عرض مشاركة واحدة
قديم 2018-02-18, 20:52 رقم المشاركة : 3
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: فصاحة اليد تتم فصاحة اللسان



الخط. تصوف


*كيف يتم اختيار الموضوع الذي تود كتابته، وما هي المواد التي تستخدمها لتحقيق ذلك؟
ليس هناك طريقة محددة، فكل لوحة كتبتها هي حالة قائمة بذاتها، والخطاط يتأمل في هذا الكون، ويتفاعل معه سلباً وإيجاباً – شأنه شأن بقية خلق الله – فتراه يمر بحالات نفسية عديدة متشابكة. حالات من الفرح الغامر أو الحزن المطبق، أو الانفراج أو الهمّ، أو الانبهار بجمال ما يمر أمام ناظريه، أو الإمتاع الروحي الذي يطرق أذنيه من خلال عمل فني موسيقي مدهش.



فيتأمل ويتأمل ويتأمل، ثم يستخرج من مخزون حافظته الأدبية (نثراً وشعراً) ما يسعفه في التعبير عن تلك الحالة التي يمر بها، فيترجمها جرّة بالمداد. تتحول بعد التهذيب والتنميق إلى لوحة متكاملة. أما الأدوات المستخدمة فهي أدوات الخطاط المعروفة (الورق والقصب والمداد).

*عندما تكتب اللوحة هل تعمل لها “كروكي” مسبقاً (تخطيط أولي) أم أنك تباشر فوراً بالكتابة بالحبر؟
– أنا من أنصار التسويد والتجريب قبل التحبير، مع أنني متمكن من ارتجال الخطوط جميعها، ولكن حرصي على إحراز السوّية الأعلى يجعلني أعيد النظر في اللوحة مراراً قبل التنفيذ. ومن منا لا يعرف أنّ (السرعة والإتقان ضدان لا يتفقان). إذا زاد علم المرء زاد حكّه، وإن يكتب في ساعة يسرّ العين ساعة.


أما ما يخط بشرايين القلوب. واحمرار العيون. وانحناءات الظهور. طريقاً خالصاً إلى الله. فذاك الذي لا تبلى جدّته ولا تفنى روعته، وكلما زدته نظراً زادك أنساً وإمتاعاً.

*تشتهر لوحتك الخطية بجمالية التكوين فيها. فكيف تتم دراسة التكوين في اللوحة الخطية، وعلى ماذا تعتمد؟
كما أسلفت فإن جمال التوزيع والتكوين هو أحد بنود اللوحة الخطية، وإن الوصول إلى هذا الجمال أمر بالغ المشقة على الأغلب. إذ ليس من السهل إحراز التناغم بين السواد والبياض في اللوحة مع المحافظة على مقاييس الحروف الذهبية ومراعاة تسلسل القراءة الإملائي الصحيح.



وإن الوصول إلى التكوين المثالي يستغرق وقتاً قد يطول، وقد يقصر، وذلك بحسب حالة الإشراق والإلهام التي يمر بها الخطاط، فإذا انحسر هذا الإشراق رافق العمل بعض العسر وعدم التوفيق، والعكس صحيح. وإن لدي مسودات قد مضى عليها سنوات دون أن ترى النور بسبب عدم الرضا الكامل عن جمال التوزيع وصحة الترتيب فيها!! وبالمقابل. هناك أعمال وصلت بها إلى التركيب القوي النموذجي من المحاولة الأولى.




* ماذا يعني أن تكون صوفياً في اللوحة. هل يعني هذا أنك تتجاوز شكلانية الحرف لتمضي إلى الباطن حيث الدلالات والمعاني؟ وهل يمكن القول عن لوحة الخط الكلاسيكية إنها لوحة صوفية أم أن الأمر ينطبق على اللوحة الحروفية التشكيلية فقط؟
التصوف هو خلاصة الصدق، والحرف العربي بحد ذاته صوفي الملامح. عميق الدلالات والتأثير. ولا يأتي التصوف في اللوحة من شكلها الخارجي فقط. أو من ألوان مدادها وورقها. وإنما من عناصرها (القوية) مجتمعة. وعليه فإن لوحة الخط الكلاسيكية (المتقنة المبدعة) هي قمة في التصوف الحرفي، بصرف النظر عن شكل التكوين الخارجي دائرياً كان أو بيضاوياً أو على السطر. أو على طريقة التوازن القلق. أو على الطريقة الحروفية المعاصرة. الشأن كله متعلق بقوة اللوحة الفنية أو ضعفها، ولذلك فاللوحة الخطية القوية هي اللوحة الصوفية.


الخط والحاسوب
يتبع







التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس