عرض مشاركة واحدة
قديم 2018-05-27, 21:47 رقم المشاركة : 1
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

b5 رمضان إبان العهد العثماني






رمضان إبان العهد العثماني







لو أبحرنا في نهر التاريخ لنشاهد كيف كان الناس يعيشون الشهر الفضيل في عهود دول الإسلام، لوجدنا عادات واحتفالات تتشابه في جوانب وتختلف في أخرى، فأموية وعباسية ومملوكية وعثمانية، حملت كل فترة منهم ملامح وعادات ومظاهر رمضانية اتسمت بالخصوصية والبهجة والفرح والسرور، هذه الخصوصية التي نحاول في هذا المقال عرضها بما خُص به العهد العثماني من مظاهر وعادات اختلفت عن العهود الإسلامية التي سبقته.

استطلاع هلال شهر رمضان

بشكل عام كانت العادات والمظاهر تتشابه في مدن الدولة الكبيرة، مع وجود اختلافات قائمة بينهم، إلا أنه من الممكن أن نقول بأن هذه العادات كما وجدت في إسطنبول، فقد وجدت كذلك في القاهرة، وحلب، وسراييڤو.




نبدأ الحديث باستطلاع هلال شهر رمضان، فكان قاضي إسطنبول يُرسل العديد من الخبراء إلى مناطق مختلفة لاستطلاع ظهور الهلال، وفي حالة ظهوره كان المنادون يسيرون في الشوارع وينادون بأن الهلال قد ظهر، كما كان يتم تعليق شبكة الأضواء بين المساجد (فيما عُرف باسم الماهيه، وهو ما سنتحدث عنه لاحقًا) كذلك لتنبيه الناس بأن الشهر قد دخل، وكان من نصيب أول شخص استطاع أن يرى هلال رمضان هدايا كثيرة تُخصص له من الدولة؛ لأنه أول من بشّر بدخول الشهر الفضيل.

القصر السلطاني

كان لشهر رمضان في قصر السلطان العثماني مظاهر وعادات أخرى، فبداية كان السلطان يُصدر وثيقة خاصة بالشهر من عدة نقاط لتنبيه الناس على مراعاة بعض القواعد التي يتم تطبيقها بحرص، فقبل حلول الشهر بخمسة عشر يومًا كان يأمر بتشكيل هيئة لمراقبة الأغذية في الأسواق وتنظيم أسعارها، كما كان يقوم بنفسه باختيار نوعية القمح الذي سيُصنع منه الخبز للناس، وتحديد وزنه وكمية الملح التي تضاف إليه، وإذا نال القمح بعد طهيه خبزًا إعجاب السلطان وأهل الخبرة في القصر، يأمر بأن تبدأ الأفران بخبزه وبيعه للناس.

كما كان من ضمن التنبيهات الموجودة بهذه الوثيقة ضرورة أن يقوم الوعّاظ بتذكير الناس بصلاة الجماعة في المساجد، والمنادون بتنبيه الأهالي في الشوارع، بألا يزور أحد منزلًا دون إخبار صاحبه أو دون دعوته، وألا يتناول أحد الأطعمة والمشروبات في الشوارع في نهار رمضان، وأن يدعو الناس أثناء صيامهم وفي صلواتهم بدوام بقاء الدولة العثمانية.



أما رئيس الفلكيين (رئيس من يشتغلون بـالفلك في الدولة) في القصر السلطاني فيقوم بتحضير إمساكية رمضان قبل حلول الشهر المبارك بخمسة عشر يومًا، أو قبل انتهاء شعبان بعشرة أيام، وكان يقوم بتقديم الإمساكية أولًا إلى السلطان والصدر اﻷعظم (رئيس الوزراء)، ثم إلى بقية الأشخاص المهمين من رجال الدولة.

استقبال شهر رمضان

وعن استقبال الشهر فكان يتم ببهجة كبيرة في القصر، وبصحبة برقيات تهنئة إلى السلطان من سفراء الدول الأجنبية، كما كان يتم دعوة عامة المسلمين وغير المسلمين إلى الإفطار في القصر السلطاني؛ من أجل إرساء الألفة بين المسلم وغير المسلم. أما الأطعمة فكان يتم توزيع الوجبات المجانية على جميع الضيوف طوال شهر رمضان حتى ليلة القدر، وكان السلطان ورجال الدولة يأمرون بنحر الأضاحي المختلفة في الأماكن العامة والساحات الواسعة أو على أبواب إسطنبول، مع الأمر بتوزيع هذه اللحوم على الناس خاصة الفقراء منهم وذوي الحاجة.

العبادات والطاعات في القصر العثماني

وإذا انتقلنا إلى العبادات والطاعات في القصر، فكانت تظهر في إقامة صلاة التراويح بحضور السلطان، وفي ليلة القدر نجد السلطان والوزراء ورجال الدولة يقيمون صلاة هذه الليلة المباركة في جامع آيا صوفيا خاصة، ويأمرون بإضاءة الأنوار والمشكاوات الملونة بشكل كبير وواسع في الطرقات، وفي ساحة ميدان الطوبخانة بإسطنبول. وفي القرن الثامن عشر عام 1759م (1172هـ) استحدث السلطان مصطفى الثالث (حكم من 1757 حتى 1774م) (1170 - 1188هـ) في البلاط العثماني "مدرسة قرآنية" لحضور دروس في تفسير القرآن طيلة الشهر المبارك بحضور السلطان، الذي يجلس ليستمع إلى تفسير الآيات من علماء عصره، خاصة من تفسير البيضاوي الذي كان يُفضله علماء الدولة الأحناف، وهو الأمر الذي استمر حتى نهاية الدولة.

زيارة بُردة النبي عليه الصلاة والسلام

ومن العادات الرمضانية الخاصة التي ميزت العهد العثماني في قصر الحكم قصر "طوپ قابي"، هو زيارة السلطان لجناح يُعرف باسم جناح "الأمانات المقدسة" (وهو جزء من القصر يتم فيه الاحتفاظ بأغراض تعود لسيدنا مُحمد صلى الله عليه وسلم وصحابته) وذلك في يوم الثاني عشر أو الثالث عشر من رمضان، فكان يتم تنظيف غرفة تُعرف باسم غرفة "البُردة الشريفة" التي تحتوي على أغراض النبي عليه الصلاة والسلام مثل: بُردته، رايته الشريفة، خُصلات من لحيته بكل احترام بالإسفنج وماء الورد وبمشاركة شخصية من السلطان.



كما كان يتم الاستعداد جيدًا، فبعد يومين يحل يوم الخامس عشر من رمضان، اليوم الذي تتم فيه الزيارة الرسمية من السلطان ومن يدعوه للذهاب إلى جناح "الأمانات المقدسة" للقيام بزيارة إلى الغرفة المحفوظ بها بُردة النبي عليه الصلاة والسلام، وذلك بمشاركة كبار موظفي ورجال الدولة وآخرين يبعث السلطان لهم ببرقيات خاصة لنيل شرف هذه الزيارة الرسمية التي تتم وفق احتفال وعادات معينة، مع تحديد وقت معين للحضور.





رجال الدولة


يتبع





التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس