منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد - عرض مشاركة واحدة - هل خسرت المدرسة المغربية وزيرا جيدا كما خسرت الوفا قبل ذلك؟

يطرح هذا الموضوع العديد من القضايا الأخلاقية والسياسية. أولها قضية المصداقية. فالإنسان مجبول على الرغبة في مشاهدة المثال حتى يطمئن، وحين أسمع أن حصاد يعزل مسؤولا ارتكب خطأ يتعلق بتدبير الموارد المالية، فإن أول ما أفكر فيه هو استفادة حصاد من ريع الدولة، المتمثل في بقعة أرضية. وهذا ما علمناه فقط.

هذا بالغ الأهمية. فحين تكون الذمة نقية، لن يكون هناك عائق أمامك لتقاوم أي فساد أو خرق، وفي حالة العكس يكون من السهل أن تؤتى من جهة نقطة ضعفك. في حالة حصاد، هو تصرف من منطق قوته على المستوى الهرمي، فكان سهلا عليه أن يعزل ويوقف من شاء وببهرجة إعلامية كبيرة. وطالما البلاد ليست بلاد مؤسسات كما ينبغي، كان من المستحيل تقريبا مواجهة حصاد، وكان ينبغي أن يأتي القرار من فوقه، دائما إعمالا لمسألة الهرمية.

من جهة أخرى، ينبغي الانتباه إلى الغاية الأساس من إنشاء أي مؤسسة، وأقصد تحديد دورها الرئيس. لنأخذ مثلا مطعما يقدم طعاما رديئا لا يستسيغه أحد، واشتراه شخص آخر، فغير مدخل المطعم، وغير أغطية الموائد والأواني والستائر ولم يغير جودة ما يقدم للزبناء، هل سنقول أن المطعم أصلح وصار مناسبا؟

ينبغي إصلاح الغاية الأساس. المدرسة غايتها التعليم والتكوين، وينبغي إصلاح هذين: ينبغي إصلاح قيمة الشواهد خصوصا شهادة الباكلوريا، وينبغي تدبير المخرجات خصوصا الراسبين المفصولين وذلك بتهييء مسارات لإدماجهم بدل الحفاظ عليهم داخل المؤسسات التي فشلوا فيها. التلميذ المفصول يعني تلميذا فاشلا في الدراسة والمطلوب البحث عن مجال ينجح فيه بدل الوهم والتوهيم.

التكوين يطرح مشكلة. حين يتخرج الطالب، يفاجأ بجواب بارد على طموحاته: تكوينك لا يناسب سوق الشغل. حسنا لماذا ندرس تخصصات لن نحتاجها؟ أين هي الدراسات التي تحدد الحاجيات؟

حين تصلح المدرسة وتصبح قادرة على القيام بمهامها الأصلية، آنذاك قد يتحول مشكل الصباغة والنشيد الوطني عائقين صغيرين يسهل إصلاحهما، وحين يصلحان تصل المدرسة إلى درجة الكمال.

السؤال هو: لنفترض أن التلاميذ حفظوا النشيد، والقاعات صبغت، والأساتذة لم يعودوا يمرضون، هل سنؤمن أن التغيير حصل، وحين أقول التغيير، أقصد ذاك المتعلق بالغاية الأساس من المدرسة؟