تلامـيذ ينهون موسمهم الدراسي بتمزيق كـتبهم | تلامـيذ ينهون موسمهم الدراسي بتمزيق كـتبهم - وَيْكأنهم عن مؤسستهم التعليمية راحلون بلا رجعة، وكَأنهم بلغوا مبتغاهم
- وحققوا آمالهم وضمنوا مستقبلهم وبالتالي استغنوا عن كراساتهم وكتبهم،
- وكأن الامتحان ذلك الغول راح واستراح معه العباد… بصورة بشعة لتلاميذ كُثر
- اصطفوا أمام باب مؤسساتهم التي احتضنتهم لسنوات بعد ان دخلوها صفحات
- بيضاء لا يفقهون شيئا ليغادروها بكم هائل من المعارف والمعلومات (اصطفوا )
- ليبادلوها الحب ذاته بأساليبهم الصبيانية بدءا بتكسير ممتلكاتها والاعتداء
- على حرماتها وتخريب محتوياتها وإهانة كافة مكوناتها بشتى أنواع العنف
- اللفظي والنفسي والمعنوي وحتى الجسدي منه، بل وصلت بهم وقاحتهم
- حتى تمزيق كتبهم ومراجعهم تزامن ذلك واليوم الأخير للامتحان الجهوي
- للسنة التاسعة إعدادي في صورة مقززة تنم عن واقع مرير يتخبط فيه
- واقعنا التعليمي.
تلك النظرة التي كانت توحي بالتقدير والتبجيل السائدة منذ الأزل في حق - المدرسة العمومية والعاملين بها، إلا أنها صارت عكس ذلك، فتغيّرت وبات يُنظر
- للعاملين بها من نساء ورجال التعليم بنظرة دونية تحمل في طياتها نبرة الاستهزاء
- والتنكيث مما يتطلب وقفة رجل واحد لوضع حد لهذا الخلل الذي بات يهدد منظومتنا
- التعليمية بالفشل، ويورق بال جميع الفرقاء والشركاء والفاعلين في الحقل التربوي،
- نتيجة تفشيه المخيف مما أثر سلبا على مستقبل المنظومة ككل، وجعل المغرب
- يأخذ مكانته في أسفل سلم الترتيب العالمي.
فلاغرابة أن تتوالى الأحداث اتباعا ومن قبيل الصدفة، ضرب هنا واعتداء هناك، - ولا غرابة أن تتحول العلاقة الأبوية التربوية التي تربط رجال التعليم بتلامذتهم
- ومؤسساتهم التي احتضنتهم وفتحت لهم أبوابها لنقلهم من براثن الجهل إلى طريق
- الحق، أن يسودها العنف بكافة أشكاله من سحل ورفس وضرب وتنكيل في أبشع
- صوره، كيف يمكن أن يصبح غدا التعليم قاطرة للتنمية، وهو يعيش اليوم
- أبشع صوره؟
كيف تحولت العديد من مؤسساتنا التعليمية إلى فضاء للرعب ومرتعا لشتى أنواع - المخدرات والمظاهر المشينة؟ أين غاب دور الأسرة والمجتمع والمدرسة في تهذيب
- النفوس وترسيخ القيم؟ وهل يمكن للمدرسة أن سترجع مكانتها العلمية وهبتها
- و وقارها داخل المجتمع؟ فبجولة قصيرة بمحيط معظم مؤسساتنا التعليمية تقابلك
- صورا مقززة لحاويات أزبال ونفايات اختار حتى القائمين على تدبير الشأن المحلي
- بمدننا ان يضعوها بالقرب من باب مدارسنا وثانوياتنا في اعتداء صريح على كرامتها
- وعزتها.
اتقوا الله في منظومتكم التعليمية، وأعيدوا للمدرسة العمومية بريقها وكرامتها - وأهدافها النبيلة، وللعاملين بها هيبتهم ووقارهم، ولتلامذتها قيمهم الأخلاقية، واعملوا
- على رسم معالم النجاح من خلال ابرام صلح حقيقي بين المؤسسة التعليمية ومحيطها
- الداخلي والخارجي، وزرع بذور الأمل والغد المشرق بنكهة التسامح وحب الوطن.
| آخر تعديل خادم المنتدى يوم 2018-06-20 في 20:32. |