عرض مشاركة واحدة
قديم 2018-05-27, 21:53 رقم المشاركة : 3
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: رمضان إبان العهد العثماني


العادات الاجتماعية في إسطنبول ومدن الدولة الأخرى

أما مجتمع المسلمين الذين يعيشون على الأراضي العثمانية، فكانوا يستعدون قبل قدوم شهر رمضان بأسابيع، بتنظيف البيوت بشكل كامل، كما يتم التحضير لإعداد أطعمة وأنواع مختلفة من المخبوزات خاصة بالشهر. وعند حلول الشهر ومن أول أيامه، كانت موائد "الإفطار" تُزين بأنواع مختلفة من الأطعمة والمشروبات، التي نجدها في المنازل الخاصة كما نجدها على موائد الإفطار الخيرية الجماعية التي يقيمها الأعيان ورجال الدولة، حيث يتم استضافة الفقراء والشحاذين والغرباء وغيرهم لتناول الطعام، وتوزيع الصدقات والهدايا عليهم.

وإذا نظرنا إلى يوم إسطنبول في رمضان نجد أن محلات ومقاهي المدينة كلها مغلقة في الصباح قبل ميعاد الإفطار، في مقابل عمل هذه المحلات من بعد الإفطار وحتى آذان الفجر على ضوء المصابيح، وإذا رغب أحد المارة في الشوارع أن يشرب عصيرًا أو شرباتًا، فما عليه إلا أن يذهب إلى سبيل من الأسبلة العامة التي يؤمر بأن تُملء بالشربات و العصائر بدلًا من الماء طوال الشهر الكريم.

أما الألوان والزينة وعلامات البهجة في عاصمة الدولة، فنجدها مُتجسدة بصورة رئيسية فيما عُرف في التاريخ العثماني باسم "الماهيه Mahya"، وهي الزينة التي تُعلق ما بين مآذن الجوامع الكبيرة بشبكات من المصابيح الزيتية على شكل جملة أو رمز يرمز إلى الشهر الفضيل، مثل كلمة "بسم الله"، و"ما شاء الله"، و"ليلة القدر"، وكلمة "الفراق" عند نهاية الشهر. ولا نعرف بدقة متى تم البدء في استخدام الماهيه، ولكننا نرى في سيرة السلطان مراد الثالث في أواخر القرن السادس عشر (حكم من 1574 حتى 1597م) (982 - 1006هـ) أن هناك ذكر للماهيه، كما ذَكر وصف للماهيه المبعوث الألماني إلى إسطنبول سالومون شع¤ايجر عام 1578م (986هـ).

وتقول جوليا باردوي الرحالة والمؤرخة والأديبة الإنگليزية عند زيارتها لإسطنبول في ثلاثينيات القرن التاسع عشر عن أضواء المدينة في رمضان: "إن الأنوار في إسطنبول لا تشبه الأضواء في أي عاصمة أوروپية أخرى".

أما العبادات وممارسة الشعائر الدينية فلا تظهر كما تظهر في شهر رمضان، فهو شهرها المخصص، فعلى امتداد أراضي الدولة تجد العلماء والفقهاء يعملون على تلاوة القرآن في الجوامع والمساجد طوال الشهر حتى قدوم عيد الفطر المبارك. ونجد أن المسلمين يملؤون المساجد أثناء الصلوات ويجلسون للاستماع إلى الدروس الدينية.

أما تناول السحور فكانت له عادات مميزة وجميلة، فنجد مدافع الحواضر الكبرى في الدولة مثل إسطنبول والقاهرة، تنطلق بعد تجاوز الساعة منتصف الليل؛ لتنبيه الناس بأن ميعاد تناول وجبة "السحور" قد بدأ وذلك حتى أذان الفجر، أما في المدن الصغيرة والقرى فكان "المسحراتي" يمر على المنازل بآلات التنبيه لإيقاظ المسلمين لتناول السحور.

وقبل انقضاء وقت السحور بقليل، يستمع الناس إلى الصلوات على النبي صلى الله عليه وسلم من مآذن المساجد كمقدمة قبل أذان الفجر، فيكون هذا بمثابة تنبيه لمن يأكل بأن وقت "الإمساك" عن الطعام قد شارف على الدخول، ثم يتم إطلاق مدفع "الإمساك" للتأكيد على الناس بأن وقت الإمساك قد حان والامتناع عن الطعام قد بدأ، فيبدأ المسلمون بعد سماع الأذان بالجهر بنية صيامهم هذا اليوم الجديد، وهو أمر يختلف باختلاف المذهب الفقهي الذي يتبعه كل فرد عن الآخر من حيث الجهر أو السرية.


الفنون الترفيهية

يتبع







التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس