عرض مشاركة واحدة
قديم 2017-12-04, 16:41 رقم المشاركة : 51
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: سلسلة كتب أعجبتني ...متجدد



مع كتاب:
"روضة العقلاء ونزهة الفضلاء" للإمام العلامة الحافظ أبو حاتم محمد ابن حبان البستي (ت:354هـ ).


الجزءالأول والثاني






الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه، وبعد:
لما ابتعد الناس كثيرا عن حال سلفنا الصالح؛ علما وعملا.. سلوكا ومنهاجا.. كان لزاما علينا أن نقف ونستخرج من بطون كتبهم وما خلّفوه لنا من تراث وأدب، ينير الطريق ويستنهض الهمم، سيما في الجانب التربوي الذي نحن بأمس الحاجة إليه، في دنيا الماديات وكثرة المغريات وانكباب الناس على الشهوات.

ومن تلك الكتب النافعة، التي حوت عبارات جامعة، وفقرات ماتعة؛ كتاب " روضة العقلاء ونزهة الفضلاء" للإمام العلامة الحافظ أبو حاتم محمد ابن حبان البستي (ت:354هـ )، صاحب الكتب المشهورة منها كتاب: صحيح ابن حبان المسمى" المسند الصحيح على التقاسيم والأنواع"، قال عنه الحاكم كما في السير: كان ابن حبان من أوعية العلم في الفقه، واللغة، والحديث، والوعظ، ومن عقلاء الرجال.


يقول ابن حبان في مقدمة كتابه الذي بين أيدينا: فلما رأيت الرُّعَاع من العالَم يغترون بأفعالهم، والهمجَ من الناسِ يقتدون بأمثالهم، دعاني ذلك إلى تصنيف كتاب خفيف، يشتمل متضمنه على معنى لطيف، مما يحتاج إليه العقلاء في أيامهم، من معرفة الأحوال في أوقاتهم، ليكون كالتذكِرة لذوي الحجى عند حضرتهم، وكالمعين لأولى النُّهى عند غيبتهم، يفوق العالِمُ به أقرانه، والحافظ له أترابه، يكون النديمَ الصادق للعاقل في الخلوات، والمؤنس الحافظَ له في الفلوات، إن خَصَّ به من يحب من إخوانه، لم يفتقده من ديوانه، وإن استبدَّ به دون أوليائه ، فاق به على نظرائه.[1]


اعتمدت في كتاب " روضة العقلاء " على طبعة مطبعة السنة المحمدية (1368هـ- 1949م )[2]، وقمت بانتقاء واختيار بعض العبارات النفيسة والمقولات المهمة لابن حبان أو من نقل عنهم، دون ذكر السند لسهولة الوصول والاستفادة من تلك الدرر، مع وضع عناوين تناسب كل مقولة أو فقرة.

في حالة ذكر العبارة دون نسبتها لقائل، هذا يعني أنها من كلام المصنف أبي حاتم ابن حبان رحمه الله، كما قمت بوضع فقرة تحت عنوان " الدرر الغراء مما قلَّ ودلّ " للمقولات القصيرة التي لا تتجاوز السطر الواحد ذات الدلالات الكبيرة، وفقرة" الدرر الغراء مما قيل شعرا" مع ذكر رقم الصفحة لكل عبارة أو جملة أو شعر.




مراتب الدهاء ودرجات الجهلاء

الرجل إذا دخل في أول حد الدهاء قِيلَ له: شيطان، فإذا عتا في الطغيان قِيلَ: مارد، فإذا زاد على ذلك قِيلَ: عبقري، فإذا جمع إلى خبثه شدة شر قِيلَ: عفريت.
وكذلك الجاهل، يقال له في أول درجته: المائق، ثم الرقيع، ثم الأنوك، ثم الأحمق .ص16-17

خير ما يُعطى الرجل
قِيلَ لابن المبارك: مَا خير مَا أعطى الرجل؟ قَالَ: غريزة عقل، قِيلَ: فإن لم يكن؟ قَالَ: أدب حسن، قِيلَ: فإن لم يكن؟ قَالَ: أخ صالح يستشيره، قِيلَ: فإن لم يكن؟ قَالَ: صمت طويل، قِيلَ: فإن لم يكن؟ قَالَ: موت عاجل. ص17

الحِكَم قوت العقل
قوت الأجساد المطاعم، وقوت العقل الحِكَم، فكما أن الأجساد تموت عند فقد الطعام والشراب، كذلك العقول: إذا فقدت قوتها من الحكمة ماتت. ص18

العقل دواء القلوب
العقل دواء القلوب، ومَطِية المجتهدين، وبذر حراثة الآخرة، وتاج المؤمن في الدنيا، وعُدَّته في وقوع النوائب، ومن عدم العقل لم يزده السلطان عزا، ولا المال يرفعه قدرا، ولا عَقلَ لمن أغفله عَن أخراه، مَا يجد من لذة دنياه، فكما أن أشد الزمانة الجهل، كذلك أشد الفاقة عدم العقل. ص19

أنفع الأشياء عقلُ سديد مع تقوى الله
قَالَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ لِرَجُلٍ مِنَ الْعَرَبِ عَمَّرَ دَهْرًا: أَخْبِرْنِي بِأَحْسَنِ شَيْءٍ رَأَيْتَهُ. قَالَ: عَقْلٌ طُلِبَ بِهِ مُرُوءَةٌ، مَعَ تَقْوَى اللَّهِ، وَطَلَبِ الآخِرَةِ. ص19

حسن العقل أنفع من حسن الوجه
من حَسُنَ عقله وقبح وجهه، فقد أفقد فضائل نفسه قبائح وجهه، ومن حسن وجهه وقل عقله، فقد أذهب مَحَاسِن وجهه نقائص نفسه. ص21

اقتضاء العلم العمل
كما لا ينفع الاجتهاد بغير توفيق، ولا الجمال بغير حلاوة، ولا السرور بغير أمن، كذلك لا ينفع العقل بغير ورع، ولا الحفظ بغير عمل. ص21

لا تستحقر أحدا
العاقل لا يستحقر أحدا؛ لأن من استحقر السلطان أفسد دنياه، ومن استحقر الأتقياء أهلك دينه، ومن استحقر الإخوان أفنى مروءته، ومن استحقر العام أذهب صيانته. ص22

العاقل من عرف عيوب نفسه
العاقل لا يخفى عَلَيْهِ عيب نفسه؛ لأن من خفي عَلَيْهِ عيب نفسه، خفيت عَلَيْهِ محاسن غيره، وإن من أشد العقوبة للمرء، أن يخفى عَلَيْهِ عيبه، لأنه ليس بمقلع عَن عيبه من لم يعرفه، وليس بنائل محاسن الناس من لم يعرفها. ص22

علامات العاقل في مراحل عمره
العاقل يكون حسن المأخذ في صغره، صحيح الاعتبار في صباه، حسن العفة عند إدراكه، رَضِيَ الشمائل في شبابه، ذا الرأي والحزم في كهولته، يضع نفسه دون غايته برتوة[3]. ص22-23

ينبغي للعاقل تجنب ثلاثة أشياء
الواجب على العاقل أن يجتنب أشياء ثلاثة، فإنها أسرع في إفساد العقل من النار في يَبِيس العَوسَج: الاستغراق في الضحك، وكثرة التمني، وسوء التثبت. ص23

العاقل مَن يعرف حدوده
العاقل لا يتكلف مَا لا يطيق، ولا يسعى إلا لما يدرك، ولا يَعِدُ إلا بما يقدر عَلَيْهِ، ولا ينفق إلا بقدر مَا يستفيد، ولا يطلب من الجزاء إلا بقدر مَا عنده من الغَناء[4]، ولا يفرح بما نال، إلا بما أجدى عَلَيْهِ نفعه منه. ص23

من صفات العاقل
لا تكاد ترى عاقلا إلا موقرا للرؤساء، ناصحا للأقران، مواتيا للإخوان، متحرزا من الأعداء، غير حاسد للأصحاب، ولا مخادع للأحباب، ولا يتحرش بالأشرار، ولا يبخل في الغنى، ولا يَشرَهُ في الفاقة، ولا ينقاد للهوى، ولا يجمح في الغضب، ولا يمرح في الولاية، ولا يتمنى مَا لا يجد، ولا يكتنز إذا وجد، ولا يدخل في دعوى، ولا يشارك في مِرَاء، ولا يُدلِي بحجة حتى يرى قاضيا، ولا يشكو الوجع إلا عند من يرجو عنده البرء. ص24

لا تمدح غيرك بما ليس فيه
من مدح رجلا بما ليس فيه، فقد بالغ في هجائه، ومن قبل المدح بما لم يفعله، فقد استهدف للسخرية. ص24

الاستماع للعاقل مغنم وإن قل
كلام العاقل وإن كان نزرا[5] حظوة عظيمة، كما أن مقارفة المأثم، وإن كان نزرا مصيبة جليلة. ص24

الواجب على العاقل
الواجب على العاقل: أن يكون حسن السمت، طويل الصمت، فإن ذلك من أخلاق الأنبياء، كما أن سوء السمت وترك الصمت من شيم الأشقياء. ص25

تشبيه جميل للعقل والصبر
لو أن العقل شجرة، لكانت من أحسن الشجر، كما أن الصبر لو كان ثمرة، لكان من أكرم الثمر. ص26

تزود من الصالحات لما بعد الممات
قال الحسن: إنكم وقوف هاهنا تنتظرون آجالكم، وعند الموت تلقون الخبر، فخذوا مما عندكم لما بعدكم. ص29

لا أطيب من القلب واللسان إذا طابا ولا أخبث منهما إذا خبثا
عَن خالد الربعي، قَالَ: كان لقمان عبدا حبشيا نجارا، فأمره سيده أن يذبح شاةً، فذبح شاة، فقال له: ائتني بأطيب مُضغَتين في الشاة، فأتاه باللسان والقلب، ثم مكث أياما، فقال:اذبح شاة، فذبح، فقال له: ائتني بأخبث مضغتين في الشاة، فألقى إليه اللسان والقلب، فقال له سيده: قلت لك حين ذبحت الشاة: ائتني بأطيب مضغتين في الشاة، فأتيتني باللسان والقلب، ثم قلت لك الآن حين ذبحتَ الشاة: ائتني بأخبث مضغتين في الشاة، فألقيت اللسان والقلب؟ فقال: إنه لا أطيب منهما إذا طابا، ولا أخبث منهما إذا خبثا. ص29-30



كيف يدير العاقل أحواله؟
العاقل يدبر أحواله بصحة الورع، ويمضي أسبابه بلزوم التقوى، لأن ذلك أول شُعَب العقل، وليس إليه سبيل إلا بصلاح القلب. ص31

استعد لما بعد الموت
قَالَ رجل للحسن: يا أبا سَعِيد، كيف أنت؟ وكيف حالك؟ قَالَ: كيف حال من أمسى وأصبح ينتظر الموت، ولا يدري مَا يصنع به؟ ص33

العلم يقتضي الابتعاد عن أبواب السلاطين
يقول الفضيل بْن عياض: مَا أقبح بالعالم يؤتى إلى بابه، فيقال: أين العالم؟ فيقال: عند الأمير، أين العالم؟ فيقال: عند القاضي، مَا للعالم وما للقاضي؟ وما للعالم وما للأمير؟ ينبغي للعالم أن يكون في مسجده يقرأ في مصحفه !ص35

التأني بطلب العلم
يقول الشعبي: يا طلاب العلم، لا تطلبوا العلم بسفاهةٍ وطيشٍ، اطلبوه بسكينة ووقارٍ وتؤدة. ص35

العلم مقصود لغيره لا لذاته
العاقل لا يبيع حظ آخرته بما قصد في العلم، لما يناله من حطام هذه الدنيا، لأن العلم ليس القصد فيه نفسه دون غيره، لأن المبتغى من الأشياء كلها نفعها لا نفسها، والعلم ونفع العلم شيئان، فمن أغضى عَن نفعه، لم ينتفع بنفسه، وكان كالذي يأكل ولا يشبع، والعلم له أول وآخر. ص36

اقتضاء العلم العمل
قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ:لا تَكُونُ عَالِمًا حَتَّى تَكُونَ مُتَعَلِّمًا، وَلا تَكُونُ بِالْعِلْمِ عَالِمًا، حَتَّى تَكُونَ بِهِ عَامِلا. ص36

العاقل لا يشتغل في طلب العلم إلا وقصده العمل به، لأن من سعى فيه لغير مَا وصفنا، ازداد فخرا وتجبرا، وللعمل تركا وتضييعا، فيكون فساده في المتأسين به فيه، أكثر من فساده في نفسه، ويكون مثله كما قَالَ اللَّه تعالى(وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلا سَاءَ مَا يَزِرُونَ سورة )[3]. ص36

يقول الفضيل بْن عياض: في جهنم أرحية تطحن العلماء طحنا، فقيل: من هؤلاء؟ قَالَ: قوم علموا فلم يعملوا. ص36

يقول مالك بْن دينار: إذا طلب الرجل العلم ليعمل به، سَرَّهُ علمه، وإذا طلب العلم لغير أن يعمل به، زاده علمه فخرا. ص37

قَالَ الحسن: من أحب الدنيا وسرته، ذهب خوف الآخرة من قلبه، ومن ازداد علما، ثم ازداد على الدنيا حرصا، لم يزدد من اللَّه إلا بعدا، ولم يزدد من اللَّه إلا بغضا.ص37

قال سُفْيَان الثوري: العالم طبيب الدين، والدرهم داء الدين، فإذا اجتر الطبيب الداء إلى نفسه، فمتى يداوي غيره؟ ص37

الواجب على العاقل: مجانبة مَا يدنس علمه من أسباب هذه الدنيا، مع القصد في لزوم العمل بما قدر عَلَيْهِ، ولو استعمال خمسة أحاديث من كل مائتي حديث، فيكون كأنه قد أدى زكاة العلم، فمن عجز عَن العمل بما جمع، فلا يجب أن يعجز عَن حفظه. ص39

إفناء المرء عمره بكثرة الأسفار، ومباينة الأهل والأوطان، في طلب العلم دون العمل به، والحفظ له، ليس من شيم العقلاء، ولا من زي الألباء، وإن من أجود مَا يستعين المرء به على الحفظ : الطبع الجيد، مع الهمة واجتناب المعاصي. ص41

المال يفنى والعلم يبقى

عن المعتمر بْن سليمان، قَالَ: كتب إلي أَبِي وأنا بالكوفة: اشتر الصحف، واكتب العلم، فإن المال يفنى ، والعلم يبقى. ص41

زكاة العلم نشره

إذا رزق منه الحظَّ لا يبخل بالإفادة، لأن أولَ بركة العلم الإفادة، وما رأيتُ أحدا قط بخل بالعلم، إلا لم ينتفع بعلمه، وكما لا ينتفع بالماء الساكن تحت الأرض مَا لم يَنبَع، ولا بالذهب الأحمر مَا لم يُستخرج من معدنه، ولا باللؤلؤ النفيس مَا لم يخرج من بَحره، كذلك لا ينتفع بالعلم مَا دام مكنونا، لا ينشر ولا يفاد. ص41-42

قال عبد الله بن المبارك: من بخل بالحديث يبتل بإحدى ثلاث: إما أن يموت فيذهب علمه، أو ينسى، أو يبتلى بالسلطان. ص42

اللسان بين أجر عظيم أو إثم كبير

الله عز وجل رفع درجة اللسان على سائر الجوارح، فليس منها شيء أعظم أجرا منه إذا أطاع، ولا أعظم ذنبا منه إذا جنى. ص44

فضيلة الصمت

قَالَ الأحنف بْن قيس: الصمت أمان من تحريف اللفظ، وعصمةٌ من زَيغ المنطق، وسلامة من فضول القول، وهيبة لصاحبه. ص45

الواجب على العاقل أن يلزم الصمت، إلى أن يلزمه التكلمُ، فما أكثر مَن ندم إذا نطق، وأقل من يندم إذا سكت، وأطول الناس شقاءً، وأعظمهم بلاء، من ابتلي بلسان مُطلَق، وفؤاد مُطبَق. ص45

قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ:يَا أَحْنَفُ، مَنْ كَثُرَ كَلَامُهُ كَثُرَ سَقَطُهُ، وَمَنْ كَثُرَ سَقَطُهُ قَلَّ حَيَاؤُهُ، وَمَنْ قَلَّ حَيَاؤُهُ قَلَّ وَرَعُهُ، وَمَنْ قَلَّ وَرَعُهُ مَاتَ قَلْبُهُ. ص46

الواجب على العاقل أن يُنصف أذنيه من فيه، ويعلم أنه إنما جعلت له أذنان وفم واحد، ليسمع أكثر مما يقول؛ لأنه إذا قَالَ ربما ندم، وإن لم يقل لم يندم، وهو على رَدِّ مَا لم يقل أقدرُ منه على رد مَا قَالَ، والكلمةُ إذا تكلم بها ملكته، وإن لم يتكلم بها ملكها، والعجب ممن يتكلم بالكلمة إن هي رُفِعت ربَّما ضَرَّته، وإن لم تُرفع لم تضر، كيف لا يصمت؟ ورُبَّ كلمة سَلَبَت نعمة! ص47

قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ:كَفَى بِكَ ظَالِمًا أَلا تَزَالَ مُخَاصِمًا، وَكَفَى بِكَ آثمًا أَلا تَزَالَ مُمَارِيًا، وَكَفَى بِكَ كَاذِبًا أَلَّا تَزَالَ مُحَدِّثًا إِلَّا حَدِيثًا فِي ذَاتِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى. ص48

قال كَعْبٍ: الْعَافِيَةُ عَشْرَةُ أَجْزَاءٍ، تِسْعَةٌ مِنْهَا فِي السُّكُوتِ. ص48

قال الأوزاعي: مَا بلي أحد في دينه ببلاء أضر عَلَيْهِ من طَلَاقة لسانه. ص48

لسان العاقل يكون وراء قلبه، فإذا أراد القول رجع إلى القلب، فإن كان له قَالَ، وإلا فلا. ص49

الجاهل قلبه في طرف لسانه، مَا أتى على لسانه تكلم به، وما عَقَلَ دينه من لم يحفظ لسانه. ص49

من أعظم الخلل المفسد لصحة السرائر، والمذهب لصلاح الضمائر: الإكثار من الكلام، وإن أبيح له كثرة المنطق. ص50

قَالَ مؤرق العجلي: أمر أنا في طلبه منذ عشر سنين، ولست بتارك طلبه، قالوا: وما هو يا أبا المعتمر؟ قَالَ: الصمت عما لا يعنيني. ص52-53


أهمية صلاح منطق الرجل

قال يَحْيَى بْن أَبِي كثير: مَا صلح منطق رجل، إلا عُرف ذلك في سائر عمله ولا فسد منطق رجل إلا عرف ذلك في سائر عمله. ص49

الواجب على العاقل أن يروض نفسه على ترك مَا أبيح له من النطق لئلا يقع في المزجورات، فيكون حتفه فيما يخرج منه، لأن الكلام إذا أكثر منه؛ أورث صاحبه التلذذ بضد الطاعات، فإذا لم يوفق العبد لاستعمال اللسان فيما يجدي عَلَيْهِ نفعه في الآخرة، كان وجود الإمساك عَن السوء أولى به. ص52

لزوم الصدق ومجانبة الكذب

لا يجب للعاقل أن يعود آلة خلقها اللَّه للنطق بتوحيده الكذب، بل يجب عَلَيْهِ المداومة برعايته، بلزوم الصدق، وما يعود عَلَيْهِ نفعه في داريه، لأن اللسان يقتضي مَا عود: إن صدقا فصدقا، وإن كذبا فكذبا .ص53

يقول الفضيل بْن عياض: مَا من مُضغة أحبُّ إلى اللَّه من لسان صدوق، وما من مضغة أبغض إلى اللَّه من لسان كذوب. ص54

كل شيء يستعار ليتجمَّلَ به، سَهلٌ وجودُه، خلا اللسان، فإنه لا ينبئ إلا عما عُوِّد، والصدق ينجي، والكذب يُردِي. ص54

العي في بعض الأوقات خير من النطق، لأن كل كلام أخطأ صاحبه موضعه، فالعي خير منه. ص57

اخزن لسانك كما تخزن دراهمك

قالعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو: ذَرْ مَا لَسْتَ مِنْهُ فِي شَيْءٍ، وَلا تَنْطِقْ فِيمَا لا يَعْنِيكَ، وَاخْزُنْ لِسَانَكَ كَمَا تَخْزُنُ دَرَاهِمَكَ. ص58

خطورة اللسان

اللسان لا يندملُ جُرحه، ولا يلتئم مَا قطع به، وكلمُ القول إذا وصل إلى القلب لم ينزع إلا بعد مدة طويلة، ولم يستخرج إلا بعد حيلة شديدة، ومن الناس من لا يُكرَم إلا للسانه، ولا يهان إلا به، فالواجب على العاقل ألا يكون ممن يهان به. ص58

ضرورة لزوم الحياء

الواجب على العاقل لزوم الحياء، لأنه أصل العقل، وبذر الخير، وتركه أصل الجهل، وبذر الشر. ص59

إذا لزم المرء الحياء كانت أسباب الخير منه موجودة، كما أن الوقح إذا لزم البذاء كان وجود الخير منه معدوما، وتواتر الشر منه موجودا؛ لأن الحياء هو الحائل بين المرء وبين المزجورات كلها، فبقوة الحياء يضعف ارتكابه إياها، وبضعف الحياء تقوى مباشرته إياها. ص60

إن من أعظم بركته– أي الحياء- تعويد النفس ركوب الخصال المحمودة ، ومجانبتها الخلال المذمومة. ص60

إن المرء إذا اشتد حياؤه صان عِرضه، ودفن مساويه، ونشر محاسنه، ومن ذهب حياؤه ذهب سروره، ومن ذهب سروره هان على الناس ومُقِتَ، ومن مُقِتَ أوذي، ومن أوذي حزِن، ومن حزن فقد عقله، ومن أصيب في عقله، كان أكثر قوله عَلَيْهِ لا له، ولا دواء لمن لا حياء له، ولا حياء لمن لا وفاء له، ولا وفاء لمن لا إخاء له، ومن قل حياؤه، صنع مَا شاء، وقال مَا أحب. ص61


الدرر الغراء مما قلَّ ودل


يقول الحسن: مَا تم دين عَبْد قط حتى يتم عقله. ص19

أفضل ذوي العقول منزلة، أدومهم لنفسه محاسبة، وأقلهم عنها فترة. ص19

العاقل يحسم الداء قبل أن يبتلى به، ويدفع الأمر قبل أن يقع فيه، فإذا وقع فيه رَضِيَ وصبر. ص20

مال العاقل عقله، وما قدم من صالح عمله. ص21

العدو العاقل خير للمرء من الصديق الجاهل. ص21

قال حفص بْن حميد الأكاف: العاقل لا يُغبَن، والورع لا يَغبِن. ص21

العاقل يختار من العمر أحسنه وإن قل، فإنه خير من الحياة النكدة، وإن طالت. ص22

من جاوز الغاية في كل شيء صار إلى النقص. ص23

من لم يكن عقله أغلب خصال الخير عَلَيْهِ، أخاف أن يكون حتفه في أقرب الأشياء إليه. ص23

رأس العقل: المعرفة بما يمكن كونه قبل أن يكون. ص23

فضائل الرجال ليست مَا ادعوها، ولكن مَا نسبها الناس إليهم. ص23

العاقل لا يبالي مَا فاته من حطام الدنيا، مع مَا رزق من الحظ في العقل. ص23

كفى بالعاقل فضلا وإن عدم المال. ص24

العاقل يُكرم على غير مال، كالأسد يهاب وإن كان رابضا[6]. ص24

من العقل التثبت في كل عمل قبل الدخول فيه. ص24

أول تمكن المرء من مكارم الأخلاق هو لزوم العقل. ص25

العاقل لا يطول أمله؛ لأن من قوى أمله ضعف عمله، ومن أتاه أجله، لم ينفعه أمله. ص25

العاقل لا يقاتل من غير عُدة، ولا يخاصم بغير حجة، ولا يصارع بغير قوة. ص26

بالعقل تحيا النفوس، وتنور القلوب، وتمضي الأمور، وتعمر الدنيا. ص26

الذي يزداد به العاقل من نماء عقله، هو التقرب من أشكاله، والتباعد من أضداده. ص26

قرب العاقل غنم لأشكاله، وعبرة لأضداده، على الأحوال كلها. ص26

لو كان للعقل أبوان، لكان أحدهما الصبر، والأخر التثبت. ص26

أول شعب العقل: هو لزوم تقوى اللَّه، وإصلاح السريرة. ص27

من صلح جوانيه، أصلح اللَّه برانيه، ومن فسد جوانيه، أفسد اللَّه برانيه. ص27

قال مالك بن دينار: اتخذ طاعة اللَّه تجارة، تأتك الأرباح من غير بضاعة. ص27

قطب الطاعات للمرء في الدنيا: هو إصلاح السرائر، وترك إفساد الضمائر. ص28

قال عمر بن عبد العزيز: لا يتقي اللَّه عَبْد حتى يجد طعم الذل. ص30

قال الحسن: أفضل العمل: الورع، والتفكر. ص31

قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ:جَالِسُوا التَّوَّابِينَ، فَإِنَّهُمْ أَرَقُّ أَفْئِدَةً. ص33

ما أقبح بالعالم التذلل لأهل الدنيا !ص35

قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ:لَيْسَ الْعِلْمُ بِكَثْرَةِ الرَّوِايَةِ، إِنَّمَا الْعِلْمُ الْخَشْيَةُ. ص39

قال مالك: ليس العلم بكثرة الرواية، إنما العلم الخشية. ص39

قال وهب بْن منبه: من تعلم علما في حق وسُنَّة، لم يذهب اللَّه بعقله أبدا. ص40

قال وكيع: استعينوا على الحفظ بترك المعصية. ص41

العلم زين في الرخاء، ومنجاة في الشدة، ومن تعلم ازداد، كما أن من حلم ساد. ص41

فضل العلم في غير خير مهلكة، كما أن كثرة الأدب في غير رضوان اللَّه موبقة. ص41

العاقل لا يسعى في فنونه إلا بما هو أجدى عَلَيْهِ نفعا في الدارين معا. ص41

قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ:النَّاسُ عَالِمٌ وَمُتَعَلِّمٌ، وَلا خَيْرَ فِيمَا بَيْنَ ذَلِكَ. ص42

اللسان هو المورد للمرء موارد العطب، والصمت يكسب المحبة والوقار. ص43

من حفظ لسانه أراح نفسه. ص43

الرجوع عَن الصمت أحسن من الرجوع عَن الكلام. ص43

الصمت منام العقل، والمنطق يقظته. ص43

قال لُقْمَانَ: إِنَّ مِنَ الْحِكَمِ الصَّمْتَ، وَقَلِيلٌ فَاعِلُهُ. ص43

قال مالك: كُلُّ شَيْءٍ يُنْتَفَعُ بِفَضْلِهِ إِلا الْكَلامَ، فَإِنَّ فَضْلَهُ يَضُرُّ. ص43

قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: لا خَيْرَ فِي الْحَيَاةِ إِلا لأَحَدِ رَجُلَيْنِ: مُنْصِتٌ وَاعٍ، أَوْ مُتَكَلِّمٌ عَالِمٌ. ص44

الكلام وإن كان في وقته حظوة جليلة، فإن الصمت في وقته مرتبة عالية. ص44

من جُهِّلَ بالصمت، عَيّ بالمنطق. ص44

قال الفضيل بْن عياض: شيئان يقسيان القلب: كثرة الكلام، وكثرة الأكل. ص45

قال خالد بْن الحارث: السكوت زين للعاقل، وستر للجاهل. ص49

قالابْنَ مَسْعُودٍ: وَاللَّهِ الَّذِي لا إِلَهَ غَيْرُهُ، مَا شَيْءٌ أَحَقُّ بِطُولِ سِجْنٍ مِنْ لِسَانٍ. ص50

لا سبيل للمرء إلى رعاية الصمت، إلا بترك مَا أبيح له من النطق. ص50

من أكثر الكذب لم يترك لنفسه شيئا يصدق به، ولا يكذب إلا من هانت عَلَيْهِ نفسه. ص55

قال مُحَمَّد بْن كعب القرظي: إنما يكذب الكاذب من مهانة نفسه. ص55

قال نصر بْن علي الجهضمي: إن اللَّه أعاننا على الكذابين بالنسيان. ص55

اللسان سبع عقور إن ضبطه صاحبه سلم، وإن خلى عنه عقره. ص55

العاقل لايشتغل بالخوض فيما لا يعلم، فيتهم فيما يعلم. ص55

من حدث عَن كل شيء أزرى برأيه، وأفسد صدقه. ص56

الصدق يرفع المرء في الدارين، كما أن الكذب يهوي به في الحالين. ص57

قال ابن سيرين: الكلام أوسع من أن يكذب فيه ظريف. ص58

قال عبد الله بن مسعود: أَلأَمُ شَيْءٍ فيِ الْمُؤْمِنِ الْفُحْشُ. ص59

الحياء اسم يشتمل على مجانبة المكروه من الخصال. ص59

قال زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ: مَنْ لا يَسْتَحْيِ مِنَ النَّاسِ، لا يَسْتِحْيِ مِنَ اللَّهِ. ص60


الدرر الغراء مما قيل شعرا



أنشدني علي بْن مُحَمَّد البسامي: ص21

عدوك ذو العقل أبقى عليك * من الجاهل الوامق[7] الأحمق
وذو العقل يأتي جميل الأمور * ويقصد للأرشد الأرفق


أنشدني المنتصر بْن بلال بْن المنتصر الأنصاري: ص22

ألم تر أن العقل زين لأهله * وأن كمال العقل طولُ التجارب
وقد وعظ الماضي من الدهر ذا النهى * ويزداد في أيامه بالتجارب

أنشدني عَبْد الرحمن بْن مُحَمَّد المقاتلي: ص24

فمن كان ذا عقل ولم يك ذا غنى * يكون كذي رِجلٍ وليست له نَعلُ
ومن كان ذا مال ولم يك ذا حِجى * يكون كذي نعلٍ وليست له رجلُ


أنشدني علي بْن مُحَمَّد البسامي: ص25

إن المكارم أبوابٌ مُصَنَّفة * فالعقل أولُها والصمت ثانيها
والعلم ثالثها والحلم رابعها * والجود خامسها والصدق ساديها
والصبر سابعها والشكر ثامنها * واللين تاسعها والصدق عاشيها

لقد أحسن الذي يقول: ص27

إذا مَا خلوتَ الدهر يوما فلا تَقُل * خلوتُ ولكن قُل عليّ رقيبُ
ولا تحسبنَّ اللَّه يغفُل ساعة * ولا أنَّ مَا يخفى عَلَيْهِ يغيبُ
ألم تر أنَّ اليوم أسرعُ ذاهبٍ * وأن غدا للناظرين قريبُ؟!

أنشدني مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن زنجي البغدادي: ص29

وإذا أعلنتَ أمرا حَسَنا * فليكن أحسنَ منه مَا تُسِر
فمسِرُّ الخير مَوسومٌ به * ومُسِرُّ الشرِّ موسوم بشَر

أنشدني علي بْن مُحَمَّد البسامي: ص30

وإذا بحثتَ عَن التَّقِيِّ وجدته * رجلاً يُصدقُ قولَه بفعال
وإذا اتَّقَى اللَّهَ امرؤ وأطاعه * فيداهُ بين مكارمٍ ومعالِ
وعلى التقيِّ إذا تراسخ في التقَى * تاجان: تاجُ سكينة وجمال
وإذا تناسبت الرجالُ فما أرى * نسباً يكون كصالح الأعمال

سمعت أَحْمَد بْن موسى المكي بواسط، يقول: وجد على خف عطاء السلمي مكتوبا، وكان حائكا: ص31
ألا إنما التقوى هو العز والكرمُ * وفخرُك بالدنيا هو الذلُّ والعدم
وليس على عَبْد تقيٍّ نقيصةٌ * إذا صحح التقوى وإن حاك أو حجَم

أنشدني الأبرش: ص36

تعلَّم فليس المرء يولد عالما * وليس أخو علم كمن هو جاهلُ
وإنَّ كبير القوم لا عِلَم عنده * صغيرٌ إذا التفت عَلَيْهِ المحافلُ


أنشدني أَحْمَد بْن مُحَمَّد الصنعاني، أنشدني مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه العراقي: ص37-38

عُنوا يطلبون العلم في كل بلدة * شبابا فلما حَصَّلوه وحَشَّروا
وصحَّ لهم إسناده وأصوله * وصاروا شُيوخا ضَيَّعوه وأدبروا
ومالوا على الدنيا فهم يحلبُونها * بأخلافها مفتوحُها لا يُصَرَّرُ[4]
فيا علماء السوء أين عقولكم؟ * وأين الحديثُ المسند المتخيَّر؟ !

عن مُحَمَّد بْن زيد، قَالَ: كنت مع ابن المبارك ببغداد، فرأى إِسْمَاعِيل ابن علية راكبا بغلة له على باب السلطان، فأنشأ يقول: ص38

يا جاعل الدين له بازيا * يصطاد أموال السلاطين
لا تبع الدين بدنيا كما * يفعل ضلال الرَّهابين
احتلت للدنيا ولَذاتها * بحيلة تذهب بالدين
وصرت مجنوناً بها بعدما * كنت دواء للمجانين
تفكر الناسُ جميعا بأن * زل حمار العلم في الطين

أنشدني الكريزي: ص42

أفدِ العلمَ، ولا تبخل به * وإلى علمك علما فاستفد
استفد مَا استطعت من علم وكن * عاملا بالعلم والناسَ أفد
مَن يُفدهم يَجزِهِ اللَّه به * وسيغني اللَّه عمن لم يُفد
ليس مَن نافَس فيه عاجزا * إنما العاجز من لا يجتهد

أنشدني الكريزي: ص43

أقلل كلامك واستعذ من شره * إن البلاء ببعضه مقرونُ
واحفظ لسانك، واحتفظ من غَيّه * حتى يكون كأنه مسجون
وَكِّل فؤادَك باللسان وقل له * إن الكلام عليكما موزون
فزِنَاهُ وليَكُ مُحكَماً ذا قِلَّةٍ * إن البلاغة في القليل تكون

يقول ابن المبارك: ص44

تعاهد لسانك إن اللسان * سريع إلى المرء في قتله
وهذا اللسان بَرِيدُ الفؤاد * يدلُّ الرجال على عقله

لقد أحسن الذي يقول: ص45

إن كان يعجبك السكوت فإنه * قد كان يعجب قبلك الأخيارا
ولئن ندمت على سكوت مرةً * فلقد ندمتَ على الكلام مرارا
إن السكوت سلامة ولربما * زرع الكلامُ عداوةً وضرارا
وإذا تقرَّب خاسرٌ من خاسر * زادا بذاك خسارةً وتبارا


أنشدني المنتصر بْن بلال بْن المنتصر الأنصاري: ص50

الصمت عند القبيح يسمعه * صاحبُ صدق لكل مصطحبِ
فآثرِ الصمتَ مَا استطعت فقد * يُؤثَرُ قول الحكيم في الكتب
لو كان بعضُ الكلام من وَرِق * لكان جُلُّ السكوت من ذهب


لقد أحسن الذي يقول: ص53

عوِّد لسانك قول الخير تَحظَ به * إن اللسان لما عَوَّدتَ معتاد
موكَّل بتقاضي مَا سننتَ له * فاختر لنفسك وانظر كيف ترتاد


أنشدني مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه البغدادي: ص55

إذا مَا المرء أخطأه ثلاث * فبعه ولو بكَفٍ من رماد
سلامة صدره والصدق منه * وكتمان السرائر في الفؤاد

لقد أحسن الذي يقول: ص59

وليس بمنسوب إلى العلم والنُّهى * فتى لا تُرَى فيه خلائق أربعُ
فواحدة: تقوى الإله التي بها * يُنال جسيمُ الخير والفضل أجمعُ
وثانية: صدق الحياء فإنه * طباع عَلَيْهِ ذو المروءة يطبع
وثالثة: حلم إذا الجهل أطلعت * إليه خبايا من فجور تَسَرَّعُ
ورابعة: جود بملكِ يمينه * إذا نابه الحق الذي ليس يدفع

أنشدني مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه البغدادي: ص59

إذا قلَّ ماء الوجه قَلَّ حياؤه * ولا خير في وجه إذا قلَّ ماؤه
حياؤك فاحفظه عليك فإنما * يدل على وجه الكريم حياؤه


أنشدني رجل من خزاعة: ص60

إذا لم تخش عاقبةَ الليالي * ولم تستحي فاصنع مَا تشاءُ
فلا والله مَا في العيش خير * ولا الدنيا إذا ذهب الحياء
يعيش المرء مَا استحيا بخير * ويبقى العود مَا بقي اللِّحاء

لقد أحسن الذي يقول: ص60

وربَّ قبيحةٍ مَا حال بيني * وبين ركوبِها إلا الحياءُ
فكان هو الدواء لها ولكن * إذا ذهب الحياء فلا دواءُ


* هامــش الجزء الأول

[1] روضة العقلاء ونزهة الفضلاء ص15.
[2] الطبعة بتحقيق وتصحيح محمد محي الدين عبد الحميد، محمد عبد الرزاق حمزة، محمد حامد الفقي.
[3]الرتوة: الخطوة.
[4]الغَناء: النفع.
[5]نزرا: قليلا.
[6]ربض الأسد: جثم.
[7]الوامق: المحب.

هامــش الجزء الثاني


[1]روضة العقلاء ونزهة الفضلاء ص15.
[2]الطبعة بتحقيق وتصحيح محمد محي الدين عبد الحميد، محمد عبد الرزاق حمزة، محمد حامد الفقي.
[3]( النحل:25 ).
[4]أخلاف جمع خلف، وهو ثدي الشاة ونحوها من كل حالب، والتصرية: جمع اللبن واختزانه في الضرع.


* تنويه
: تم دمج اقتباسات جزئين [ 1 ـ 2 ] دون التفريق في حال تكرر أرقام الترميز في الهوامش


















التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

آخر تعديل صانعة النهضة يوم 2017-12-04 في 16:59.
    رد مع اقتباس