عرض مشاركة واحدة
قديم 2017-10-02, 17:59 رقم المشاركة : 2
أم سهام
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية أم سهام

 

إحصائية العضو









أم سهام غير متواجد حالياً


وسام المرتبة الثالثة في مسابقة القران الكريم

وسام المرتبة الثانية

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام المرتبة الثانية مسابقة الأستاذ الرمضانية

وسام المشاركة في دورة HTML

وسام المركز الثالث في مسابقة نتخلق بخلقه لنسعد بقر

وسام المركز الثالث في  المسابقة االرمضانية الكبرى

افتراضي رد: تفسير سورة المجادلة


تتمة

{ إِنَّ ظ±لْمُنَافِقِينَ فِي ظ±لدَّرْكِ ظ±لأَسْفَلِ مِنَ ظ±لنَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً }
[النساء: 145] { إِنَّهُمْ سَآءَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } أي بئس ما فعلوا وبئس ما صنعوا { ظ±تَّخَذْوغ¤اْ أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً } أي جعلوا أيمانهم الكاذبة الفاجرة وقايةً لأنفسهم وسترةً لها من القتل قال في التسهيل: أصل الجُنَّة ما يُستتر به ويُتقى به المحذور كالترس، ثم استعمل هنا بطريق الاستعارة لأنهم كانوا يظهرون الإِسلام ليعصموا دماءهم وأموالهم { فَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ظ±للَّهِ } أي فمنعوا الناس عن الدخول في الإِسلام، بإِلقاء الشبهات في قلوب الضعفاء والمكر والخداع بالمسلمين { فَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ } أي فلهم عذاب شديد في غاية الشدة والإِهانة { لَّن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُمْ مِّنَ ظ±للَّهِ شَيْئاً } أي لن تنفعهم أموالهم ولا أولادهم في الآخرة، ولن تدفع عنهم شيئاً من عذاب الله { أُوْلَـظ°ئِكَ أَصْحَابُ ظ±لنَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } أي هم أهل النار لا يخرجون منها أبداً { يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ ظ±للَّهُ جَمِيعاً } أي يحشرهم يوم القيامة جميعاً للحساب والجزاء { فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ } أي فيحلفون لله تعالى كما يحلفون لكم اليوم في الدنيا كذباً أنهم مسلمون قال ابن عباس: هو قولهم:
{ وَظ±للَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ }
[الأنعام: 23] { وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَىظ° شَيْءٍ } أي يظنون أن حلفهم في الآخرة ينفعهم وينجيهم من عذابها كما نفعهم في الدنيا بدفع القتل عنهم قال أبو حيان: والعجب منهم كيف يعتقدون أن كفرهم يخفى على علاَّم الغيوب، ويجرونه مجرى المؤمنين في عدم اطلاعهم على كفرهم ونفاقهم، والمقصود أنهم تعودوا الكذب حتى كان على ألسنتهم في الآخرة كما كان في الدنيا { أَلاَ إِنَّهُمْ هُمُ ظ±لْكَاذِبُونَ } أي ألا فانتبهوا أيها الناس إِن هؤلاء هم البالغون في الكذب الغاية القصوى حيث تجاسروا على الكذب بين يدي علام الغيوب { ظ±سْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ ظ±لشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ ظ±للَّهِ } أي استولى على قلوبهم الشيطان وغلب عليهم وتملَّك نفوسهم حتى أنساهم أن يذكروا ربهم { أُوْلَـظ°ئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ } أي أولئك هم أتباع الشيطان وأعوانه وأنصاره { أَلاَ إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الخَاسِرُونَ } أي أتباع الشيطان وجنوده هم الكاملون في الخسران والضلالة، لأنهم فوَّتوا على أنفسهم النعيم الدائم وعرضوها للعذاب المقيم { إِنَّ الَّذِينَ يُحَآدُّونَ ظ±للَّهَ وَرَسُولَهُ } أي يعادون الله ورسوله ويخالفون أمرهما { أُوْلَـظ°ئِكَ فِي ظ±لأَذَلِّينَ } أي أولئك في جملة الأذلاء المبعدين من رحمة الله { كَتَبَ ظ±للَّهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَاْ وَرُسُلِيغ¤ } أي قضى الله وحكم أن الغلبة لدينه ورسله وعباده المؤمنين { إِنَّ ظ±للَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ } أي هو تعالى قويٌ على نصر رسله وأوليائه، غالبٌ على أعدائه، لا يُقهر ولا يُغلب قال مقاتل: لما فتح الله مكة والطائف وخيبر للمؤمنين قالوا: نرجو أن يُظهرنا الله على فارس والروم، فقال عبد الله بن سلول: أتظنون أن الروم وفارس كبعض القرى التي غلبتم عليها؟! والله إِنهم لأكثر عدداً، وأشد بطشاً من أن تظنوا فيهم ذلك فنزلت { تَبَ ظ±للَّهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَاْ وَرُسُلِيغ¤ } { لاَّ تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِظ±للَّهِ وَظ±لْيَوْمِ ظ±لآخِرِ يُوَآدُّونَ مَنْ حَآدَّ ظ±للَّهَ وَرَسُولَهُ } أي لا يمكن أن ترى أيها السامع جماعة يصدقون بالله وباليوم الآخر يحبون ويوالون من عادى الله ورسوله وخالف أمرهما، لأن من أحبَّ الله عادى أعداءه، ولا يجتمع في قلب واحد حبُّ الله وحبُّ أعدائه، كما لا يجتمع النور والظلام قال المفسرون: غرضُ الآية النهي عن مصادقة ومحبة الكفرة والمجرمين، ولكنها جاءت بصورة إِخبارٍ مبالغةً في النهي والتحذير قال الإِمام الفخر: المعنى أنه لا يجتمع الإِيمان مع حبِّ أعداء الله، وذلك لأن من أحبَّ أحداً امتنع أن يحب عدوه، لأنهما لا يجتمعان في القلب، فإِذا حصل في القلب مودة أعداء الله لم يحصل فيه الإِيمان { وَلَوْ كَانُوغ¤اْ آبَآءَهُمْ أَوْ أَبْنَآءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ } أي ولو كان هؤلاء المحادُّون لله ورسوله أقرب الناس إِليهم، كالآباء، والأبناء، والإِخوان، والعشيرة، فإِن قضية الإِيمان بالله تقتضي معاداة أعداء الله قال في البحر: بدأ بالآباء لأن طاعتهم واجبة على الأولاد، ثم بالأبناء لأنهم أعلق بالقلوب، ثم بالإِخوان لأنهم بهم التعاضد، ثم بالعشيرة لأن بهم التناصر والمقاتلة والتغلب على الأعداء كما قال القائل:
لا يسألون أخاهم حين يندبهم في النائبات على ما قال برهاناقال ابن كثير: نزلت { وَلَوْ كَانُوغ¤اْ آبَآءَهُمْ } في " أبي عبيدة " قتل أباه الجراح يوم بدر، { أَوْ أَبْنَآءَهُمْ } في الصِّديق همَّ بقتل ابنه " عبد الرحمن بن أبي بكر " { أَوْ إِخْوَانَهُمْ } في مُصعب بن عمير قتل أخاه عُبيد بن عمير يومئذٍ { أَوْ عَشِيرَتَهُمْ } في حمزة، وعلي، وعبيدة بن الحارث، قتلوا عُتبة، وشيبة، والوليد بن عتبة يوم بدر { أُوْلَـظ°ئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ ظ±لإِيمَانَ } أي أثبت الإِيمان ومكنه في قلوبهم، فهي مؤمنةٌ موقنةٌ مخلصة { وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِّنْهُ } أي وقوَّاهم بنصره وتأييده قال ابن عباس: نصرهم على عدوهم، وسمى ذلك النصر روحاً لأن به يحيا أمرهم { وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ظ±لأَنْهَارُ } أي ويدخلهم في الآخرة بساتين فسيحة، تجري من تحت قصورها أنهار الجنة { خَالِدِينَ فِيهَا } أي ماكثين فيها أبد الآبدين { رَضِيَ ظ±للَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ } أي قبل الله أعمالهم فرضي عنهم، ونالوا ثوابه فرضوا بما أعطاهم، وإِنما ذكر رضوانه عليهم بعد دخولهم الجنة لأنه أعظم النعم، وأجل المراتب قال ابن كثير: وفي الآية سر بديع وهو أنهم لما سخطوا على الأقارب والعشائر في الله تعالى، عوَّضهم الله بالرضا عنهم وأرضاهم بما أعطاهم من النعيم المقيم، والفوز العظيم { أُوْلَـظ°ئِكَ حِزْبُ ظ±للَّهِ } أي أولئك جماعة الله وخاصته وأولياؤه { أَلاَ إِنَّ حِزْبَ ظ±للَّهِ هُمُ ظ±لْمُفْلِحُونَ } أي هم الفائزون بخيري الدنيا والآخرة، وهذا في مقابلة قوله تعالى { أُوْلَـظ°ئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلاَ إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الخَاسِرُونَ }.

البَلاَغَة:
تضمنت السورة الكريمة وجوهاً من البيان والبديع نوجزها فيما يلي:


1- صيغة المبالغة في
{ إِنَّ ظ±للَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ }
[المجادلة: 1] وفي { غَفُورٌ رَّحِيمٌ } وفي
{ عَلَىظ° كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ }
[المجادلة: 6].

2- الإِطناب بذكر الأُمهات
{ مَّا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ }
[المجادلة: 2] زيادةً في التقرير والبيان.

3- الطباق
{ وَلاَ أَدْنَىظ° مِن ذَلِكَ وَلاَ أَكْثَرَ }
[المجادلة: 7] لأن معنى أدنى أقل فصار الطباق بينها وبين أكثر.

4- عطف الخاص على العام تنبيهاً على شرفه { يَرْفَعِ ظ±للَّهُ ظ±لَّذِينَ آمَنُواْ مِنكُمْ وَظ±لَّذِينَ أُوتُواْ ظ±لْعِلْمَ دَرَجَاتٍ } فإِن { وَظ±لَّذِينَ أُوتُواْ ظ±لْعِلْمَ } دخلوا في المؤمنين أولاً ثم خصوا بالذكر ثانياً تعظيماً لهم.

5- الاستعارة { فَقَدِّمُواْ بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً } استعار اليدين لمعنى قبل أي قبل نجواكم.

6- الاستفهام والمراد منه التعجيب { أَلَمْ تَرَ إِلَى ظ±لَّذِينَ تَوَلَّوْاْ قَوْماً غَضِبَ ظ±للَّهُ عَلَيْهِم.. }.

7- الجناس الناقص بين { يَعْلَمُونَ } و { يَعْمَلُونَ } لتغير الرسم.

8- المقابلة بين { أُوْلَـظ°ئِكَ حِزْبُ ظ±للَّهِ أَلاَ إِنَّ حِزْبَ ظ±للَّهِ هُمُ ظ±لْمُفْلِحُونَ } وبين { أُوْلَـظ°ئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ.. } الآية.

9- تحلية الجملة بفنون المؤكدات مثل: " ألا، وإِنَّ، وهم " في قوله { أَلاَ إِنَّ حِزْبَ ظ±للَّهِ هُمُ ظ±لْمُفْلِحُونَ }.

10- توافق الفواصل في الحرف الأخير مثل { الخاسرون } ، { الكاذبون } ، { خالدون } ، { يعملون }.

لطيفَة:
روى الإِمام أحمد عن أبي الطفيل أن " نافع بن عبد الحارث " لقي عمر بن الخطاب بعسفان - وكان عمر استعمله على مكة - فقال عمر: من استخلفت على أهل الوداي؟ فقال: استخلفت عليهم: " ابن أبزى " فقال: ومن ابن أبزى؟ فقال: رجلٌ من موالينا فقال عمر: استخلفت عليهم مولى؟ فقال يا أمير المؤمنين: إنه قارىءٌ لكتاب الله، عالم بالفرائض، قاضٍ، فقال عمر رضي الله عنه: أما إِن نبيكم صلى الله عليه وسلم قال:
" إِن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً، ويضع به آخرين ".






التوقيع

    رد مع اقتباس