تأبـِـــــــــــــــــين ..

قال ناثر لشاعر :
أراك في حالة توتر وارتباك ظاهرين ..
وقال الشاعر للناثر :
أزمة كتابة .. أزمة قراءة .. تهددان مستقبلنا ..!
ـ أمات الشعر ؟
ـ وهل النثر مايزال على قيد الحياة ؟
جدل .. لغط .. خلاف في الرأي على نوْل كل الخلافات التي تبدأ ولا تنتهي إلا بإيقاظ فتنة أو إثارة نعْرة ..
ـ لنحتكم إلى حكيم الإبداع ومبدع الحكماء ..
بدأ العبارةَ الشاعرُ وأتمها الناثر ..
هي من الحالات النادرة التي يحصل فيها تناغم بينهما ..!
طلبا لقاء الحَكَم الحكيم على عجل ..
استبطأهما مدير أعماله :
ـ استمرَّا في الجدال ريثما يعود ولي نعمتي ، هو في مهمة رسمية خارج الوطن ..
في جدالكما إغناء للمشهد الثقافي ...
طال الانتظار ... عبثاً سعيا إلى معرفة المهمة التي تبرر غيابا طويلا كهذا في ظروف استثنائية كهذه .. وحين اشتد إلحاحهما ، وعلَت أصوات من اعتادوا على مشورة الحكم الحكيم في شؤون الإبداع ، شنَّف مسامعَهم الناطقُ الرسمي باسمه :
- لقد اتصلت بمفتي الإبداع والنقــــــــــد والمنــــطق ، حكيم زمانه ، أبلغته مطالبكم وإشكالاتكم ؛ خاصة إشكال موت النثر والشعر واحتضار الكتابة ..
أليست لكم مطالب وإشكالات ..؟
وقد بعث إليكم بالرسالة العاجلة التالية :
"عليكم بدفن من مات من الكتاب .. وعجلوا بدفن موتاكم اتقاء لانتشار عدوى الخمول في أوساطكم ومنتدياتكم .. ولا تنسوا أن تواروا الشعر والنثر الثرى في قبر مشترك ، إكراما وتكريما لهما- بعد أن فشلنا في ذلك قيد حياتهما-
بإحدى مقابر الكتب المبثوثة في كل المدن والقرى العربية ...
وبهذه المناسبة الأليمة ، أتأسف عن إعلاني اعتزال شؤون الكتابة لأتفرغ للتجارة ..."
ردد الجمْع بخشوع :
ماذا بعد قول الحكيم إلا الضلال .. ؟!

محمد الورزازي المحمدي كِــرْكـــاس