2018-07-04, 12:04
|
رقم المشاركة : 101 |
إحصائية
العضو | | | رد: حصرى على منتديات الأستاذ:يوميات أستاذ | فور وصولي المدرسة ناداني المدير ' ليطلب مني اجراء اختبار مادة الدين للطلاب ' لأن مدرسة المادة كانت غائبة عن المدرسة بسبب عزاء... وكان الاختبار شفويا ' فناولني ورقة الاسئلة. انصرفت ودخلت الصف المقصود كي انجز المهام الذي كلفني به . ناديت اول طالب وطرحت بعض الأسئلة المدونة أمامي في الورقة ' فوقف مدهوشا يرمقني بنظرة استغراب وقال باصرار : هذه الاسئلة ليست لنا .. وبما أن الطالب كان من الجادين المهتمين ' أخذت كلامه على محمل الجد ' فسألت طلابا آخرين رأيهم عن الأسئلة ' فأكدوا لي ذلك . ذهبت رأسا الى المدير ' وقلت له بأن الأسئلة ربما لصف آخر.. أخذ مني الأسئلة ونظر اليها دونما اهتمام وقال : أوكي ' لا مشكلة و رماها في سلة المهملات بعد تمزيقها ... وقال : اكتبي كم سؤالين هكذا و امتحنيهم و خلاص.. فقلت : وكيف ذلك وانا لا إلمام لي بمادتهم ؟ فقال : المهم ' دبري الأمر ' اسألي كم أسئلة و خلاص ' هي مادة الدين ! يعني ليست مهمة كثيرا ' وطبعا تستطيعين ذلك . إذن كان علي ان ابتكر دورا اخر في حياتي داخل المدرسة و ارتجل على عجالة بضعة اسئلة .. ولحرج الوقت سايرت الأمر و اختمرت كم سؤال في ذاكرتي و دونته باستعانة الكتاب... لكن ' ماذا يعني كل ذلك ؟ وهل هذه التصرفات ' خلفها نظام ' يريد مفارقة هذه المادة وسحبها من المدارس نهائيا ؟ هل العناية بالمادة اقتصرت على شوية درجات شكلية مدونة على كارت لا يقدم ولا يؤخر ؟ كنت أعلم بأن المادة ليست لها أولوية بين المواد الأخرى ' لكن ما حصل اليوم يبرهن أكثر من ذلك ! .. ففي تصرفه ذاك ' طمس لضرورة وجود أساتذة مختصين بالمادة و اختراق لحقهم كمهنيين .. _ كما أنه انكار على المادة حقها في ان يدرسها ذوو اختصاص و الغاء لقدسيتها ... لكن ' لو كانت المادة ليست ذو شأن في مناهجنا ' فلماذا الاحتفاظ بها أصلا ؟ هناك تعارض كلي بين مدى اهتمامنا بهذه المادة ومدى شكوانا و حيرتنا عند سؤالنا : لماذا هذا الجيل هكذا ؟ لماذا لم تربّ المادة أبناءنا على الفضيلة ؟ ولماذا الحيرة ؟ فما هو التغيير الذي تحدثه مادة نوليها النذر اليسير من الاهتمام و اقل مقدار من الوقت ؟ كيف نوليها دورها الروحي و المجتمعي ونحن لم نعطها حقها ? وكل محاولة من هنا وهناك لإعادة الاعتبار لها ' تستاصل من جذرها ! نحن نلوم و نسأل و نحتار ' دون ان نطرح السؤال المهم : هل الاشكال في ماهية المادة ' او كيفية الاعداد لها و تقديمها و تمريرها لعقول الطلاب الذين تلقوا رسالة مفادها : ان هذه المادة وجودها كعدمها وليست هناك فائدة ترجى منها ... قد بدأت اسأل نفسي مع علمي بأن ما أحس به او أقوله ' لا يشكل اي قلق او انزعاج للمتربصين بهذه المادة ! كوردية... | |
| |