عرض مشاركة واحدة
قديم 2018-01-28, 21:01 رقم المشاركة : 19
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: ملف عن مدينة سبتة المسلمة: أقدم احتلال في التاريخ!



مدينة سبتة في عهد الموحدين من خلال بعض الرسائل الديوانية






كلنا على بينة على أن الدول الإسلامية والنظم السياسية في المناحي المغربية كانت دائما تقوم على مبادئ وعلى آراء عقلية وقلما تجد دولة أو نظاما قام إلا وقد أعتمد على هذه الأصول نظرا إلى أن لأثر الديني وأثر الإسلام في المجموعة الإسلامية كان كبير.. كان بعيد المدى وأنك لا تجد من الدول ذات الأهمية إلا دولا تمثل نوعا من الحضارة وتمثل نوعا من النبوغ العلمي والفكري ودولة المرابطين لا بد أنها تتصل بوجيج النسب بطريقة نظرية علمية إلا وهي أن هذه الدولة هي دولة الفقه دولة الفقهاء خاصة دولة انتشار كنت الفقه وهذا التمثل أو هذا الاتجاه الذي سلكته هذه الدول والذي دفعها في شيء إلى أن تقف مواقف المعاداة من الاتجاهات الصوفية أو العقلية الأخرى.



فإذا موقفها يتمثل خاصة فيما قامت به أي إحراق كتب الغزالي ولئن كان هذا العمل في ظاهرة بسيطا، إلا أنه كان من أبعد الدوافع التي دفعت ذلك الشاب المهدي بن تومرت مع دعوات أو مع توجيه من الإمام الغزالي على اختلاف فائقا نلاحظ أن انتصار هذا الاتجاه الجديد هز انتصار هذا الاتجاه الدولة الموحدية يقوم على أسس نظرية عملية تعتمد الأصلين القرآن والسنة، وكان رد الفعل شبيها بما أثار هذا المشكل وكان بإحراق كثير من كتب الفقه الشرعية، لكن هذه الغلواء الموحدية لم تكن لتتواصل نظرا إلى أن النظر العقلي والبحث في معطيات الحضارة الإسلامية يجعل بين مختلف هذه الاختصاصات تزاوجا وتكاملا ليس له انفصال ولا انفصام مما جعل الموحدين لا يتمسكون بمبدئهم هذا المعاش لفروع الفقه بل يلحقون العمل أو المسيرة العلمية بما قاموا بت من جهد في جميع المجالات فكان ذلك لاج المحدثين،



وكان من ذلك ظهور مدارس فقهية ذات أهمية ولعلها كانت أقوى من تلك التي كانت في عهد المرابطين ثم ظهرت بعد ذلك الدولة المرينية التي لم تقم في حقيقة الأمر على مذهب نظري عقائدي حضاري علمي وإنما هي في الحقيقة كانت امتدادا لما بناه ووضع أسسه الموحدين وثم هذا العمل وهذا التكامل خاصة في عهد أبي الحسين المريني والذي بلغ في عهده العلم مبلغا عظيما وبلغت في عهده الحركة الفقهية في كامل أنحاء المغرب درجة لم تصل أليها في العصور السابقة.



وإذا كان أمر الحضارة في المغرب على هذا النمط من العمل المتواصل العلمي فإن أمر السياسة فيه كان يختلف اختلافا بينا فإذا ما تتبعنا القرن السادس وهو مدار حديثنا الآن وجدنا أن هذا الجناح من البلاد الإسلامية قد لاقى منذ أوائل القرن نكبات ونكسات متوالية ولسنا في معرض الحديث عنها جميعا وإنما نشير إلى أهما إلى عقاب العقاب إلى سقوط قرطبة بعد ذلك بأقل من ثلاثين سنة وسقوط اشبيلية بعد ذلك بأقل من 10 سنوات فلم يأت منتصف القرن السابع الهجري إلا وقد فقد المغرب وفقدت البلاد الأندلسية الكثير من حصونها والكثير من معالمها الأندلسية لهذه النتائج التشتت والتفرق الذي كان في البلاد الأندلسية، من ناحية والبلاد المغربية من ناحية أخرى والإفريقية من ناحية ثالثة.



فقد كان فن البلاد الأندلسية توزع للسلطة وتسابق نحو الملك ولو على مدن وقرى صغيرة فكان ابن الأحمر وابن هود وبنو اشقيلولة وكان ابن الرميمى وكان غيرهم أولئك لا تجمعهم وحدة بل يجمعهم أمر هو سباقهم نحو إرضاء قوة الاستبداد التي كانت تثقل أو كانت أثقلت طريقة ترويض هذه القوة أما في المغرب فقد انقسمت البلاد إلى ثلاثة قوى موحدية ومرينية وبني عبد الوارث في حين قويت أطماع بني حفص وكان شأنهم أن استغلوا في أول الأمر وامتدت أيديهم بعد ذلك إلى تلمسان وإلى سبتة وإلى طنجة ثم إلى اشبيلية ثم كانت هذه المدن الثلاثة الأخيرة قد خطبت لبني حفص وإذا نظرنا إلى مختلف هذه المراكز وجدناها تتمايز فمنها ما كان على درجة أولى من مستوى الثقافة وارتباط الثقافة بالمسيرة السياسية ومنها ما كانت السياسة لها فيه نصيب الأسد وكانت هي المحرك الوحيد فمن بين المراكز ذات النوع الأول مدينة سبتة تلك المدينة التي استعصت على عبد المؤمن بن على وكانت آخر المعاقل المغربية سقوطا بين يديه،



وعندما دخلت تحت راية الموحدين قضت شطرا من القرن السادس وشطرا من القرن السابع تحت راية الموحدين ولكن من أخطاء الموحدين الشهيرة نزوعهم إلى الانقسام فكان انقسامهم هو الذي جعل من المراكز تتخلى عن الطاعة لهم وترفض سلطتهم سبتة لم تصل إلى هذا الحد أي رفض السلطة الموحدية إلا في سنة 640 تقريبا ذلك أن أوائل هذا القرن كانت فيه سبتة تحت أمرة مجموعة من أمراء الموحدين وأشياخهم الذين كانوا يتولونها من السلطة المركزية.


يتبع





التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس