عرض مشاركة واحدة
قديم 2018-02-18, 20:42 رقم المشاركة : 1
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

b5 فصاحة اليد تتم فصاحة اللسان


فصاحة اليد تتم فصاحة اللسان:

الخطاط الأستاذ عدنان الشيخ عثمان











يعتبر الخطاط السوري الأستاذ عدنان الشيخ عثمان من أهم الخطاطين الكلاسيكيين المعاصرين على مستوى العالم العربي والإسلامي حصد 13 جائزة دولية كبرى خلال مشاركته في مسابقات الخط العربي التي ينظمها مركز “أرسيكا” بإستانبول بإشراف منظمة المؤتمر الإسلامي. كان أبرزها جائزة المركز الأول في خطي الثلث الجلي والديواني الجلي.


والخطاط الأستاذ عدنان الشيخ عثمان من مواليد حمص عام 1959، تلقى من صغره العلوم الشرعية والفقهية، وأحكام تلاوة القرآن الكريم، تعلم فن الخط العربي على آثار الخطاطين العظام، واطلع على مدارس الخط العربي الكبرى العربية والتركية والفارسية، فأتقنها علماً وعملاً.


ثم اتخذ لنفسه من مجموعها أسلوباً خاصاً مبتكراً، وشارك في العديد من المهرجانات الدولية، ونال مكافأة “إرسيكا” للتميز في فن الخط الثلث الجلي المتراكب عام 2001.


وهو فضلاً عن كونه خطاطاً مبدعاً يتميز بصوت رخيم، ويملك معرفة سماعية بالمقامات الموسيقية وطرائق الإنشاد الديني إلى جانب كونه أديباً له بصمته الخاصة في ميدان الأدب نثراً وشعراً.


وفي هذا اللقاء نستعرض معه بداياته. والصعوبات التي يلاقيها دارس الخط هذه الأيام، مروراً بأنواع الخطوط العربية وأجملها وأصعبها، وصولاً إلى علاقة الخط العربي بباقي الفنون وبالأخص علاقته بالشعر والموسيقى، وفيما يلي نص الحوار:

*هل يمكن إعطاؤنا لمحة عن البدايات وكيف تعلقت بفن الخط العربي؟


كان لثقافتي الشرعية والقرآنية التي تلقيتها منذ نعومة أظفاري على كبار علماء حمص أثر كبير في تقويم لساني واكتسابه الفصاحة، فاختزنت ذاكرتي من آي الذكر الحكيم والحديث الشريف ما قدر لها، مما حبب إلي فنون اللغة العربية، فحفظت من عيون نثرها وشعرها كماً كبيراً، ووعيت ذلك كله شرحاً وإعراباً وبلاغة وصوراً بيانية. الأمر الذي مهد أمامي الطريق لدخول محراب فن الخط العربي، فكانت فصاحة اللسان جواز سفري إلى فصاحة اليد.

وأنت تعلم أن القلم أحد اللسانين، وأن اللغة تؤدى بلسان النطق تارة. وبلسان القلم تارة أخرى. وكان والدي -رحمه الله- رساماً بارعاً في فنون الزخرفة الإسلامية، فتعلمت منه الأناة والإتقان، وشجعني على الإبحار في محيط فن الخط العربي.



هذا الفن الذي استغرقت في عشقه حتى التصوف، فملك علي مشاعري واستولى على مجامع قلبي واستأثر بكلية عواطفي وجوارحي. فسلكت الطريق إليه (عصامياً) من دون أستاذ مباشر.


وكانت البداية مع عناوين الكتب المختلفة الموضوعات والمذيلة بخطوط كبار الخطاطين الراحلين من أمثال الأساتذة: “ممدوح الشريف، بدوي الديراني، سيد إبراهيم، حسني البابا”. فكنت أحاكيها “رسماً”.


ولما بلغت الثانية عشرة أهداني أحد أصدقاء الوالد كراسة “قواعد الخط العربي” للأستاذ الكبير الراحل هاشم البغدادي. فطار طائر عقلي فرحاً بها، وانتفضت لها كما انتفض العصفور بلله المطر. وما أشبه سروري آنذاك بها بسرور الأرض الجرداء بقطرة الماء المنعشة بعد طول ظمأ وجفاف.


ومع تعاقب الليل والنهار وطي الأشهر والسنوات تتالت عليّ المراجع الخطية المتعددة، العربية والتركية والفارسية، فدرستها جميعا دراسة مستفيضة نظرية وعملية، وقارنت بين مختلف المذاهب والمشارب واتخذت لنفسي من منتخب مجموعها أسلوباً خاصاً مبتكراً، ذلك أنني أعشق الأساليب جميعاً، ولا أميل إلى مدرسة بعينها. ولا أتعصب لأسلوب بذاته (لأن الكمال لله وحده)، فكنت آخذ من الجميع ما يستهويني وأستبعد منهم ما لا يقع مني موقع الشغف والكلف.

*وما هي أهم الصعوبات التي يلاقيها دارس الخط؟







إن أهم عقبة تقف في طريق هواة الخط ومتعلميه هي اصطدامهم بالأساليب التعليمية القائمة على التعصب الأعمى لبعض الرواد الراحلين والمحاكاة المتزمتة ( المملة) لأعمالهم (دون سواهم)، فيوهم الأستاذ (المتزمت) تلامذته بأن (الراقم وسامي وشوقي مثلاً) عمالقة لا مطمع لأحد – مهما بلغ – في الوصول إليهم أو مقاربتهم إلى يوم الدين!! (وهذا هو الضلال بعينه). وهو مما يقتل روح الإبداع لدى المتعلم، ويحرمه ثقته بنفسه وبقدراته، ويشلّ لديه الشخصية (الانتقائية)، ويجعله تابعاً – عديم الحيلة – لمن يمشق عليه، فلا يستطيع التحرر منه طول حياته. بل إن هذا المتعلم (المسكين) يصبح قصارى أمله أن يشبه خطه خط أحد أولئك الرواد، ولو في حرف، إرضاء لأساتذته وللتيار العام!! ومع بالغ الأسف فإن هذه الطريقة (العقيمة) هي السائدة اليوم، وهي قد تخرج خطاطين (متقنين). ولكنها لا تستطيع أن تخرج خطاطاً (مبدعاً) بأي حال من الأحوال.


والصواب- كما أرى – أن يزرع الأستاذ في تلميذه احترام القدماء (دون تقديسهم)، وأن ينمي في شخصيته بذرة الثقة بالنفس بحيث لا يرى التلميذ نفسه أقل شأناً من أولئك الرواد، يرافق ذلك طبعاً اتهام دائم للنفس بالتقصير وعمل دؤوب على إحراز التقدم يوماً بعد يوم. ويجب أن يترك التلميذ حراً في اختيار من يحاكي خطه من الرواد الأعلام، وألا يحصر التلميذ موهبته في محاكاة أحد الأعلام، بل ينتقل كالفراشة بين مختلف الأزهار. وأهم من ذلك كله تغذية العقل والعين ثم اليد. فيمشق المتعلم بعقله وقلبه مئة مرة. وبعينه عشراً قبل أن يمشق بيده مرة واحدة.

تطور الخط العربي
يتبع






التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس