عرض مشاركة واحدة
قديم 2017-10-21, 11:59 رقم المشاركة : 1
روبن هود
بروفســــــــور
إحصائية العضو







روبن هود غير متواجد حالياً


وسام1 السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

افتراضي العدالة والتنمية: حين يتعارض تجديد الولاية مع تجديد الفكر


شكل النقاش حول تجديد ولاية عبد الإله بن كيران على رأس حزب العدالة والتنمية يعكس أزمة سياسية وفكرية تعتري الحزب ومن ورائه كل الأحزاب لأنها ترتوي من نفس الثقافة.

هناك مبرران رئيسان يدفع بهما مناصرو تجديد الولاية، أولهما رد الاعتبار لرئيس الحكومة السابق بعد إعفائه من رئاسة الحكومة بالطريقة التي لم تعجب أعضاء الحزب لأنها كانت طريقة تتنافى مع المبادئ الديمقراطية، وثانيهما أن بن كيران هو الأصلح للأمانة العامة بالنظر إلى المرحلة التي يمر منها الحزب.

كلا المبررين يحتوي على خلل ينبغي الانتباه إليه. فالمبرر الأول يربط بين الحزب والحكومة ربطا غريبا الأولى تجاوزه إلا إذا كان هناك سعي إلى ترسيخ الممارسات السياسية القديمة التي لا تميز بين أن يكون السياسي مسؤولا تجاه حزبه، وأن يكون مسؤولا تجاه الناخبين. وهذا يعكس تمثلا سلبيا للعلاقة بين السياسي والناخب من حيث أن الناخب ينتهي دوره بعد أن يضع الورقة داخل الصندوق، والسياسي غير مطالب بكشف الحساب. ومما يزيد من فداحة الأمر أن البعض يقولون أن تجديد الولاية سيعوض بن كيران عن الإحساس الذي تملكه بعد الإعفاء. وأي خطورة أكبر من أن تكون المناصب والمسؤوليات السياسية تراعي المشاعر قبل أي شيء آخر؟

المبرر الثاني ليس أقل سوءا ويضرب الحزب في الصميم. فالحزب ردد دائما أنه حزب مؤسسات، يمارس الديمقراطية الداخلية، ويتمتع بالشفافية، وأنه ليس حزب أشخاص. المشكلة هنا هي أن المنادين بالتجديد يقولون أن بن كيران هو رجل المرحلة، مما يعني أن الحزب ليست فيه قيادات تستطيع تحمل المسؤولية، ولو أن أحد القياديين قال قبل أسابيع أن الحزب ليس عاقرا حتى لا ينجب قيادات.
هل الحزب فشل في توفير قيادات بديلة؟

لا يهم الجواب، كما لا يهم الجواب عن سؤال آخر بخصوص الرصيد التربوي للأعضاء داخل صفوف الحركة، والذي علمهم أن المسؤولية تكليف لا تشريف، وكان يعطي الإحساس بالسعادة لكل مسؤول يتم النزول عند طلبه الإعفاء من المسؤولية.

أخيرا، ما يحدث تحصيل حاصل لا يدعو إلى الاستغراب. فالحزب كأي حزب آخر له مجال للتحرك تحدده الدولة التي لا تسمح لأحد بالتميز عن غيره، ومن انتظر من العدالة والتنمية أن يقوم بتغيير جذري ومثير، فقد ظلمه.

بقلم: روبن هود





    رد مع اقتباس