عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-03-22, 23:28 رقم المشاركة : 1
ابن خلدون
بروفســــــــور
إحصائية العضو







ابن خلدون غير متواجد حالياً


الوسام الذهبي

وسام المراقب المتميز

a9 رد الاعتبار إلى المدرسة المغربية..


رد الاعتبار إلى المدرسة المغربية..



طلب السيد وزير التربية الوطنية مكونات الأمة باعادة الاعتبار للمدرسة المغربية – عبر مجموعة من المنابر الاعلامية- مبادرة تنم عن أريحية وطنية و روح مهنية عالية تجاه قطاع اجتماعي حيوي تناوب على تدبير قضاياه و شؤونه 39 وزير دون أن يجدوا الوصفة العلاجية الفاعلة لمشاكله و اختلالاته المتفاقمة سنة بعد سنة ؛ و ذلك بالرغم من التصورات الجديدة التي أعلنوا عنها و الشعارات اللامعة التي أطلقوها و الاستراتيجيات الاجتماعية و التربوية الحديثة التي تبنوها. والحال؛ أن تعرية السيد الوزير الحالي لواقع المنظومة التربوية و الكشف من حين لاخر عن مثبطات مساعي الاصلاح - بغية النهوض بالمدرسة الوطنية و تحقيق التنمية المستدامة لهذا القطاع الاجتماعي الكبير؛ وكمثال على ذلك : كلامه عن المدرسين الذين جاؤوا لمهنة التربية و التعليم بالصدفة أي بدون رغبة و لا اقتناع مسبق منهم و بعبارة أخرى جاؤوا لهذا الميدان تحت ظروف و ضغوطات اجتماعية محضة؛ تماما كما أشار الى ذلك المفكر المغربي و العربي الدكتور محمد عابد الجابري في مؤلفه: من أجل رؤية تقدمية لبعض مشاكلنا الفكرية و التربوية. و في منظورنا جميعا أن الاكراه الذي هو نقيض الاختيار يقتل الحب و الابداع و العطاء المثمر؛بالاضافة الى أنه انتقد طريقة بناء حجرة أو حجرتين دراسيتين- صنادق لوقيد- في نقطة ما من العالم القروي بغية تقريب المدرسة من التلميذ و الادعاء بأننا نتوفر على مدرسة عوضا – وهذا هو الأصل اي القاعدة المعروفة عالميا - تقريب المتعلمين من المدرسة. و الحق أن سياسة تقريب المدرسة من المواطنين في العالم القروي لم تعط ثمارها بدليل ان القرويين كانوا يعتبرون دوما اعمالهم و أشغالهم هي فوق كل شيء وبالتالي اعتبروا انصراف اطفالهم الى المدرسة خسارة لهم و كسادا لنشاطهم اليومي المألوف؛ ويتربع مشكل الرعي لديهم على قائمة الأولويات التي لا يتسامح الرجل القروي في اثارتها؛ ولهذا السبب وذاك؛ ظلت هذه الحجرات مهجورة وغير مرغوب فيها بل منها ما تعرض للتخريب و النهب الى أن أضحت أطلالا في فترة زمنية قياسية؛ ثم انها – أي هذه السياسة- واجهت انتقادات حادة اثناء تعيين المدرسين و المدرسات بهذه النقط ؛ حيث فضل المتخرجون الجدد العودة الى منازلهم و الارتماء في أحضان البطالة عوضا الالتحاق بمثل هذه المواقع الشاقة التي لا تصلها سيارات و لا دواب و لا انسان. لقد فوتت علينا – في حقيقة الأمر هذه السياسة- احداث مؤسسات جديدة بمختلف اسلاكها و شعبها و عدد طوابقها؛ وما تحويل مدارس ابتدائية اليوم الى اعداديات أو ملحقات ثانوية الا دليل فاحم على سوء التدبيروفشل هذه السياسة- ليعد دعامة كبيرة لارساء أسس المخطط الاستعجالي على سكة قوية و سليمة؛ أي عكس ما تبادر للذهن عند عموم المهتمين بالشأن التربوي و رجال الفكرو الاعلام و الفاعلين التربويين و الجمعويين و غيرهم؛ خصوصا وأن هذه التصريحات تتوق الىاستجماع الجهود و الطاقات قصد رد الاعتبار للمدرسة المغربية و الاقلاع بها نحو بر الامان و النجاح؛ يقول السيد الوزير في هذا الصدد: لا مصداقية لمشروع المدرسة المغربية؛ اذا ما لم يتم مواجهة الاختلالات بالحزم و الصرامة الضروريتين.

ترى هل أخذ مجتمعنا يحس بالتحولات التي تراهن عليها الوزارة الجديدة بدءا بتنزيل المخطط الاستعجالي وأجرأة مضامينه هذا الموسم الدراسي؛ تحت شعار : جميعا من أجل مدرسة النجاح ومرورا بتخصيص 100 درهم لكل أسرة فقيرة تعلم أبناءها و انتهاء بتهديم أسوار المدارس حتى لا تتحول هذه الاخيرة الى سجون؟

فهل عبدت الوزارة- بهذه الاجراءات و التصرفات- الطريق لتحقيق رهان جيل مدرسة النجاح؟

ذ: الحسين وبا

03:04 مساء - 05 ربيع ثاني 1431 (22 03 2010)

عن مجلة المدرس الالكترونية





    رد مع اقتباس