على رسلك يا أحمد... | تمنطقت بحزام جلدي ، كان ملقى على الأرض بجوار الباب الخشبي المهترئ ،ولفّته حول خصرها النّحيل لفّا... وقف الحمار قرب الصخرة المجاورة للحضيرة ،وأكأنه مأمور على فعل ذلك .... ركبت الأم المطيّة بسولة،وتوجهت الى الغابة لجمع حطب التدفئة ... تفاجأت بإبنها يتبعها وهو يجرّ نعاله وأسماله الرثة ويلهث. ـ الى أين يا ابني؟ ـ ذاهب معك لجلب الحطب، يا أمّي... ـ عد إلى البيت ،فالحمار هزيل ،ولا يقوى على حملنا معا! . فأصرّ الطفل على مساعدة أمّه ،فانصاعت لرغبته .... وفرة الحطب ،ساعدت الأم وطفلها على جمع حمولة تكفي لأيام .. في غفلة من أمّه، تسلّق الطفل شجرة زيتون لجلب أحد الفروع اليابسة،وفجأة تكسّر تحت قدميه،فالتصق بجدع الشجرة وصاح: ـ أمّي ..أمّي ..النجدة ! ـ جاءت الأم مهرولة قائلة :على رسلك يا أحمد ، لا تخف ...فإنك لا تبعد عن الأرض بأكثر من شبر! فارتمى الطفل الى عنق أمّه وابتسم ضاحكا ،وقال : ـ كنت أريد فقط أن تضمّيني الى صدرك كما عهدتك،وأتدثر بعطر شعرك المُخضّب بالحناء والقرنفل ..! ........................ تحية لأمهاتنا رمز النضال والعطف والحنان ،ورحم الله من رحلن الى دار البقاء... دمتم بخير بقلم أحمد خوية 08/08/2018 | التوقيع | يبقى الصمت أفضل
حين يغيب الرد
| آخر تعديل a.khouya يوم 2018-08-08 في 23:05. |