عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-03-24, 13:13 رقم المشاركة : 6
مريم الوادي
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية مريم الوادي

 

إحصائية العضو







مريم الوادي غير متواجد حالياً


وسام المراقبة المتميزة

c6 رد: مريم قصة تكتبها القصيدة وترويها الشمس -1-


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نزيه مشاهدة المشاركة
الجو العام يكتب نفسه من خلال القصة.. كانت تلك خلاصة وددت أن أستهل بها هذه القراءة/ المحاولة للإقتراب أكثر من إبداع الكاتبة النابضة بالحيوية أختنا مريم الوادي.

وكعادتي أثناء كل قراءة ، أحاول أن أتوقف قليلا قرب العنوان ، و الذي تتجلى وظيفته الأساسية في التحديد و التسمية ، حيث يفتح المجال أمام توقع القارئ ، بل ويثير فضوله للبحث عن المعنى و الدلالة ..
ف " مريم قصة تكتبها القصيدة و ترويها الشمس " هي في حد ذاتها ومضة يتوقف عندها المتلقي طويلا لفك طلاسم حرفها ، أي كونها تشكل لغزا يغيب سياقه الثقافي الذي يؤطره ، ويظل مفتوحا على التأويل العقلي الذي يتجاوز العنوان - النص !
فحسب اعتقادي ، عنوان القصة لا يشكل سياقا شاذا أو نشازا ، وإنما رسما و علامة متداخلة العناصر لن يظهر سياقها الدلالي إلا ضمن المتن المُنتظر.

من جهة ثانية ، الكاتبة / الساردة أو الفاعل اللغوي ، مهما حاولت التخفي وراء الأحداث وتبرئة نفسها منها ، أو على الأقل تسجيل حياديتها ، فثمة علامات في النص تشير إلى مؤلفته و درجة علاقتها ببطلة الحكاية :
- فهي التي وصفت لنا الإطار العام الذي تدور فيه الحكاية وخاصة تلك المقدمة التي تستدعينا للتعرف على بطلة القصة ، الصغيرة مريم.
- الكاتبة / الساردة قامت بتقديم الشخصيات ، والتي ظهر أنها تعرف " كل شيء عنها " بل و أباحت لنفسها البوح ببعض الأسرار الغامضة والتي تخص بصورة قريبة جدا بطلتنا مريم الصغيرة ..
- قامت بالتلخيصات الزمنية و التوقفات الوصفية وذلك فعل فني ذاتي تتحكم في شأنه معطيات ذاتية و موضوعية ، وعلى رأسها وعي الكاتبة بالمساحة المسموحة للكتابة دون الإخلال بتراكمات الأحداث..
- الأحكام التي أطرت اتجاه الحكاية ، دفعتنا كمتلقين بسطاء إلى التساؤل عن الصوت السردي للبطلة!وما مدى مصداقية تلك الأحكام ؟؟
- التذكر الإسترجاعي المرافق لتقنية الوصف المُقتضب ، عملا على إظهار التجربة التقنية للكاتبة / الساردة وفق حدود الرغبة في اختراق جدار الصمت ، صمت الطفولة أقصد..


وكنظرة شمولية للنص أقول : ان الواقع الحكائي يُحيل إلى مرجعية اجتماعية عشناها رفقة بطلتنا مريم ، وهي تقطع المسافة الفاصلة بين البيت و المدرسة ..( الطقس المطير – الوصف الشامل للشخصية / البطلة مريم ، موانع وصولها المبكر لحجرة الدرس - الوصول لتحقيق حلم التفوق...)
وقد تعاملت الكاتبة / الساردة مع هذا الواقع الحكائي انطلاقا من استرجاعاتها و متخيلاتها ثم أضفت عليها واقعا خطابيا جميلا ، لنحصل نحن كقراء على صيغة نهائية حالمة .. وهي دعوة لنا كي نحافظ على التزامنا المُفترض ، والذي يقضي بأن نتعامل مع النص باعتباره نصا تخييليا ، يُقدم تجربة انسانية ضمن قالب إبداعي رائع .

أبدعت أيتها الكاتبة المتألقة ... وتلك كانت لمسة قصيرة للتشجيع والدعوة إلى الإستمرار في إنتاج الأجود.

مودتي.

تخجل أصابعي وتحمر في وجل
ماذا أضيف بعد لهذا الجمال
وهو كوجه الملاك مكتمل
بوركت اخي الفاضل
أنت من يفتح في النص نوافد أخرى
انت من يجعل التفاصيل تنبض

عنوان النص ولد بعد مخاض عسير واستشرت حوله مع كاتب أردني شقيق وأديبة جزائرية على منتدى آخر
كان العنوان في البدء:
مريم قصة تكتبها الريح وتحكيها الشمس
فلم ارتح كثيرا لكلمة الريح لدلالتها السلبية وهي تعصف بكل جميل وتحصد في طريقها كل حلو..
ففكرت في القصيدة على اعتبار ان القصة ستكون موسيقية نوعا ما في لغة حكيها
وعلى اعتبار ان البطلة يوما ما...
اتركها للأجزاء القادمة
هه
فاستشرت مع الأخوين معا حول العنوان
فوقع الاختيار على القصيدة بدل الريح
بالنسبة لعلاقة الساردة بالبطلة أقول بانها علاقة عشق وتخفي
الساردة هنا عدسة تدور في كل اتجاهات مريم
إنها تعرف كل التفاصيل
وتعرف مالا تعرفه البطلة نفسها عن نفسها
بوركت وبوركت محبرتك الذهبية الثمينة
التي لا تبخل على الحرية بهذه الذرر
والله إنه لفخر لي ان أحضى بهاته القراءة من ناقد موهوب في هامتك
لك مني كل المنى
إلى موعد آخر من مواعيد البوح على باب الشمس






    رد مع اقتباس