحد.
لذا على هەژار ان يظهر كل ما في جعبته من مهارات لغوية و
و تطلعات ثقافية ولا يترك شيئا منها لفرصة أخرى أو عمل آخر.
كان الرجل صحته في تدهور و هو يبذل جهدا كبيرا في هذه الترجمة والذي أدى إلى إعياء تام من خفقان قلبي و استنزاف إذ كان معتكفا ليل نهار

أصبح ملصوقا بقلمه ' بلا راحة بلا استكانة. وفي هذا قالت زوجته (دادە مەعسۆم) : كنت أجلس بجانبه وقت الوجبات و اهيء له سندويچات صغيرة لياكلها وهو لا يكاد يشعر بطعمهاإن كان مالحا أو ينقصه الملح لفرط انشغاله.! وكان الدكاترة يصرون على أنه يحتاج إلى 6 ساعات من النوم يوميا للحفاظ على ما تبقى من صحته ' وكان لا يعترف بذلك ويقول : لو سمعت كلامهم لأصبحت من الأموات الأحياء' انا لا أنام لكي يكون نومي هروبا من الموت.
وبعد مناورات عديدة اتفقوا على أن ينام 4 ساعات في اليوم. ولكنه كان يراوغ في ذلك أيضا و ينسحب من نومه ' ليبدأ من جديد بالترجمة.
وفي نفس العام و في غضون أقل من 9 شهور أكمل ترجمته و سجلها بصوته.
وعلق أحد النقاد على الترجمة و قال :وكأن الملائكة ساعدته في ذلك!
فالفترة التي استغرقتها الترجمة قياسية' إذا ما قارنناها مثلا مع الترجمة الرائعة إلى الفارسية من قبل.. فۆلادۆند...الذي صرف 30 سنة من عمره لهذا العمل الشاق و مراجعته التي دامت سنوات.
أما ..هەژار..فلم يسمح له الموت بمراجعة عمله ' وكلف حفنة من المتخصصين بذلك.
وأخيرا أرى أن عمله عمل جبار و يستحق الثناء' والترجمة على الرغم من اتصافها بالعلمية و المنهجية إلى حد بعيد ' ألا أنها في رأيي الشخصي' تظل في خدمة اللغة الكوردية أكثر من كونها تخدم معاني هذا الكتاب العظيم...
فتراه يعقد بعض الآيات البسيطة في الشكل لا لشيء إلا لتبيان جمالية الكوردية و ثراء مفرداتها وكان واضعا نصب عينيه توحيد اللهجات الكوردية ' فجاءت الترجمة محشوة بمفردات للهەورامية وسائر اللهجات الأخرى.

فهو لم يستخدم ألفاظ محددة للتعبير عن مفردات أو معاني محددة
وذاك لأن إبراز جمالية اللغة كان عنده في المقام الأول.
فمثلا كلمة كافر ' تكرر في القرآن الكريم مرارا' أما هو قابل هذه الكلمة مع عدة كلماتك كوردية والتي تدل على نفس المعنى ' في مواضع متعددة.
وحتى كلمة' ' إذا '' ترجمها كل مرة ب مفردة مختلفة.
وعموما النقاد استحسنوا العمل وقالوا بأن الترجمة أحسن من أحسن الترجمات الفارسية العالمية ورأوا بأنه لو كانت لغتنا معروفة في العالم ' لحازت بجائزة نۆبل الأدبية.
وأخيرا ترجمة القرآن الكريم عمل ضروري لارواء عطش من لا يجيدون العربية ولكي تكون جسرا بينهم وبين القرآن المبارك' ذلك الكتاب المنزل للبشرية جمعاء.
كوردية...







    رد مع اقتباس