عرض مشاركة واحدة
قديم 2018-05-26, 21:37 رقم المشاركة : 2
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: عشرة أشياء ضائعة لا ينتفع بها


6 ـ محبّةٌ لا تتقيدُ برضاءِ المحبوبِ:


الآن إذا أحب يحب محبوباً لا يحبه الله، إذا أبغض يبغض جهةً يحبها الله، محبته وكراهيته لا علاقة لها بإيمانه يحب من ينتفع منه، يحب من يعظمه، يكره من ينصحه، فحبه وبغضه ليسا متقيدين بالشرع.



إذاً علمٌ لا يُعملُ به، عملٌ لا إخلاص فيه، ومالٌ لا يُنفقُ منه، قلبٌ فارغٌ من محبّةِ الله، بدنٌ معطّلٌ من طاعتهِ وخدمة خلقه.
لو أحب محبته لا تتقيد برضاءِ المحبوبِ وامتثالِ أوامرهِ.



7 ـ وقتٌ معطلٌ عن استدراكِ ما فرط أو اغتنامِ عمل صالح:


والآن الوقت:

يسهر لساعات طويلة في لعب النرد، في متابعة المسلسلات، وقتٌ معطلٌ عن استدراكِ ما فرط، أنت وقت، أنت بضعة أيام، كلما انقضى يوم انقضى بضع منك، فالوقت المعطل عن استدراك ما فرطت سابقاً، إنسان اصطلح مع الله، هذا الوقت الثمين يمكن أن يعوض ما فاته من عمل صالح، من طلب للعلم، أنت بضعة أيام، ما من يوم ينشق فجره إلا وينادي: يا ابن آدم أنا خلق جديد، وعلى عملك شهيد، تزود مني فإني لا أعود إلى يوم القيامة، وقتٌ معطلٌ عن استدراكِ ما فرط أو اغتنامِ برِّ أو عمل صالح لا يتحرك إلا لمصلحته.




8 ـ فكرٌ يجولُ فيما لا ينفعُ:

الآن وفكرٌ يجولُ فيما لا ينفعُ، أحياناً الإنسان ينغمس في متابعة الأخبار المحلية، والعربية، والإسلامية، والدولية، يتابع التعليقات والتصريحات، مهما تتبعت الأخبار، مهما تعمقت في فهمها، مهما حللتها، ماذا فعلت في النهاية ؟

ما فعلت شيئاً، اعمل عملاً تتقرب به إلى الله عز وجل، أي فكرٌ يجولُ فيما لا ينفعُ، يقول لك قرأت الأوديسا ؟ ما قرأتها ؟
لا ولله، سبعة آلاف بيت كلها آلهة وشرك لكن صياغتها رائعة، قرأت ديوان فلان ؟
لا والله، مشغول بموضوعات لا تقدم ولا تؤخر، ولا ترتقي بالإنسان، ولا ينتفع بها لكنها ممتعة، لو رأيت الناس كيف يمضون أوقاتهم إما في معاصي اللسان ؛ الغيبة والنميمة، أو في مثيرات تحفزهم إلى المعاصي والآثام، أو في مواضيع لا قيمة لمن أدركها، مرة دخل النبي عليه الصلاة والسلام إلى المسجد رأى نسابة، سأل سؤال العارف من هذا ؟ قالوا: هذا نسابة، فقال النبي وما نسابة ؟
قال: علم بأنساب العرب، قال: ذلك علم لا ينفع من تعلمه ولا يضر من جهل به.
الوقت ثمين.



9 ـ خدمةُ إنسان لا تقرِّبُك خدمتهُ إلى الله:


شيء آخر ضائع: خدمة من لا تقرِّبُك خدمتهُ إلى الله، أحياناً يخدم إنساناً منحرفاً، فاسقاً، يحب أن يظهر أمامه أنه بطل، همه انتزاع إعجابه، همه أن يبتسم أمامه، هذا الشخص مقطوع عن الله، تخدمه متوهماً أن بيده شيئاً، ولا أحد ينفعك إلا الله، هو المعطي، هو المانع، هو الرافع، هو الخافض، هو المعز، هو المذل.


10 ـ خوفُكَ ورجاؤك لمن ناصيتُهُ بيد الله:


شيء آخر: خوفُكَ ورجاؤك لمن ناصيتُهُ بيد الله، تخاف من إنسان بيد الله، في قبضة الله، قال تعالى:
( فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لاَ تُنظِرُونِ (55) إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللّهِ رَبِّي وَرَبِّكُم مَّا مِن دَآبَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (56) )( سورة هود )
هذا الذي تخافه، هذا الذي ترجوه، هذا الذي تعلق عليه الآمال، هذا الذي تتوهم أن رضاه عنك يرفعك إلى أعلى عليين، وأن سخطه عليك يهوي بك إلى أسفل سافلين، أنت واهم هو بيد الله، في قبضة الله، حاول أن ترضي خالقك، حاول أن ترضي من إليه المصير، حاول أن ترضي من وعدك بجنة عرضها السماوات والأرض.
وخوفُكَ ورجاؤك لمن ناصيتُهُ بيدِ الله، وهو أسيرٌ في قبضة الله، ولا يملكُ لنفسهِ ضراً، ولا نفعاً، ولا موتاً، ولا حياةً، ولا نُشوراً.
هذا هو الشرك الأصغر، هذا هو الشرك الخفي أخفى من دبيب النملة السمراء، على الصخرة الصماء، في الليلة الظلماء.



أعظم الإضاعات إضاعتان إضاعةُ القلبِ وإضاعةُ الوقت:
قال: وأعظم هذه الإضاعات إضاعتان، عشرة أشياء، علمٌ لا يُعملُ به، وعملٌ لا إخلاص فيه، ومالٌ لا يُنفقُ منه، وقلبٌ فارغٌ من محبّةِ الله، وبدنٌ معطّلٌ من طاعتهِ وخدمة خلقه، ومحبّةٌ لا تتقيدُ برضاءِ المحبوبِ، ووقتٌ معطلٌ عن استدراكِ فارطٍ أو اغتنامِ عمل صالح، وفكرٌ يجولُ فيما لا ينفعُ، وخدمةُ إنسان لا تنفعك خدمه، وخوفُكَ ورجاؤك لمن ناصيتُهُ بيدِ الله، هذه عشرة أشياء وهو أسيرٌ، لكن أعظم هذه الإضاعات إضاعتان إضاعةُ القلبِ وإضاعةُ الوقت، إضاعة القلب حينما تملؤه بحب الدنيا، حينما تؤثر الدنيا على الآخرة، حينما تؤثر حياة قصيرة على حياة أبدية، فإضاعة القلب من إيثار الدنيا على الآخرة، أما إضاعة الوقت يأتي من طول الأمل.
والله حدثني إنسان عن خططه لعشرين سنة قادمة، وفي المساء قرأت نعوته في اليوم نفسه، طول الأمل.
الفسادُ يجتمع في اتباع الهوى وطولِ الأمل و الصلاحُ يجتمع في اتباعِ الهدى و لقاء الله:
أيها الأخوة، الفسادُ كلهُ يجتمع في اتباع الهوى وطولِ الأمل، والصلاحُ كلهُ يجتمع في اتباعِ الهدى والاستعداد للقاء الله عز وجل .
لذلك بعد الخمسين هناك ضعف بصر، و نظارات، أحياناً هناك أدوية معينة، هناك التهاب مفاصل، و أشياء متعبة، أنا أرى هذه رسائل من الله أن يا عبدي قد اقترب اللقاء هل أنت مستعد له ؟
إلى متى وأنت باللذات مشغول وأنت عن كل ما قدمت مسؤول
تعصي الإله وأنت تظهر حبـه ذاك لعمــري في المقام شنيع
لو كان حبك صادقاً لأطعــته إن المــحب لمن يـحب يطيع
***
العجب ممن تعرض له حاجة، أي يتمنى أن يرسل في بعثة فيصرف رغبته وهمته فيها إلى الله ليقضيها له، ولا يسأله الآخرة، يسأله الدنيا فقط، يسأله زواجاً، امرأة، يسأله مكانة، شهادة، عملاً، فرصة، مالاً، ونسي الآخرة، هذا الذي يقتصر في سؤال الله عن دنياه وينسى الآخرة فقد ضيّع أيضاً وقتاً ثميناً.
أيها الأخوة الكرام، أخطر شيء في حياة الإنسان الشهوات والشبهات، الشهوات نفسية، الشبهات فكرية، فهذه الأشياء العشرة أرجو الله عز وجل بدل أن نضيعها أن ننتفع بها.
والحمد لله رب العالمين



الشيخ راتب النابلسى







التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس