عرض مشاركة واحدة
قديم 2018-06-20, 18:55 رقم المشاركة : 1
pro
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية pro

 

إحصائية العضو







pro غير متواجد حالياً


وسام المشاركة في دورة HTML

العضو المميز لشهر يناير

افتراضي تلامـيذ ينهون موسمهم الدراسي بتمزيق كـتبهم


تلامـيذ ينهون موسمهم الدراسي بتمزيق كـتبهم

  • وَيْكأنهم عن مؤسستهم التعليمية راحلون بلا رجعة، وكَأنهم بلغوا مبتغاهم
  • وحققوا آمالهم وضمنوا مستقبلهم وبالتالي استغنوا عن كراساتهم وكتبهم،
  • وكأن الامتحان ذلك الغول راح واستراح معه العباد… بصورة بشعة لتلاميذ كُثر
  • اصطفوا أمام باب مؤسساتهم التي احتضنتهم لسنوات بعد ان دخلوها صفحات
  • بيضاء لا يفقهون شيئا ليغادروها بكم هائل من المعارف والمعلومات (اصطفوا )
  • ليبادلوها الحب ذاته بأساليبهم الصبيانية بدءا بتكسير ممتلكاتها والاعتداء
  • على حرماتها وتخريب محتوياتها وإهانة كافة مكوناتها بشتى أنواع العنف
  • اللفظي والنفسي والمعنوي وحتى الجسدي منه، بل وصلت بهم وقاحتهم
  • حتى تمزيق كتبهم ومراجعهم تزامن ذلك واليوم الأخير للامتحان الجهوي
  • للسنة التاسعة إعدادي في صورة مقززة تنم عن واقع مرير يتخبط فيه
  • واقعنا التعليمي.

    تلك النظرة التي كانت توحي بالتقدير والتبجيل السائدة منذ الأزل في حق
  • المدرسة العمومية والعاملين بها، إلا أنها صارت عكس ذلك، فتغيّرت وبات يُنظر
  • للعاملين بها من نساء ورجال التعليم بنظرة دونية تحمل في طياتها نبرة الاستهزاء
  • والتنكيث مما يتطلب وقفة رجل واحد لوضع حد لهذا الخلل الذي بات يهدد منظومتنا
  • التعليمية بالفشل، ويورق بال جميع الفرقاء والشركاء والفاعلين في الحقل التربوي،
  • نتيجة تفشيه المخيف مما أثر سلبا على مستقبل المنظومة ككل، وجعل المغرب
  • يأخذ مكانته في أسفل سلم الترتيب العالمي.

    فلاغرابة أن تتوالى الأحداث اتباعا ومن قبيل الصدفة، ضرب هنا واعتداء هناك،
  • ولا غرابة أن تتحول العلاقة الأبوية التربوية التي تربط رجال التعليم بتلامذتهم
  • ومؤسساتهم التي احتضنتهم وفتحت لهم أبوابها لنقلهم من براثن الجهل إلى طريق
  • الحق، أن يسودها العنف بكافة أشكاله من سحل ورفس وضرب وتنكيل في أبشع
  • صوره، كيف يمكن أن يصبح غدا التعليم قاطرة للتنمية، وهو يعيش اليوم
  • أبشع صوره؟

    كيف تحولت العديد من مؤسساتنا التعليمية إلى فضاء للرعب ومرتعا لشتى أنواع
  • المخدرات والمظاهر المشينة؟ أين غاب دور الأسرة والمجتمع والمدرسة في تهذيب
  • النفوس وترسيخ القيم؟ وهل يمكن للمدرسة أن سترجع مكانتها العلمية وهبتها
  • و وقارها داخل المجتمع؟ فبجولة قصيرة بمحيط معظم مؤسساتنا التعليمية تقابلك
  • صورا مقززة لحاويات أزبال ونفايات اختار حتى القائمين على تدبير الشأن المحلي
  • بمدننا ان يضعوها بالقرب من باب مدارسنا وثانوياتنا في اعتداء صريح على كرامتها
  • وعزتها.

    اتقوا الله في منظومتكم التعليمية، وأعيدوا للمدرسة العمومية بريقها وكرامتها
  • وأهدافها النبيلة، وللعاملين بها هيبتهم ووقارهم، ولتلامذتها قيمهم الأخلاقية، واعملوا
  • على رسم معالم النجاح من خلال ابرام صلح حقيقي بين المؤسسة التعليمية ومحيطها
  • الداخلي والخارجي، وزرع بذور الأمل والغد المشرق بنكهة التسامح وحب الوطن.





آخر تعديل خادم المنتدى يوم 2018-06-20 في 20:32.
    رد مع اقتباس