عرض مشاركة واحدة
قديم 2018-01-02, 12:53 رقم المشاركة : 40
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: في وداع عام مضى... وعلى أعتاب عام جديد 2018


نعاتب الأيّامَ الحالكات، ونلوم الليالي المدلهمّات التي لا تُؤمَن بوائقها، عسىَ هذا الكرْب يكون وراءه فرَج قريب، وعسىَ هذا اليأسُ يتلوه أملٌ ورجاء، ولعلّ بعد هذا الليل المدلهمّ البهيم الطويل ينبلج فجر باسم مُشرق، نشكو الدّهرَ القاهر، ونناغي الزّمنَ الغادر...ولسان حالنا جهاراً يقول: يَا دَهرُ ويحكَ مَاذا الغلَط / وَضيعٌ علاَ ورفيعٌ هبَط.. ..!




عندما وقع "يوليوس قيصر" في الأسر لم يكن نظرُه يحيد عن عجلة عربة أعدائه التي كانت تقلّه، وهي تعلو وتنزل خلال دورانها في ذبذبة، وتوتّر، وارتطام، ثم لا تلبث أن تعيد الكرّة تلو الأخرى من أعلى إلى أسفل، ومن أسفل إلى أعلى، وعندما سأله سجّانوه: لماذا لم يحد نظرُه قطّ عنها طوال الطريق..؟!، قال لهم: لأنّها كانت تذكّره بحال الدّنيا، تارةً فوق، وطوراً تحت... أنظروا إلى حالي أين كنت بالأمس القريب، وأين أصبحت اليوم.. !


المالُ يا صاحِ يسترُ كلَّ عيبٍ في الفتىَ....والمالُ يا صاحِ يرفع كلَّ نذلٍ ساقطٍ حقير،

المالُ يا صاح أضحىَ في أيامنا اللعينة زينة الدّنيا وعزّ النفوس..



ها هو ذا يُبهي وجوهاً ليس هيَ بَاهيَا..فهَا كلُّ مَنْ هو كثيرُ الفلوس..ولَّوْهُ الكلامَ والرّتبةَ العاليا..
والدراهم يا صاح كثيرة وافرة هي في الأماكن كلّها، تكسو الناسَ والرّجالَ والنساءَ مهابةً وجمالاَ..
وها قد أضحت لساناً طليقاً صريحاً، سليطا، صادحاً لمن أراد فصاحةً..


كما أصبحت سمّاً ناقعاً، وعلقماً مُرّاً، وسلاحاً فاتكاً لمن أراد مواجهةً أو رامَ قِتالاَ..!.


أجل..ما أكثرَ هؤلاء الذين ولّوهمُ الكلامَ، والرّتبة العاليَا، من ذوي القربىَ والأصهار، وأنصار العصر، أنصار صناديق الاقتراع، والمحاباة، والمُداهنة، والمُصانعة، في زمننا هذا العربي الرّديء الشاحب المُثقل بالهموم والرّزايا، والملطّخ بالدمّ القاني المحمَّل بالخطايا، وليس من أجل المُعوزين، الكادحين المَحرومين، العسفاء..

هؤلاء الأقصون، الأباعد، المُهمّشون الذين يعضّون على الحديد أو على الحَجَر الصّلد عضّاً مؤلماً حنقاً، وغيضاً، وكرْباً، وكبرياء، وكآبة، وضيمَا.







التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس